إعلان
إعلان

كلام في الرياضة ... الهادئ.. سكولاري .. هل يسبق العاصفة مرة اخرى ؟!

تورونتو / يعقوب ميخائيل
06 مايو 200620:00
لايريد ابدا ان يكون تحت الاضواء الاعلامية .. اذ تجده معزولا عن الصحافة (ومانشيتاتها) العريضة !.. يحب الهدوء وتزعجه ملاحقات الصحفيين لاسيما في الاوقات التي يعتبرها حرجة ولا يريد خلالها ان يفصح عن اي شيء يخص فريقه هكذا عرفنا المدرب البرازيي الجنسية فيليب سكولاري الذي يقود منتخب البرتغال في نهائيات كأس العالم المرتقب في المانيا 2006 لم يجلب الاضواء عندما دخل المغامرة من اوسع ابوابها بتسنمه مهمة تدريب المنتخب البرازيلي المشارك في مونديال كوريا واليابان 2002 .. فيومها كانت مجازفة كبيرة اقدم عليها ابن الثامن والخمسين من العمر .. لكنه ارتضاها لنفسه وتحمل تبعاتها .. وهل من مهمة اصعب من تلك التي تقود فيها منتخب البرازيل في كأس العالم ؟!! لا ابدا ... فالمهة كانت اصعب من التي يتصورها البعض .. فالبرازيليون لا يذهبون الى كأس العالم للنزهة .. فاذا ما غادروا البلاد صوب المونديال ... اي مونديال لمجردهناك (عمل) اسمه كرة القدم .. فهذا يعني الكأس والا فلا ؟!!
هذه هي (النظرية) البرازيلية التي عرفت وماتزال !! ... فتصوروا كم كان سكولاري في وضع لا يحسد عليه وهو يتسلم مهمة المنتخب ولا يعرف بالنتيجة التي سيعود بها الى البلاد!! مهمة استلام المنتخب كانت (اهون) بكثير من تعنته واصراره على ارائه التي لم ولن يقبل بها مهما كلف الامر .... فعندما باشر تدريب المنتخب البرازيلي ... بدأ (بأقتناص) اللاعبين الى التشكيلة .. ويومها قامت الدنيا ولم تقعد لان سكولاري رفض ضم روماريو الى التشكيلة المشاركة في مونديال كوريا واليابان ... فعلى الرغم من المطالبات الشعبية للجمهور ومعه اتحاد الكرة البرازيلي الا ان سكولاري ظل مصرا على رأيه .. وقال ان روماريو لا يصلح اليوم للمنتخب وهناك من هو افضل منه ليمثل البرازيل .. وازاء ذلك الاصرار واجه سكولاري مشقة ليس من اتحاد الكرة او المعنيين بالامر بل من الجمهور الذي وجه بعض المتعصبين منه رسالة تهديد الى سكولاري محذرينه من مغبة الاصرار على عدم اشراك روماريو ومن ثم الاخفاق في كأس العالم فالثمن سيكون غاليا ولن يدفعه سوى سكولاري ؟!! يالها من (ورطة) لا تضاهيها ورطة ... فبين الرفض في ضم روماريو وتحمل مسؤولية قيادة المنتخب للفوز بكأس العالم اصبح الثمن حياة المدرب سكولاري! ... حتى ان النداءات وصلت الى اعلى المستويات فكان اخر النداءات من رئيس الجمهورية ... نعم رئيس الجمهورية طالبه بضم روماريو الا ان سكولاري رفض الطلب (الرئاسي)!! وقال انا المدرب واني الوحيد الذي اتحمل مسؤولية المنتخب !! .. واثنينا يومها على (الرفض) ووصفناه بانه (كارثة) لو حصل في البلاد العربية (لا سامح الله) لنال سكولاري ما لا يحمد عقباه !!
*في نهائيات كوريا واليابان ظل المنتخب البرازيلي بقيادة مدربه بعيدا عن (الزلازل) التي ضربت الادوار الاولى من البطولة وادت الى (انهيار) العمالقة كفرنسا والارجنتين وايطاليا .. وظل سكولاري يراقب الاحداث وفي دواخله تغمره الفرحة التي لا تضاهيها فرحة حتى وجد نفسه قد ارتقى السلم النهائي في المنافسة ليقابل الالمان ومن ثم يودع فريقه كرتان نظيفتان في مرمى العجوز اوليفر كان كانتا كافيتين لان يعتلي البرازيليون منصة التتويج ويعودوا بالكأس الى ديارهم حيث زف عرس سكولاري وحمل على الاكتاف قبل ان يحملوا الكأس (المونديالية) فحقق للشعب البرازيلي ما كانوا يشككون فيه بل اثبت ان رايه هو اصح حتى من رئيس الجمهورية !!! واصبح سكولاري الرجل الاول صانع المعجزات في البلاد فتغنت له شوارع ريو وساوباولو وجميع المدن البرازيلية بعد ان حقق انجازا طالما انتظروه.
*لم يدع سكولاري الشعبية الكبيرة التي حظي بها بعد الفوز بكأس العالم 2002 ان تنهار فسارع الى توديع المنتخب البرازيلي كي يحافظ على تلك المحبة التي جمعته بالجمهور البرازيلي فتعاقد مع منتخب البرتغال ... وها هو يسير بذات الخطى مع البرتغاليين .. بهدوء ودون ضجيج بعيدا عن الاضواء الاعلامية ... فهل هو الهدوء الذي يسبق العاصمة ؟!!... وهل سيحقق للبرتغال ما حققه لبلاده ... المهمة صعبة بل في غاية الصعوبة على الرغم من انه الحلم الذي يستيقظ به سكولاري صباح كل يوم كي يدخل التاريخ التدريبي من اوسع ابوابه ؟!!

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان