إعلان
إعلان

كيروش.. ومنتخب صلاح

محمد اللاهوني
11 سبتمبر 202109:16
koo_297586

قبل 10 أعوام، أنهى منتخب مصر عهداً رائعاً مع مدربه القدير حسن شحاتة بالإخفاق في التأهل إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 2012 بعدما سيطر على اللقب القاري في 3 نسخ متتالية.

رحل شحاتة وقرر الاتحاد المصري استكمال التصفيات المؤهلة للكان بالمنتخب الأولمبي فألقى المدرب هاني رمزي وقتها بمجموعة من المواهب الواعدة يتقدمها محمد صلاح في مباراة النيجر.

لم يكن صلاح يوماً نجم الشباك في الدوري المصري فهو لاعب لفت أنظار من يتابعون بعض المباريات ويتذكر هؤلاء أن المقاولون يملك لاعباً سريعاً؛ ولا يخفى على أحد التصريح التاريخي لممدوح عباس رئيس الزمالك الأسبق بأن صلاح ليس بمستوى فريقه لينضم إليه وأنه لا يصلح للعب في الزمالك.

وكما تقول سيدة الغناء العربي أم كلثوم "ودارت الأيام".. وأصبح منتخب مصر مختصراً في جملة واحدة وهي "منتخب صلاح".. ليس فقط لأن صلاح كسر حاجز العالمية بالنسبة لنجوم الكرة المصرية وأصبح أحد أفضل 3 لاعبين في العالم ولكن لأن صلاح أصبح كل شيء بالنسبة لمنتخب مصر.

عندما تولى الأمريكي بوب برادلي مهمة منتخب مصر أدرك جيداً أن محمد صلاح سيكون نجم المستقبل فاعتمد عليه في خططه الهجومية مع تمويل ولمسات الساحر محمد أبوتريكة وقتها وتكرر الأمر مع الأرجنتيني هيكتور كوبر وقاد منتخب مصر للمونديال.

ولكن كما لقبت الجماهير العريضة منتخب مصر بأنه منتخب صلاح فإن الفراعنة دفعوا ثمن هذا اللقب غالياً.

لا يبدو لمنتخب مصر أي شكل هجومي واضح في غياب صلاح؛ يظهر اللاعبون وكأنهم فريق مهلهل لا يعرفون بعضهم البعض، ولكن بمجرد أن يأتي صلاح تتحول الأمور إلى شئ آخر.

كان هذا هو المشهد حتى إنجاز التأهل إلى بطولة كأس العالم 2018، ولكن ما بعد المونديال تحول صلاح إلى أكبر من كونه مجرد لاعب في منتخب مصر.

ثارت الأزمات وكان صلاح القاسم المشترك سواء بخصوص الرعاة أو الانضباط داخل المعسكر فخرج صلاح مهاجماً الاتحاد المصري في سابقة لم تحدث من قبل، وساند صلاح اللاعب عمرو وردة في أزمة استبعاده من معسكر منتخب مصر ببطولة كأس الأمم الأفريقية.. ولم يستطع صلاح قيادة الفراعنة لاستعادة المجد القاري بل على النقيض ودع المنتخب مبكراً.

ظلت أدوار صلاح أكبر من كونه لاعب في المنتخب فإذا به يحذف صفته كلاعب في منتخب مصر دون أي لوم له، ثم يكسر الجهاز الفني السابق بقيادة حسام البدري تقاليد المنتخب من أجل استرضاء صلاح بمنحه الشارة على حساب الأقدمية.

لست مؤمناً في ظل عصر كرة القدم الحديثة أن لاعبا وحيدا ولو كان ميسي أو كريستيانو رونالدو يستطيع أن يصنع الفارق بمفرده، فالأمور أصبحت معقدة داخل المستطيل الأخضر والجوانب البدنية والتكتيكية أصبحت لها الغلبة.

ولم أكن من مؤيدي جملة منتخب صلاح التي رددها البعض وكنت ولازلت أراها انتقاصاً لمنتخب عريق وأعتقد أنه آن الأوان أن يتخلص منتخب مصر من هذه النغمة.

بالطبع نفرح بوجود محمد صلاح في منتخب مصر ونسعد بأهدافه ولكننا نسعد أكثر بانتصار المنتخب.. وهذا التحدي سيكون الأكبر في وجه المدرب الجديد كارلوس كيروش.

نريد منتخباً يلعب كرة جماعية حديثة له مفاتيح لعب وشخصية تكتيكية وهوية مميزة داخل الملعب.. قد يتأثر بغياب صلاح ولكن ليس ذلك مبرراً أن يتحول زملاؤه إلى أشباح.

ولنا في مباراة أوروجواي في كأس العالم 2018 درس كبير فالمنتخب أظهر ندية شديدة وكان متماسكاً رغم غياب صلاح.

رسالتي إلى كيروش.. نعلم أن المهمة ثقيلة ولكن المنتخب يحتاج أولا لإعادة الانضباط وفرض السيطرة داخل غرف الملابس قبل الحديث عن أي أمور فنية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان