كيف نجا اتحاد جدة من كارثة الأمتار الأخيرة؟

عاش نادي اتحاد جدة ليال صعبة في الرمق الأخيرة بالموسم الماضي، استفاد منها وعمل على تحسينها، فكانت محصلة موسمه التالي مميزة بتحقيق لقب دوري المحترفين السعودي للمرة التاسعة في تاريخه.

وأضاف الاتحاد لقب الدوري إلى كأس السوبر بنظامها الجديد، الذي حققها في يناير/كانون الثاني الماضي، على حساب الفيحاء (2-0) بالرياض، ليفوز بنصيب الأسد من بطولات الموسم الأخير.

درس الماضي

خلال النسخة الماضية من الدوري، ظل الاتحاد متصدرًا جدول الترتيب لفترة طويلة، ولكنه عانى في الأمتار الأخيرة من تراجع النتائج لظروف الغيابات، وتوقف المسابقة، وعدم تعامل مدربه الروماني كوزمين كونترا بشكل جيد مع المباريات.

أثر ذلك على مسيرة الاتحاد، وتسبب في كابوس كبير بخسارته للقب في نهاية المطاف، وحصده الهلال على حسابه بعدما كان بعيدًا عنه.

رفض الاستسلام

أبت إدارة الاتحاد بقيادة أنمار الحائلي، ونائبه أحمد كعكي، أن تستسلم للصدمة، وبنت على الإيجابيات التي خرجت بها، وعالجت السلبيات باحترافية كبيرة، لإحداث الفارق.

وكانت البداية بتوجيه الشكر للمدرب كوزمين كونترا على ما قدمه خلال تلك الفترة، والتعاقد مع مدرب كبير وخبير مثل البرتغالي نونو سانتو، في تجربة تعد الأولى له في منطقة الشرق الأوسط.

ودعمت الإدارة الفريق بلاعبين أجانب ومحليين على غرار طارق حامد، وهيلدر كوستا، وزكريا هوساوي، ومدالله العليان، وأحمد بامسعود، والحارس عبدالله الجدعاني، حسب الاحتياجات الفنية، واستفادوا كثيرًا من معسكر الإعداد الخارجي الذي أقيم في النمسا.

تجاوز التحديات

كان لنونو سانتو دور كبير مع الاتحاد خلال الموسم الأخير، بتعامله الاحترافي مع اللاعبين، وفكره الواقعي والمتوازن داخل الملعب الذي نفذه الفريق مع الوقت بإتقان، فكانت محصلته تحقيق النتائج الإيجابية، والحفاظ على نظافة الشباك وصدارة ترتيب الدوري.

ورغم منع الاتحاد من تسجيل اللاعبين في السوق الشتوية، ولكن نونو تعامل جيدًا مع الفريق ومبارياته بأسلوب التدوير، وتجهيز الجميع للتواجد في أي لحظة.

فضلاً عن الاستفادة من أصحاب الخبرات بأفضل صورة ممكنة، على غرار الحارس مارسيلو جروهي، والقائد أحمد حجازي بالمنظومة الدفاعية، وثنائي الوسط طارق حامد وبرونو هنريكي، والمهاجمين عبدالرزاق حمدالله ورومارينيو.

وتعامل الفريق الاتحادي مع مبارياته كنهائيات داخل وخارج ملعبه، مدعومًا من جماهيره الكبيرة التي تسانده في كل أوقاته، فلم يفرط بنقاط كثيرة مثلما حدث في الرمق الأخيرة بالموسم الماضي.

حسم الصراع

نجح "العميد" في تحقيق حلم جماهيره بلقب الدوري قبل جولة واحدة من النهاية، وأنهى موسمه برصيد 72 نقطة، متربعًا على صدارة البطولة بفارق 5 نقاط عن وصيفه النصر، في موسم شهد صراعًا شرسًا بين الفريقين على اللقب الذي حسمه "النمور" في الأمتار الأخيرة.

وتساوى الاتحاد بهذا الإنجاز مع ما حققه الهلال موسم (2019 - 2020)، كأكثر فريق يجمع أكبر عدد من النقاط في موسم واحد (72 نقطة).

وجمع الاتحاد نقاطه ال72 من 30 مباراة، بواقع 22 انتصارًا، و6 تعادلات، وخسارتين فقط، وسجل 60 هدفًا كثاني أقوى هجوم، وسكنت شباكه 13 هدفًا كأفضل دفاع.