كيف حافظت المنظومة الرياضية على المقعد الياباني في المونديال؟

أثبتت المنظومة الرياضية المتكاملة في اليابان نجاحها على مدى 25 عامًا، شهدت وصول المنتخب الياباني إلى نهائيات كأس العالم في 6 مناسبات متتالية، وكان آخرها، اليوم الخميس، بعد تغلبه على منتخب أستراليا بهدفين دون رد، ضمن تصفيات كأس العالم 2018.

لفت منتخب اليابان أنظار المتابعين للقاء، بإبقاء النجوم، كيسوكي هوندا (31 عاما) وشينجي كاجاوا (28 عاما) وشينجي أوكازاكي (31 عاما)، على مقاعد البدلاء، مقابل الاعتماد على لاعبين شباب قليلي الخبرة، في لقاء مصيري، كصاحب الهدف الثاني، لاعب الوسط، يوسوكي إيديجوتشي (21 عاما)، الذي خاض مباراته الدولية الثالثة فقط، بجانب صاحب الهدف الأول، المهاجم تاكوما أسانو (22 عاما).

وأثبتت مغامرة المدرب البوسني، وحيد خليلوزيتش، باللاعبين الشباب قوة كرة القدم اليابانية، التي تعتمد على منظومة رياضية صلبة، تبدأ من البيت والمجتمع، مرورًا بالمؤسسات التعليمية، كالمدارس والجامعات، ثم الأندية المحلية والاتحاد الكروي.

ويتعامل المجتمع الياباني مع الرياضة كنسق حياة، حيث يجد الطفل في بداية حياته اهتمامًا من عائلته وأقاربه بتنميته رياضيًا.

أما عن المؤسسات التعليمية، فإن اتفاقية التعاون بين الاتحاد الياباني لكرة القدم، ووزارة التعليم، في بداية التسعينات، أسهمت في ظهور دوريات كرة القدم لفئة المدارس الثانوية والجامعات لكلا الجنسين.

وأسهمت هذه البطولات في صناعة العديد من النجوم، الذين يخدمون منتخب اليابان حاليًا، ومنهم الظهير الأيسر لإنتر ميلان الإيطالي، يوتو ناجاتومو (30 عاما) المتخرج في جامعة ميجي، ومهاجم فريق ماينز الألماني، يوشينوري موتو (25 عاما)، من جامعة كايو.

وفي الأسبوع الماضي، نجح منتخب اليابان في حصد الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الصيفية للجامعات 2017، في تايوان، بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب فرنسا بهدف وحيد، مقابل حصد منتخب الفتيات الميدالية الفضية، بعد الخسارة أمام البرازيل بذات النتيجة، لتثبت المؤسسة التعليمية في اليابان أنها المخزن الحقيقي للمواهب.

وعلى صعيد اتحاد كرة القدم، فإنه يمتلك 4 منتخبات تنضوي تحت لواء المدرب الياباني، وأولها منتخب نجوم المدارس الثانوية، الذي يختار أفضل اللاعبين في دوري المدارس، للمشاركة في بطولة خارجية، مرة واحدة كل عام.

ويأتي بعد ذلك منتخب الناشئين تحت 16 عامًا، ثم منتخب الشباب تحت 19 عامًا، وأخيرًا المنتخب الأولمبي تحت 23 عامًا، الذي يبلغه اللاعبون بعد المرور بسلسلة المنظومة الرياضية الطويلة، التي ترتكز على نهضة الإنسان علميا وثقافيا وفكريا، بجانب تطويره فنيا، ليكون قادرا على الوصول إلى المنتخب الأول، الذي يشرف عليه كالعادة مدرب أجنبي.

يذكر أن منتخب اليابان قد تأهل إلى نهائيات كأس العالم في 1998 بفرنسا، و2002 في كوريا الجنوبية واليابان، و2006 في ألمانيا، و2010 في جنوب إفريقيا، و2014 في البرازيل، وأخيرًا 2018 في روسيا.