EPAلم يتألق كعادته بمهاراته وأهدافه، لكن أظهرت النسخة الحالية لبطولة كوبا أمريكا، وجها آخر للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
فقد ودع 'ليو' البطولة بهدف وحيد سجله من ركلة جزاء، وبطاقة حمراء هي الثانية له بقميص الأرجنتين، وبخيبة أمل في استعادة اللقب الغائب عن خزائن "راقصي التانجو" منذ 1993.
واكتفى ميسي ورفاقه بحصد الميدالية البرونزية، بالفوز في مباراة تحديد المركز الثالث على تشيلي، لتتقلص حظوظ "البرغوث" في المنافسة على الكرة الذهبية.
إلا أن ميسي ظهر في هذه النسخة تحديدا، بوجه مغاير لم تعتد الجماهير مشاهدته، وهو صاحب الصوت العالي الذي يفتح النيران على الجميع.
"كفى"
فقلما يظهر النجم الأرجنتيني في حوارات صحفية، وكان دائما ما يبتعد عن الجدل، حتى جاء الوقت الذي يقول فيه "كفى"، حيث خرج عن صمته المعتاد مهاجما اتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) والحكام، والتأثير المزعوم للبرازيل في البطولة.
ففي مباراة باراجواي، أبقى ميسي على آمال الأرجنتين في بلوغ دور الثمانية، بهدف التعادل من ركلة جزاء، ليخرج بعدها ويؤكد أن "المنتخب يمر بوضع معقد، لكن يجب النهوض سريعا والتفكير في أنفسنا فقط".
وبعد هذه المباراة، بدا التحسن الكبير على مستوى الأداء الجماعي، لكتيبة المدرب ليونيل سكالوني.
وهنا بدأ ميسي في توجيه سهام الانتقادات للجنة المنظمة للبطولة، وتحديدا فيما يتعلق بحالة الملاعب.
وقال بعد الفوز على قطر (2-0) في ختام دور المجموعات "جميع الملاعب التي لعبنا عليها سيئة للغاية.. من الصعب جدا اللعب هنا".
وبعد فوز الأرجنتين في مباراة دور الثمانية أمام فنزويلا، بهدفين نظيفين، استمر الظهور الإعلامي لميسي ليبعث برسالة تفاؤل إلى زملائه، قبل موقعة نصف النهائي أمام الغريم التقليدي البرازيل.
وجه مغاير
إلا أن النجم الأرجنتيني ظهر بوجه مغاير تماما، بعد الخسارة ضد أصحاب الضيافة بثنائية نظيفة، وفتح النيران على الجميع، متهما الحكام بإفساد البطولة، في ظل مطالبة الأرجنتين بركلتي جزاء خلال المباراة، وعدم الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد "VAR" في اللقطتين.
وقال حينها "لقد سئمنا من كل هذه الترهات في البطولة، واليوم لم يتم حتى تطبيق الـ'VAR' في لعبة واضحة، لكن هذا هو الواقع.. البرازيل هي المستضيفة، ويبدو أنها تتحكم حاليا بشكل كبير في الكونميبول، والأمور أصبحت صعبة للغاية".
ويبدو أن تصريحات ميسي الغاضبة وضعته في مرمى النيران، حيث طُرد خلال مباراة تحديد المركز الثالث أمام تشيلي، ليقرر مقاطعة مراسم تسليم الميداليات.
وقال بعد ذلك، أثناء وجوده في المنطقة المختلطة "الأمور مهيئة لفوز البرازيل بكوبا أمريكا".
وجاء رد الاتحاد القاري بعد ساعات ببيان شديد اللهجة، حيث وصف التصريحات، دون تحديد صاحبها، بأنها "اتهامات غير صحيحة" و"غير مقبولة".
ويأتي هذا المشهد ليسدل الستار على موسم نجم برشلونة، الذي فشل من جديد في حصد أي لقب بقميص "الألبيسيليستي"، لكن يتجدد الطموح في نسخة العام المقبل، التي ستحتضنها الأرجنتين وكولومبيا.



