Getty Imagesيقود فرانك لامبارد، فريق كوفنتري سيتي إلى صدارة دوري الدرجة الأولى الإنجليزي (التشامبيونشيب)، مسجلًا الأهداف بغزارة، ومقتربًا من إنهاء 25 عامًا من الغياب عن الدوري الإنجليزي الممتاز.
وإذا واصل مدرب تشيلسي السابق هذا النسق المميز، فلن يطول الوقت قبل أن ترتفع الأصوات المطالِبة بأن يصبح المدير الفني المقبل لمنتخب إنجلترا، وهي مفارقة لافتة، خاصة أن توماس توخيل كان قد خلفه في تدريب تشيلسي قبل خمس سنوات.
لكن لامبارد، أسطورة ستامفورد بريدج وصاحب 106 مباريات دولية مع إنجلترا، يدرك تمامًا مدى تقلّب عالم كرة القدم.
وقال لامبارد في مقابلة مع صحيفة "ذا صن": "كنت مع تشيلسي في مرحلة ما في المركز الثاني بالدوري الإنجليزي، وبعد ستة أسابيع فقط فقدتُ وظيفتي. لذلك تعلمت ألا أنظر بعيدًا إلى الأمام".
وأضاف: "أحب مشاهدة إنجلترا والتطور الحاصل تحت قيادة توخيل، وفي الوقت نفسه أستمتع جدًا بالعمل الذي أقوم به في كوفنتري".
جدل طويل
وخلال مسيرته الدولية، دار جدل طويل حول إمكانية لعب لامبارد مع ستيفن جيرارد معا في التشكيلة الأساسية بسبب تشابه أسلوبهما، وهو أمر كان يزعجهما دائما.
واليوم، بعد تصريح توخيل الأسبوع الماضي بأنه لا يمكنه إشراك هاري كين وجود بيلينجهام وفيل فودين معا في التشكيلة الأساسية، أبدى لامبارد تفهّمًا لوجهة نظر المدرب الألماني.
وأوضح لامبارد: "أنا أفهم ذلك لأنني أصبحت في هذا المنصب الآن. عندما تعمل مع مجموعة من اللاعبين، ترى الأمور بصورة أقرب، وتدرك أنه إذا كانت لديك منظومة معينة، فلن تتمكن من إشراك كل اللاعبين".
وأكمل: "في الوقت الحالي، الأمر أوضح… فعلى سبيل المثال، عندما تنظر إلى مركز (رقم 10) في منتخب إنجلترا، هناك بيلينجهام، كول بالمر، إيبيريتشي إيزي، مورجان روجرز… الكثير من الخيارات".
واستطرد: "في جيلي لم يكن لدينا أربعة أو خمسة لاعبين بمستوى عالمي في هذا المركز. إنه أمر رائع لكنه صعب على المدرب، لأنه عليك إيجاد الطريقة المناسبة واتخاذ القرارات والتمسك بها. وتأمل أن يفهم اللاعبون أن جودة المجموعة تعني حدوث تغييرات أحيانًا".
آلة تهديفية
ولم يكن غريبا، وهو أحد أكثر لاعبي الوسط تسجيلًا للأهداف في تاريخ الدوري الإنجليزي (147 هدفًا في 429 مباراة مع تشيلسي)، أن يحول لامبارد فريقه الحالي إلى آلة تهديفية، إذ سجل كوفنتري 40 هدفًا في 15 مباراة فقط.
وأضاف لامبارد: "تسجيل الأهداف ساعدني على امتلاك المسيرة التي حظيت بها. كنت أعمل باستمرار على حركتي أمام المرمى، وعلى مختلف أنواع اللمسات والإنهاء. هذا كان مجالي. نعمل مع المهاجمين والأجنحة، وكذلك باقي اللاعبين. أُفرد لهم تدريبات خاصة وأركز على تفاصيل كل مركز، وأجعلهم يكررونها مرارا".
وتابع: "لكننا طورنا أيضًا أسلوب لعب يمنح الفريق القدرة على التحكم في الاستحواذ، وصناعة الفرص، والبناء من الخلف، واللعب على الأطراف، وإرسال العرضيات، والتواجد بكثافة في نصف ملعب المنافس. كما خلقنا أسلوبًا سريعًا يعتمد على التحول الهجومي السريع عندما نستعيد الكرة. هذا ما أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم. وما يزيد من قيمته أننا فعلناه منذ نهاية سبتمبر دون جاك رودوني، أحد أفضل لاعبي الدوري".
واستلم لامبارد الفريق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي خلفًا للمدرب مارك روبينز، بينما كان النادي في المركز 17، وقاده إلى ملحق الصعود قبل أن يخسر بصعوبة أمام سندرلاند على مرحلتين.
لكن الفريق تجاوز تلك الخيبة، ودخل مواجهة ويست بروميتش هذا الأسبوع وهو يتصدر الدوري بفارق خمس نقاط عن ميدلسبره، وسبع نقاط عن ستوك صاحب المركز الثالث.
ويرى لامبارد أن فترته الحالية مع كوفنتري تتزامن مع حقبة إيجابية للنادي، خاصة بعد استعادة ملكية ملعبه قبل ثلاثة أشهر، بعدما اضطر النادي لبيعه قبل 24 عامًا لتسديد ديون.
وقال المدرب: "نحن في وضع ممتاز، ولدينا زخم كبير. هناك ارتباط رائع بين النادي واللاعبين والجماهير، والملّاك أعادوا شراء الملعب. بمجرد حدوث ذلك، شعرت بمدى تأثيره على الجميع هنا، وتزامن ذلك مع النتائج الجيدة ووجودنا على قمة الترتيب. الجماهير مرّت بسنوات صعبة للغاية… ومن المستحق أن يعيشوا هذه اللحظات السعيدة، ونحن نريد مواصلة ذلك."
كما أشاد لامبارد بالروح الإيجابية داخل غرفة الملابس قائلا: "عندما جئت، كان البعض يشكك في شخصية اللاعبين، ويقول إن المجموعة هادئة جدا، لكنني رأيت فريقًا قويًا ومتحدًا، سواء كانوا يشغّلون الموسيقى بصوت عالٍ، أو يلعبون الكريكيت، أو يمزحون معًا. لست بحاجة لفرض أيام للتقارب بينهم، فهم يفعلون ذلك بأنفسهم. نقيم يوم شواء كلما أمكن، وندعو اللاعبين والطاقم لإحضار عائلاتهم".
قد يعجبك أيضاً



