إعلان
إعلان

لا تذبحوهم

محمد عبدالماجد
24 أبريل 202202:27
5050

الفاضل التوم والطاهر يونس من القيادات الهلالية المبشرة والتى ينتظر منها الكثير – اعدامهما او ابعادهما وذبحهما بسبب خطأ وقعا فيه او اخطاء دون النظر الى الايجابيات التى كانا جزءا منها فيه ظلم عليهما.

اذا تم ابعاد الفاضل التوم او قبول استقالة الطاهر يونس بعد هذه المشكلة نكون بذلك حكمنا عليهما بالإقصاء النهائي من الهلال.

واجهوا المشكلة ولا تهربوا – الاستقالة ليس حل.

يجب  ان تفرض لجنة التطبيع أي استقالة تقدم لها من احد الاعضاء في هذا التوقيت.

لا تجعلوا النهايات بهذا الشكل اذا كنا نملك القدرة على ان نحدد نهاياتنا.

دائما اقول لا احب ان نتعامل مع أي ازمة على انها نهاية الدنيا او نهاية المطاف، لا افضل تضخيم المشكلة مهما كان حجمها ، يفترض ان يكون عندنا القدرة على التعامل مع أي محنة او مصيبة تقع علينا في حياتنا.

الزول الحكيم دائما بيبسط ليك الكوارث، حتى عندما تصاب بمرض عضال بهون ليك امره وبقول ليك حاجة بسيطة.

التعامل مع الازمات على انها (كوارث) او (مصائب) او (نهاية الدنيا) هو ضعف منّا وسوء تقدير للازمة والحل بعد ذلك.

في هذه الحياة سوف نواجه الكثير من الصعاب والكثير من الازمات والمشاكل ان لم يكن عندنا القدرة والمرونة على التعامل مع تلك الامور بقوة وثبات وحسن تقدير ومرونة سوف نتلاشى وننتهى ونزول.

لا افضل التعامل اطلاقا مع الازمة بحل (الاقصاء) او الهروب الى الامام – علينا ان نواجه أي مشكلة وان نقبل بواقعنا المليء بمثل هذه الازمات.

قرأت الكثير من الكتابات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تصف الفاضل التوم بالبلطجي وانه جاء بتصرف لا يشبه الهلال وان الهلال نادي للتربية وان على اللجنة ان تبعد الفاضل التوم وتبعد كذلك الطاهر يونس.

هذا تجاوز على الفاضل التوم لا يقل بأية حال من تجاوزه هو على الطاهر يونس.

اقول ان هذه التصرفات لا تجعل الهلال يفقد شيئا من جماله ..في المدينة الفاضلة تحدث مثل هذه الامور.

شاهدنا الكثير من التجاوزات والضرب الذي يحدث في البرامج التلفزيونية العالمية وفي المجالس التشريعية …ونحن نشاهد ذلك كثيرا في حياتنا العادية في الشارع والمكتب والبيت.

التعامل مع اخطاء الاخرين على انها (كوارث) والظهور في ثياب (الملائكة) امر في كثير من الاحيان يبقى اسوأ من المشكلة التى كانت سببا في ظهور مثل هذه التصرفات.

نحن لسنا ملائكة – تقع منا مثل هذه التصرفات كثيرا – الشخصية السودانية لا تخلو من ذلك – يجب ان نضع علاج للمشكلة بالمواجهة والاعتراف وليس بإنكارها او الاكتفاء  بالسخرية منها.

كان يدفعني حب الهلال ان اشاكل وان اضارب بسببه اقرب الناس لي ، كنا نقع في ذلك ايام الدراسة وربما لم نتخلص من ذلك بعد – هذا ليس تبرير للغلط ولا هو تزين له ..لكن هذه اشياء نعاني منها ونعترف فيها بالغلط والخلل ونحتاج الى اصلاحها.

