إعلان
إعلان

كيف نبقى في القمة!

فضيل شرف
11 فبراير 202201:07
screenshot_101

منتخب السنغال... هذا الفريق الذي حافظ على مستواه منذ قدوم الناخب الوطني أليو سيسيه للإشراف على عارضته الفنية أنصفه التاريخ... أنصفته كرة القدم بالذهب نظير كل ما قدمه طيلة 7 سنوات من العمل الدؤوب، بجيل ذهبي صنع أجمل أيام الكرة السنغالية بعد جيل بداية الألفية بقيادة خليلو فاديقا وحاجي ديوف، هذا المنتخب يستحق أن يكون مثالا وقدوة لكل ناخب يريد النجاح ويؤمن بالعمل على المدى البعيد، وخاصة لا يستسلم بعد الإخفاق، فما الذي يستحق القراءة عن منتخب أسود التيرانغا؟

أليو سيسيه الذي خسر نهائي 2002 لما كان لاعبا، وتألق في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية بوصوله إلى ربع النهائي، آمن بقدرته على جلب المجد لبلاده وتعويض ما خسره ذات يوم من شهر مارس 2002 بباماكو، لم يستسلم لإخفاقاته وتحمّل سهام الانتقاد من وسائل الإعلام والمختصين، أقصي من الدور الأول في مونديال 2018 رغم أنه كان مرشحا فوق العادة للمرور إلى الدور الثاني، لكنه واصل العمل بكل ثقة واضعا القمة نصب عينيه رغم ذلك.
منتخب السنغال الذي جانب الذهب سنة 2019 لمصلحة المنتخب الجزائري وخسر التاج القاري للمرة الثانية في تاريخه، لم ييأس وواصل اجتهاده بكل قوة وجدية، وبقي متصدرا ترتيب المنتخبات الإفريقية حسب الاتحاد الدولي لكرة القدم، فرغم كل ما قدمه اللاعبون السنغاليون من أداء كبير ونضج تكتيكي ونسق عال، إلا أن سيسيه اقتنع أن التغيير يأتي بالاعتماد على التسلسل وضخ دماء جديدة مع مرور الوقت، ليصل إلى نسخة الكاميرون بتعداد يضم 14 اسما جديدا مقارنة بالنسخة الأخيرة وبستة لاعبين أساسيين جدد، ويتوج بعد 7 سنوات من الصبر.

الأجمل في قصة نجاح المنتخب السنغالي هو حفاظه على مستواه العالي رغم التغييرات التي تحدث في التعداد، ورغم فشله في التتويج أيضا، وها هو هذا العام يحصد اللقب الأول في تاريخه، والمختصون والنقاد يرشحونه للبقاء بهذه القوة وهذا المستوى لسنوات أخرى، فما الذي يمكن استخلاصه من درس السنغال؟

في الجزائر افتقدنا للأسماء الجديدة والشابة، شابَ بعضهم وتراجع مستوى بعضهم وأصيب بعضهم، لكن الأسماء بقيت ولم يتغير سوى 8 لاعبين معظمهم احتياطيين، بل هناك من كان يتلقى الدعوات وهو في عيادة إعادة التأهيل، وعندما كتبنا وأشرنا إلى هذه النقاط قابلتنا فئة من الجمهور بالسب وشتى أنواع التجريح.

في بلادنا يبقى مجرد نقد لاعب واحد من الموبقات ويصبح الناقد خائنا وحاقدا وحاسدا، وحتى الصحفي لا يمكنه طرح أسئلته لأنه في هذه الحالة سيصبح "مسخرة" في مواقع التواصل الاجتماعي.

فلنأخذ العبرة من إخواننا السنغاليين وننسخ تجربة أليو سيسيه على منتخبنا، فبقليل من الصبر سيكون النصر حليفنا وسنبقى دائما في الطليعة.

 **نقلاً عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان