Getty Imagesتواصل لعنة البطولات الكبرى مطاردة الأندية الإيطالية، بعد السقوط المدوي والفاضح لإنتر ميلان بنتيجة 5-0، على يد باريس سان جيرمان، في نهائي دوري أبطال أوروبا أمس السبت.
هزيمة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أدخلت إنتر ضمن أسوأ الفرق في تاريخ نهائيات البطولة، بعدما أصبحت هذه النتيجة أثقل هزيمة وأكثر فارق أهداف في مباراة نهائية بدوري الأبطال.
لكن سقوط الإنتر كان واضحا من قبل لعب المباراة بالنظر إلى كل الظروف التي تمر بها الكرة الإيطالية والفشل الذي يلازم أنديتها في النهائيات عبر السنوات الماضية.
محطة للدوريات الأكبر
أصبحت الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة بمثابة محطة انتقال للعديد من اللاعبين، حيث يتخذون من أندية إيطاليا ممرا للأندية الكبرى في أوروبا.
وكثيرا ما نرى في السنوات الأخيرة، تعاقد الأندية مع لاعبين قبل مغادرتهم بعد فترة بسيطة، وبالنظر لإنتر ميلان على سبيل المثال، فقد تعاقد مع أشرف حكيمي في صيف 2020 ليشارك لموسم واحد مع الإنتر ويتوج بالدوري الإيطالي قبل أن يرحل إلى باريس.
فيما انضم روميلو لوكاكو في صيف 2019، وغادر في 2021 إلى تشيلسي بنفس توقيت رحيل حكيمي.
ورغم تتويج الثنائي بلقب الدوري الإيطالي، إلا أن ذلك لم يشفع لهما للبقاء ليستقرا على الرحيل في الصيف مباشرة.
وحتى عند التعاقد مع أندريه أونانا حارس أياكس في صيف 2023، فلقد لعب موسما مع الإنتر وظهر بشكل جيد، ليغادر مباشرة نحو مانشستر يونايتد.
وبالنظر لروما أيضا، فقد تعاقد مع لاعبين أصبحوا نجوما في الساحرة المستديرة، مثلما حدث مع محمد صلاح وأنطونيو روديجر بعد انضمامهما في صيف 2016.
فلم يستمرا كثيرا، وغادرا الجيالوروسي بعد موسم واحد فقط، واتجه صلاح إلى ليفربول ليصنع مجدا استثنائيا بالنادي، فيما غادر روديجر باتجاه تشيلسي ومنه إلى ريال مدريد ليصبح قطعة أساسية بالفريق الملكي ويحقق العديد من الألقاب.
وتكرر الأمر مع الحارس البرازيلي أليسون الذي انتقل من إنترناسيونال إلى روما في صيف 2016، ليغادر بعد عامين إلى ليفربول.
والأمثال كثيرة ولا حصر لها في العقد الأخير بكل أندية الدوري الإيطالي الكبرى، مثل إنتر، يوفنتوس، ميلان وروما، إلا أن إغراء اللاعبين بالبقاء في إيطاليا أمر بات مستحيلا.
عوامل جذب ضعيفة
أصبح الدوري الإيطالي وأنديته غير جاذبين للاعبين في مختلف المراحل العمرية شبابا أو كبارا، ليفقد الكالتشيو رونقه تدريجيا.
فمن حيث المشروع الرياضي للأندية، كانت إيطاليا تجد صعوبات كبيرة في الوصول للمراحل النهائية من بطولات أوروبا، الأمر الذي كان يلعب دورا في ضعف الصفقات.
وحتى مع وصول الفرق للنهائيات بالسنوات الأخيرة، إلا أن عوامل أخرى تقف في طريق إيطاليا كالرواتب، فأندية إيطاليا تفشل في صفقات كثيرة بسبب ضعف الرواتب بها.
يأتي ذلك عكس أندية إنجلترا وإسبانيا وباريس سان جيرمان في فرنسا، فلديها ميزانيات كبيرة ومفتوحة تجعلها قادرة على التعاقد مع صفقات كبيرة.
وفي الوقت نفسه، لا تكون إيطاليا قادرة على صرف الكثير لإبرام الصفقات بسبب اللعب المالي النظيف الذي يحاصر أندية إيطاليا.
ضياع الهيبة
أصبحت أندية إيطاليا غير قادرة على مجاراة الفرق الأخرى بالدوريات الكبرى، ففي العقد الأخير، وصل يوفنتوس وإنتر ميلان لنهائي دوري الأبطال مرتين لكل منهما، ومع ذلك فشلا في حصد اللقب.
سقط يوفي أمام برشلونة وريال مدريد، عامي 2015 و2017 فيما خسر إنتر النهائي أمام مانشستر سيتي وباريس عامي 2022 و2025.
وفي الدوري الأوروبي، وصل إنتر لنهائي 2020 وخسره أمام إشبيلية الإسباني، فيما خسر روما لقب 2023 أمام الخصم ذاته.
وفي دوري المؤتمر الأوروبي، وصل فيورنتينا للنهائي مرتين متتاليتين قبل أن يخسر أمام وست هام الإنجليزي وأولمبياكوس اليوناني.
وكان الاستثناء في هذه الفترة هي فوز روما بنسخة المؤتمر 2022، وتتويج أتالانتا باليوروباليج في 2024.
قد يعجبك أيضاً