على لجنة تطبيع الهلال ان لا تسمع للنواح الذي يمكن ان يصدر بعد هذه المشكلة على مواقع التواصل الاجتماعي او على صفات الصحف والمواقع الالكترونية  . كثيرون سوف يظهروا لكم في اثواب الناصحين والملائكة الذين لا يقبلون ذلك على الهلال وهم ابوابهم مخلعة ..اذا كان في الاساس عندهم ابواب.

لا تفقدوا الطاهر يونس ..يملك من الحماس والذكاء ما يجعله زخرا للهلال في المستقبل ، مع التأكيد ان الطاهر يونس وقع في العديد من الاخطاء  – ولا تبعدوا الفاضل التوم من اجل ان تحققوا لأصحاب الاجندة الخاصة اهدافهم – الفاضل التوم يمثل مستقبل الرئاسة في الهلال –  مع الاعتراف بالذنب الذي ارتكبه الفاضل التوم والذي يمكن ان يصل لدرجة (الجرم) اذا اتجه الطاهر يونس به جنائيا . مثل هذه الاخطاء يجب ان نتعلم منها – ويجب ان تجعلنا نعرف السماح والعفو والتصافي ..على هذا نلتقى في الهلال.

اجمعوا  بين الطاهر يونس الذي يعتبر مجني عليه مع الفاضل التوم الذي يعتبر الجاني وأنا اكتب عن الواقعة  ولا املك تفاصيل عنها  ولكن اكتب من خلال متابعتي ومراقبتي للإحداث.

كان يمكن ان استقصى عن الحادثة لكن فضلت ان اكتب من مقعد (القارئ) الكريم .. لأنظر للحدث مثلما ينظر هو.

احيانا مثل هذه الامور يفضل ان تتابعها من بعيد وان تحكم عليها كمحلل ومراقب بعيدا عن اطراف الازمة ، لأن كل طرف يقدم لك الصورة من رؤيته هو.

نحن لسنا قضاة ..نكتب من خلال صورة تتوفر لكل الناس وبالمعلومات المتاحة دون الدخول الى ما نعتبره اسرار خاصة بكل بيت وهي اسرار يجب ان تظل بين اعضاء لجنة التطبيع وحدهم.

البيوت اسرار وهكذا يجب ان تكون اجتماعات لجنة التطبيع ومحاضر نقاشاتهم.

لا اعفي الطاهر يونس من الذنب ولا انكر على الفاضل التوم تجنيه ..مثل هذه المشكلة عندما تقع لا بد ان تسبقها مقدمات وصراعات وخلافات ـ لذلك يبقى الطاهر يونس يتحمل جزء من المشكلة وان كان الجزء الاكبر يقع على عاتق الفاضل التوم. وتشيل لجنة التطبيع من بعد (الليلة) كلها.

لا بد من ان الطاهر يونس فعل ما يجعل الفاضل التوم يتهور بهذا الشكل – لكل فعل ردة فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه.

نحن ننظر الى النتيجة النهائية في مثل هذه الاحداث ، لكن هناك مسببات ودوافع وأمور وان كانت صغيرة تقود الى تلك (الجنحة) يسميها اهل القانون التعرض للاستفزاز الشديد.

احيانا يكون (الجاني) هو الضحية … الفاضل التوم يحتاج الى ان نقف معه وهو في هذا الموقف بالنصح والإرشاد والرجوع للحق.

الفاضل التوم يتعرض لمحاولة اغتيال شخصية…وهذا شيء نرفضه حتى على خصومنا.

الذي يهمنا الآن ان تلم لجنة تطبيع الهلال الازمة وان تضع لها حلا بعيدا عن اقصاء الطاهر يونس والفاضل التوم من الملعب او من اللجنة . اذا لم تجمعوا بين الفاضل التوم والطاهر يونس مرة اخرى تكونوا بذلك فشلتم فشلا ذريعا.

افضل ما يطلبه اهل الورع والدين والتقوى من المولى عز وجل  هو (العفو) ، وهذا دعاء يدل على التقصير والوقوع في الاخطاء.

** نقلا عن صحيفة ريمونتادا السودانية
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان