
البرتغالي كارلوس كيروش يواجه ضغوطاً كبيرة قبل وبعد قدومه للأراضي الكاميرونية لاستعادة اللقب الإفريقي الغائب عن مصر منذ 2010، ومواجهة نيجيريا بعد غدِ في افتتاحية مشواره بنهائيات إفريقيا.
ضغوط تمثلت في أخطائه ببطولة كأس العرب خاصة مباراتي تونس وقطر في نصف نهائي البطولة، والمركز الثالث، بسبب أخطاء في التشكيل وطريقة اللعب التي يُصر عليها ممثلة في 4/3/3 والتي لا يهضمها لاعبونا والخروج خالي الوفاض من البطولة.
والمؤكد أن النقد اللاذع لكيروش بعد بطولة كأس العرب أضعفت المعنويات وقللت ثقة بعض اللاعبين في أنفسهم وثقته هو في نفسه، وهي ضغوط تشكل عبئا كبيراً عليه وللاعبيه.
ورغم أن البرتغالي نفّض يده من أي مسئولية في حال عدم المنافسة بقوة على البطولة، وأن هدفه فقط التأهل لكأس العالم، إلا أن الإخفاق في البطولة وعدم الوصول للمباراة النهائية على الأقل ستكون له تأثيرات سلبية، وإعطاء إشارات بصعوبة التأهل لكأس العالم في حال مواجهة منتخبات مثل الجزائر أو المغرب.
ويزيد من هذه الهواجس أن المنتخب سيلعب في الكاميرون بكامل نجومه وحال الفشل -لاقدر الله- ستكون الضغوط أكثر قبل مرحلة مهمة ومصيرية من تصفيات المونديال، في وقت حقق فيه الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب المنتخب الأسبق المركز الثاني في نهائيات إفريقيا 2017 بالجابون، وتأهل لكأس العالم في العام التالي، وكان يٌهاجم الأرجنتيني بسبب طريقة اللعب التي اتسمت بالدفاعية ووصفها الكثيرون بالعقيمة لافتقادها الشق الهجومي الفعال، وتأهل للمباراة النهائية في أمم إفريقيا بالجابون لإيمانه بطريقة لعب تناسب إمكانيات لاعبيه، وواجه منتخبات من العيار الثقيل وفاز على أوغندا وغانا، وتعادل مع مالي مرورا بالفوز على المغرب في ربع النهائي ثم بوركينا فاسو في نصف النهائي وفي موقعة النهائي أمام الكاميرون خسر اللقب بنتيجة 1/2 رغم التقدم بهدف في البداية.
أكبر التحديات عناد كيروش في تطبيق فكره ورؤيته البعيدة عن إمكانيات لاعبيه والخوف من التراجع عنها، حتى لا يتهم بأنه متذبذب وفاقد للرؤية الواضحة والصورة الكاملة.
وإصراره على طريقة اللعب ستقضي على جوانب أخرى إيجابية من تشكيل وتغييرات ونجوم بحجم محمد صلاح ومصطفى محمد ومحمود تريزيجيه وغيرهم.
طريقة اللعب المناسبة ستسهل مهمة تنفيذ اللاعبين لفكر البرتغالي، وحسن شحاته خاض منافسات 3 بطولات إفريقية متتالية وفاز بها في وجود كوكبة من أفضل لاعبي مصر على الإطلاق بطريقة 3-5-2 وتحولها في بعض الأحيان إلى 3-4-3 رافضا الاستغناء عن الليبرو، وأثبت المنتخب وقتها أن طرق اللعب وسيلة لتوظيف إمكانيات اللاعبين ومدى معرفة المدير الفني لقدرات لاعبيه في تنفيذ التكتيك المناسب.
وتفوق المنتخب وقتها على الكاميرون وغانا وكوت ديفوار والجزائر والمغرب بمدربين من مدارس أوروبية ولاتينية ومحلية بأداء ممتع وأهداف غزيرة.
يقيني أن كيروش بات لديه صورة واضحة بعد نتائج كأس العرب وانضمام الأساسيين ليصنع مع كل المستجدات قماشة تناسب لاعبينا قادرة على حل لوغاريتمات الأفارقة وإلاّ فلا منافسة على أمم إفريقيا ولا التأهل لكأس العالم.!
** نقلا عن صحيفة الوفد المصرية
قد يعجبك أيضاً



