إعلان
إعلان

كيف بدأت قصة كفاح يوفنتوس لاستعادة الامجاد؟

KOOORA
18 يونيو 201506:58
2015-05-23-04764355_epaEPA

عاد يوفنتوس الى موقعه الطبيعي في قمة الكرة الايطالية محققاً لقبه رقم 31 في الاوراق الرسمية وال 33 لدى جمهوره.

واثبت اليوفي للجميع ان فوزه بالألقاب طيلة الأعوام الثلاثية الماضية لم يكن على سبيل الحظ ولكن بناء على خطة واضحه ينفذها النادي بعدما كرر فوزه باللقب هذا العام وللموسم الرابع على التوالي بالرغم من الظروف التي مر بها في بداية الموسم بالرحيل المفاجيء للمدرب كونتي وتعيين اليجري بدلاً منه، وهي الخطوة التي أغضبت جماهير الفريق واصابت الجميع بالتشاؤم قبل انطلاق الموسم. 

عودة يوفنتوس الحقيقية كأحد كبار الكرة الايطالية بدأت فعلياً منذ عام 2010 وتحديداً عندما اتخذت شركة Exor المالكة لأكبر حصة من أسهم النادي، والتي يترأس مجلس إدارتها جون الكان احد أفراد عائلة انييلي المرتبطة مع يوفنتوس بعلاقة تاريخيه وطيدة بتغيير إدارة الفريق بالكامل ليترأس النادي مجدداً احد أبناء العائلة الكبيرة وهو اندريا انييلي ويتولى بيبي ماروتا منصب المدير العام والمخطط الرئيسي لسياسة الفريق المادية والكروية وفابيو باراتيشي منصب المدير الرياضي بعد رحل الأخيران عن نادي سامبدوريا بنهاية موسم 2009-2010.

ماروتا قرر وقتها الاستعانة بالمدرب لويجي ديل نيري، الذي كان احد عوامل نجاح ماروتا في سامبدوريا والذي تأهل وقتها على يده لدوري الأبطال في محاولة لإعادة الفريق لأمجاده مرة أخرى بعد عدة مواسم لا تليق بتاريخ اليوفنتوس، أخرها احتلال الفريق المركز السابع في الدوري.

ولأن موارد يوفنتوس تأثرت بشدة منذ ازمة الكالشيوبولي عام 2006 وهبوط الفريق للدرجة الثانية، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمعظم الأندية الأوربية، قرر ماروتا التعامل مع الأمر من الناحية المادية ودون أي عواطف، فقرر الاستغناء عن عدد كبير من لاعبي الفريق على رأسهم الفرنسي دافيد تريزيجيه والايطالي ماورو كامورنيزي، بسبب ضخامة راتبهما وانخفاض مستواهما بحكم السن والتعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الشباب على سبيل الإعارة مع وجود حق شراء بنهاية الموسم لمن يثبت جدارته مثل ماركو موتا وفابيو كوالياريلا وترواري لاعب ارسنال، وغيرهم.

ليهبط بمتوسط أعمار الفريق بصورة ملحوظة بالإضافة إلى خفض النفقات أيضا مكتفياً بالتعاقد مع لاعب واحد فقط بمقابل مادي كبير نسبياً، وهو الصربي كراسيتش، إلا أن الموسم لم يسير بالشكل المأمول، وصادف الفريق سوء حظ كبير بإصابة أفضل لاعبي الفريق وقتها كوالياريلا بقطع في الرباط الصليبي، ليحقق الفريق المركز السابع ويفشل في التأهل للبطولات الأوربية وهو ما يعني صعوبة التعاقد مع النجوم وخسارة الفريق مصدر دخل جديد.

بعدها قررت شركة Exor الوقوف مع الفريق التي تملكه بعد موجة الغضب الواسعة التي اندلعت وسط أنصاره،  لتقرر ضخ مبلغ 120 مليون يورو على سبيل القرض منزوع الفائدة ، لتقرر الإدارة اللجوء لابن النادي المخلص انطونيو كونتي ليحل محل ديل نيري، ويبدأ عصر النهضة الحقيقي لليوفي بعد سنوات عجاف.

وواصل ماروتا عمله في تصفية اللاعبين منعدمي الفائدة للفريق واصحاب الرواتب العالية نسبياً، والذي لم يستغنى عنهم الفريق لعدة القدرة المادية على شراء البديل ويبدأ ماروتا بمساعدة كونتي في التعاقد مع لاعبين من أصحاب الكفاءه العالية والرواتب المعقولة أمثال فيدال وليشتنشتاينر، وكانت الضربة الكبرى هي التعاقد مع المخضرم بيرلو دون مقابل بعدما رفض ميلان التجديد له لأكثر من موسم وحيد وهي السياسة نفسها التي استمرت بعد ذلك.

