
هبت نسائم شهر رمضان المبارك علينا، ونحن ما زلنا نستضيف على مضض، ذلك الزائر القميء، ونتمنى في كل لحظة زواله وانتهاء كل أثر له.
فيروس كورونا قلب موازيننا، وغير ناموس الحياة بالخروج والسعي للرزق، لطلبه من داخل البيت سواء بالعمل عن بعد، أو الانتظار لما ستؤول إليه الأمور مستقبلا، وهو ما حدث مع لاعبي الكرة في معظم دوريات العالم، الذين تحولوا للتدريب داخل البيوت، ولقاء مدربيهم (أون لاين) لتزويدهم بالتعليمات.
حرمنا هذا الفيروس الصغير من أجمل ما في رمضان، وهو حث الخطى إلى المساجد، أملا في مضاعفة الأجر، وفيه كل الفائدة خاصة في صلاة التراويح التي تعقب الانتهاء من تناول وجبة الإفطار بعد يوم طويل من الصيام، حيث يقضي المرء وقته بين ركوع وسجود، يتقرب من ربه ويدعوه، ويعين جسمه على عناء هضم ما تناوله من الطعام المكتنز داخل المعدة.
رمضان الحالي، كان عشاق كرة القدم، يمنون النفس بسهرات كروية جميلة، في ختام البطولات الأوروبية، خاصة تلك التي لم تعرف خواتيمها بعد، مع حرارة المنافسة وشدتها سواء في إسبانا أو إيطاليا وألمانيا، ومتعة مشاهدة ليفربول وهو يتوج بلقبه الأول منذ ما يقارب 30 عاما في إنجلترا، ومشاهدة سفيرنا العربي محمد صلاح يرفع الكأس الغالي، كما رفعه قبل 4 سنوات نجمنا رياض محرز.
في رمضان الحالي، كنا نتوق لمباريات الحسم في دوري أبطال أوروبا، نشاهد الكبار وهم يخوضون غمار معارك فنية جديدة، تمتعنا وتسلينا، في ليال تجمعنا مع الأصدقاء والأحبة، نصفق للعبة الجميلة، ونتناقش في النتائج، وندخل في معارك التحليل الفني، لماذا فزنا ولماذا خسرتم..والعكس صحيح.
كنا نتوق لسهراتنا الكروية لدورياتنا المحلية العربية، نستمتع بنهاياتها ونتابع حسمها بكل حواسنا، لكن الفيروس اللعين، أنهى جميع هذه الأحلام، فالكرة توقفت في معظم أرجاء العالم، والعودة يبدو أنها بعيدة، رغم كل الأمنيات بالعودة لتدريبات الفرق قريبا، لكن الأمر يحتاج إلى عودة لنقطة الصفر في الإعداد البدني والفني والخططي للاعبين، وكأنهم يباشرون موسما جديدا، لا بد فيه من التحضير واستعادة رتم المنافسة من جديد.
نبتهل إلى الله تعالى، أن يكون رمضان الحالي آخر عهدنا بفيروس كورونا، وأن يكون نهايته التي أوقفت عجلة الحياة في معظم أرجاء العالم، وبات الخلاص منه أملا يراود البشرية، بعدما أذاقها مر الأيام، وسواد الليالي.
قد يعجبك أيضاً



