إعلان
إعلان

كرويف بطل خماسيات الكلاسيكو.. لاعبا ومدربا

KOOORA
07 مايو 202515:56
يوهان كرويف

في تاريخ الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، تبقى نتيجة 5-0 في عامي 1974 و1994 من أكثر المحطات بروزًا، ليس فقط للفارق الكبير، بل لكون بطلها في الحالتين رجل واحد: يوهان كرويف، الذي صنع المجد للبارسا لاعبًا ومدربًا، وغيّر ملامح المواجهة الأعظم في الكرة الإسبانية.

في فبراير/شباط 1974، دخل برشلونة مواجهة ريال مدريد في سانتياجو برنابيو، وهو يلهث وراء لقب غاب عنه منذ 14 عامًا.

الفريق كان متألقًا بقيادة "الهولندي الطائر" يوهان كرويف، الذي انضم للنادي قبل أشهر فقط، ونجح بسرعة في تحويله إلى فريق يؤمن بقدراته ويتطلع للهيمنة.

برشلونة صعق ريال مدريد بخماسية تاريخية. افتتح خوان مانويل أسينسي التسجيل، وأضاف كرويف الهدف الثاني بطريقة مذهلة، تلاها أهداف أخرى عبر أسينسي مجددًا، خوان كارلوس، والبيروفي سوتيل.

أداء برشلونة كان ساحرًا، فنيًا وذهنيًا، حتى أن جماهير مدريد وقفت وصفقت للفريق الكتالوني، في مشهد نادر يعكس حجم الصدمة والاحترام.

الصحف الإسبانية وصفت اللقاء بأنه نقطة تحوّل، واعتبر كثيرون أن برشلونة لم يهزم ريال مدريد فقط، بل كسر الهيمنة المدريدية التقليدية وحرّر نفسه من عقدة استمرت سنوات.

?i=news%2f2016033%2fcruyff

أيقونة أبدية

هذا الانتصار مهّد لتتويج الفريق بلقب الليجا، وغرس الثقة في نفوس جماهيره، ورسّخ كرويف كلاعب كأيقونة أبدية في كتالونيا.

وبعد 20 عامًا، في يناير/كانون الثاني 1994، عاد كرويف ليصنع نسخة جديدة من المجد، ولكن من على دكة البدلاء كمدرب لفريق الأحلام في برشلونة.

في كامب نو، استضاف الفريق غريمه ريال مدريد، وهذه المرة كانت اليد الكتالونية أكثر حسمًا وسحرًا.

قاد كرويف فريقه، الذي ضم آنذاك نجوماً كباراً مثل روماريو وستويشكوف وجوارديولا وكومان، للفوز بخماسية ساحقة.

اللقاء تحوّل إلى مهرجان هجومي، وجسّد فلسفة كرويف التدريبية: الهجوم، المتعة، والثقة.

الصحف وصفت الأداء بأنه درس في الكرة الشاملة، وأشادت بعبقرية روماريو وبفكر كرويف الذي جعل برشلونة يلعب بأناقة وفاعلية.

نتيجة 5-0 لم تكن مجرد فوز كبير، بل أكدت هيمنة برشلونة على الكرة الإسبانية في تلك الفترة، وساهمت في تتويجه بالدوري للموسم الرابع على التوالي.

ولعل الأهم من النتيجة، هو الإرث الذي تركه كرويف، فقد كان الأب الروحي لفلسفة برشلونة الحديثة التي حمل لواءها لاحقًا تلاميذه، وعلى رأسهم بيب جوارديولا.

كرويف، بين 1974 و1994، لم يكن مجرد بطل في الكلاسيكو، بل مهندس ثورتين كرويتين غيّرتا هوية برشلونة إلى الأبد.

ففي الأولى، حرّر النادي من خوفه التاريخي، وفي الثانية، قدّم نموذجًا يحتذى به في فن التدريب وبناء الفرق.

الخماسيتان ليستا فقط لحظات للتاريخ، بل محطات صنعت فريقًا بات مرادفًا للجمال والانتصار.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان