
مدخل: بعالم التدريب تجد مدربين عاديين ومدربين ممتازين ومدربين ثوريين، المدرب الثوري هو المدرب الذي يغير شيئًا بعالم كرة القدم، حيث تختلف المفاهيم والطرق قبل تجربته عنها بعده.
هناك مدربون ممتازون، لكن ليسوا ثوريين، كابيلو على سبيل المثال مدرب رائع، لكنه لم يكن ثورياً كروياً.
هلينو هريرا، اريجو ساكي، بيب جوارديولا، جوزيه مورينهو، بكل تأكيد أسماء ثورية قادت ثورة كروية كبيرة، حيث غدت كرة القدم من بعدهم مختلفة!
معلومة 1: أنشيلوتي، مانشيني، مورينهو وكونتي، هذه الأسماء الوحيدة التي استطاعت تحقيق لقب الدوري الإنجليزي والإيطالي معاً.
معلومة 2: أقصى ما وصل له كونتي بدوري أبطال أوروبا كمدرب هو الدور ربع النهائي مرة واحدة مع يوفنتوس، وفي البطولة الأخرى وصل نهائي الدوري الأوروبي الموسم الماضي مع إنتر وخسر أمام إشبيلية الأسباني، خرج المدرب الإيطالي من دور المجموعات بدوري الأبطال 3 مرات بتاريخه التدريبي.
نص كوب فارغ: يرى منتقدو كونتي أنه مدرب محدود الأفكار وغير مرن تكتيكاً، لديه أفكار محدودة ينقلها معه من فريق لفريق آخر، حدود الإبداع لديه كذلك محدودة ولا يعطي لاعبيه الكثير من المساحة للابتكار، فهناك جمل تكتيكية محفوظة يجب على لاعبيه تطبيقها بصرامة تكتيكية كبيرة، كما يرى منتقدو كونتي أنه مدرب جبان لا يتجرأ على أخذ مواقف وخيارات هجومية حينما تسوء الأمور، ولعل الانتقاد اللاذع الذي وجه له من المدرب الكبير فابيو كابيلو بأنه لا يملك خطة بديلة يلخص الكثير من كلام منتقديه، كما سهام النقد تطاله بالمسابقات الأوروبية فيقال عنه مدرب يستطيع تحقيق الدوريات المحلية فقط وليس مدرب بطولات قارية.
نص كوب ممتلئ: عندما تولى أنطونيو كونتي تدريب تشلسي بعام 2016 لم يكن هناك أي فريق يلعب برسم تكتيكي يعتمد على 3 مدافعين، سخر منه الإنجليز بالبداية حقق لقب دوريهم بمحاولته الأولى، بعد ذلك طبق ذلك الرسم أكثر من 10 فرق بالبريميرليج ولازال حتى اليوم هناك 6-7 فرق تلعب بالـ 3-5-2 ومشتقاتها!
يتصدر أنطونيو كونتي مع إنتر حالياً المشهد الإيطالي سواءً بجدول الترتيب أو بالأداء أو بالأرقام الهجومية منها أو الدفاعية حيث استطاع أنطونيو بعد سنة ونصف من تدريب النيراتزوري إيجاد نسخة قوية ومتوازنة من إنتر الخاص به، ويبدو أنه يتجه بثبات نحو لقب الدوري، هذا اللقب الذي كان حكراً على يوفينتوس لمدة 9 سنوات متتالية بدأها أنطونيو نفسه فهل يبدأ كونتي ثورة على ثورة بدأها هو نفسه؟
خاتمة: تقييم عمل المدرب من خلال النتائج والبطولات فقط تقييم ظالم، يجب أن يحاكم المدرب على تطوير الفريق الذي يشرف عليه واللاعبين، البعض يرى أنطونيو مدربا ثوريا وأعاد بعث رسم ال٣-٥-٢ لكرة القدم الحديثة وطور أفكاره الخاصة بها، و هناك من يراه مدربا عاديا جبانا، بكل تأكيد لكل من الطرفين وجهة نظر كلاً بحسب رؤيته لمحتوى الكوب!
قد يعجبك أيضاً





