كيف استعاد فان دايك بريقه الغائب مع ليفربول هذا الموسم؟

في نفس هذا الوقت من العام الماضي، كان فيرجيل فان دايك قد بدأ أساسيًا في 21 مباراة من أصل 22 خاضها ليفربول، وكان يستعد للمشاركة في مونديال قطر، وهناك شارك في كل دقيقة رفقة المنتخب الهولندي في الرحلة التي انتهت في محطة ربع النهائي بركلات الترجيح أمام الأرجنتين.

ولم يحصل على الراحة سوى بعد التعرض لإصابة في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وحينها كان قد شارك في 91 مباراة في غضون 18 شهرًا بين ليفربول وهولندا، وذلك عقب الإصابة الكبيرة التي تعرض لها بالركبة في موسم (2020- 2021).

وتسببت تلك الإصابة في تراجع مستواه كثيرًا عند العودة، ولكنه رد بصورة جيدة بمساعدة ليفربول على الاقتراب من التتويج بالرباعية في موسم (2021- 2022)، ليتسبب الحمل الكبير من خوض عدد هائل من المباريات حينها، في تراجع مستواه من جديد الموسم الماضي، ولكن وبعد 3 سنوات من تلك الإصابة، يبدو أن المدافع الهولندي استعاد بريقه السابق من جديد هذا الموسم.

وفي مثل هذا الوقت من الموسم الماضي، تواجد ليفربول في المركز التاسع وبفارق 15 نقطة عن الصدارة، والآن يتواجد في المركز الثاني وبفارق نقطة واحدة عن المتصدر مانشستر سيتي.

ويعود ذلك بالطبع للقوة الهجومية الضاربة لليفربول، ولكن أيضًا للدور المحوري الذي لعبه فان دايك، فالريدز لم يخسر سوى مباراة واحدة في البريميرليج هذا الموسم، واستقبلت شباك الفريق 10 أهداف فقط وهو الرقم الأقل من نوعه رفقة آرسنال، وحافظ على نظافة شباكه 3 مرات في آخر 4 مباريات.

ويأتي ذلك التألق بفضل إدارة الدقائق التي يخوضها بشكل جيد هذا الموسم من قبل المدرب يورجن كلوب، فندرت مشاركاته في الدوري الأوروبي، مما منحه الحيوية في البريميرليج، وهو ما يظهر في الأرقام.

ففي الموسم الماضي كان معدل فوزه بالثنائيات في البريميرليج في المباراة الواحدة (4,1) مقابل (7,1) هذا الموسم لترتفع نسبة فوزه بالثنائيات من (69,5%) إلى (80,5%)، بحسب "سكاي سبورتس".

أما معدل فوزه بالكرات الهوائية في المباراة الواحدة فكان (3,1) وارتفع ليصل إلى (5,5) هذا الموسم، لترتفع نسبة فوزه بالكرات الهوائية من (73,7%) إلى (82,3%)، وارتفع أيضًا معدل التحاماته وتدخلاته من (1,8) الموسم الماضي إلى (2,9) هذا الموسم.

هناك تحول ملحوظ في مستوى فان دايك بالموسم الماضي والذي تمت مراوغته خلاله 11 مرة، وهو الرقم الأعلى في مسيرته بموسم واحد بالبريميرليج، في الوقت الذي لم تتم مراوغته في أي مناسبة هذا الموسم.

نعم هناك هفوات يرتكبها فان دايك مثل طرده أمام نيوكاسل، وتمريرته الخاطئة التي منحت برايتون الهدف الأول، ولكن الصورة العامة هي وجود تحسن على جميع الأصعدة.

فدقة تمريراته القصيرة ارتفعت من (93,9%) الموسم الماضي إلى (94,2%) هذا الموسم في البريميرليج، وارتفعت دقة التمريرات الطويلة من (59,4%) إلى (70,7%).

ويقدم فان دايك ذلك المستوى بعد ارتداء شارة القيادة عقب رحيل جوردان هندرسون، والتي يبدو أنها منحته الكثير من الثقة التي كان يحتاج إليها، في وقت يحتاج إليه ليفربول بشدة قبل الاختبار الحقيقي أمام مانشستر سيتي على ملعب الاتحاد يوم السبت المقبل.