وضم يوفنتوس بوجبا ويورنتي في صفقات انتقال حر ثم الارجنتيني المخضرم تيفيز مقابل 9 ملايين يورو فقط حصل عليها مانشستر سيتي للاستغناء عن الاباتشي، كما ابتسم الحظ ليوفنتوس ايضاً كنتيجة للعمل والتخطيط بافتتاح ملعبه الجديد في سبتمبر عام 2011 ليصبح اول نادي في ايطاليا يمتلك ملعبه، وهو ما يوفر مصدر دخل كبير للنادي لعدم دفع القيمة الايجارية للجهة مالكة الملعب بالاضافة الى حصوله على القيمة الاعلانية كاملة حيث يمنح القانون الايطالي مالك الملعب نسبة منها

أظهر كونتي بصماته سريعاً على الفريق ونقل شخصيته القتالية التي طالما امتاز بها لاعباً إلى الفريق فأصبح الفريق يقاتل حتى الدقائق الأخيرة وتغلب على مشكلة غياب الهداف بتحويل الفريق كله إلى هدافين فسجل أهداف يوفنتوس في الموسم الأول لكونتي 20 لاعباً ووفي الثاني  15 لاعباً واخيراً 17 لاعباً في الموسم الأخير له وهي نسبة كبيرة جداً في عالم كرة القدم.

مع الرحيل المفاجيء لكونتي في شهر تموز/ يوليو الماضي وبعد يومين من بداية المعسكر الاعدادي للموسم الجديد لجأ ماروتا لماسيمليانو اليجري المدير الفني السابق لميلان، وهو القرار الذي استقبله جمهور يوفنتوس بغضب شديد وصل إلى تجمع عدد من الجماهير عند مقر تدريبات الفريق، واطلقوا الشتائم تجاه المدرب الجديد بل وقذفوا السيارة التي كان يستقلها بالبيض والطماطم.

اليجري تعامل مع الموقف بذكاء وواقعية شديدة، فلم يتحدث اعلامياً عن الامر واكتفى بالتركيز في عمله، في البداية استمر في اللعب بطريقة 3-5-2 التي كان بينتهجها كونتي بالرغم من عدم اقتناعه بضرورة الاعتماد عليها في كل المباريات حسبما صرح بعد ذلك ومع اهتزاز النتائج نسبياً قام بتغيير الطريقة إلى 4-3-1-2 ليضع بصمته على الفريق بشكل تدريجي دون ان يحدث اي اهتزاز في الفريق ويجني ثمار ما زرعه كونتي من حماس وشخصية البطل داخل الفريق ولكن مع تطويره خططياً إلى أقصى مدى.

اليجري قاد الفريق للمزيد من الانجازات فحافظ على لقب الفريق كبطلاً لايطاليا للموسم الرابع على التوالي كما قاد الفريق للقب كأس ايطاليا بعد 20 عام من الغياب بالإضافة إلى الوصول إلى نهائي دوري ابطال اوروبا بعد غياب دام 12 عاماً حتى وان كانت ميزانية الفريق اقل بكثير من منافسيه في البطولة الاوروبية.

يوفنتوس وبالرغم من  انه لايزال غير قادر على مقارعة الفرق الاسبانية والانجليزية والالمانية في سوق الانتقالات، إلا أن الأمور المالية للفريق أصبحت في تحسن ملحوظ، فازدادت الموارد بالمشاركات الأوروبية وتحقيق النتائج الايجابية في البطولة بخلاف امتلاكه لملعبه الخاص بالإضافة إلى عقود الرعاية.

ووقع الفريق على عقدي رعاية خلال أشهر قليلة مع شركتي جيب وسامسونج واديداس بعدما قررت الإدارة الابتعاد مؤقتاً عن الشركات الايطالية التي تعاني مادية بحكم الأزمة الاقتصادية وأصبح يوفنتوس وكعادته دائماً هو النادي الايطالي الوحيد الذي يدار بشكل مؤسسي ولا يخضع لأهواء رئيس النادي وحالته المادية كما هو حال الجميع مثل ميلان ( بيرلسكوني ) وانتر (موراتي ثم الاندونيسي توهير حالياً ) ونابولي (دي لاورنتس ) ولاتسيو ( لوتيتو ) وغيرهم.

يوفنتوس الآن امامه تحد جديد، وهو معادلة رقمه القياسي، والذي تحقق في الثلاثينات من القرن الماضي بالفوز بلقب الدوري 5 أعوام متتالية، بالإضافة إلى استمرار التفوق على الصعيد الاوروبي بالمنافسة على اللقب الاوروبي الغائب عن خزائن النادي منذ عام 1996.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان