كامل الأوصاف.. بنزيما "فارس" أعاد نفسه والاتحاد إلى القمة

يعتبر الفرنسي كريم بنزيما، قائد اتحاد جدة، أحد أهم العوامل الرئيسية التي قادت "العميد" لحصد لقب الدوري السعودي للمحترفين، بعد المستويات المذهلة التي قدمها على مدار الموسم الجاري.

ونجح الاتحاد في التتويج بلقب دوري روشن، وذلك بعدما حقق فوزا ثمينا على الرائد، بنتيجة (3-1) مساء اليوم الخميس، ضمن الجولة 32 من عمر المسابقة.

ورغم غياب "البنز" عن ليلة التتويج، إلا أن ذلك لا يمنع من الحديث عن دوره البارز في إعادة اتحاد جدة لمنصة التتويج.

انتقادات حادة

عانى بنزيما من انتقادات حادة خلال الموسم الماضي مع المطالبة برحيله من الاتحاد، بسبب تذبذب مستواه، وإصاباته المتكررة، فضلا عن أزماته مع الإدارة والأجهزة الفنية.

وكان رحيل المغربي عبد الرزاق حمد الله عن صفوف الاتحاد، أحد الأسباب التي أشعلت غضب الجماهير ضد بنزيما، بعدما أوصى النجم الفرنسي بضرورة التخلص منه.

وظهر الاتحاد بصورة باهتة خلال الموسم الماضي، بخسارة جميع الألقاب والفشل في التأهل لدوري أبطال آسيا للنخبة، بجانب الخسارة من الهلال 7 مرات بمختلف البطولات.

ورغم إمكانيات بنزيما الكبيرة، إلا أنه فشل في التأقلم خلال الموسم الأول، بتسجيل 13 هدفا وصناعة 8 آخرين في 29 مباراة بجميع البطولات، لتخرج العديد من الأصوات للمطالبة برحيله. 

ترميم الاتحاد 

قرر بنزيما، التدخل في العمل الإداري، عقب نهاية الموسم الماضي، وأوصى بضرورة التعاقد مع المدرب الفرنسي لوران بلان، مع تدعيم مختلف المراكز.

وكان بنزيما سببا في ضم الجزائري حسام عوار والفرنسي موسى ديابي، بالإضافة لجهود الإدارة المتمثلة في ضم الحارس الصربي بريدراج رايكوفيتش والمدافع البرتغالي دانيلو بيريرا، بجانب الألباني ماريو ميتاي الظهير الأيسر للفريق.

فضلا عن الجناح الهولندي ستيفن بيرجوين، مع الإبقاء على ثنائي الوسط المتمثل في الفرنسي نجولو كانتي والبرازيلي فابينيو.

وبالفعل، تمكنت جميع العناصر المذكورة من صناعة الفارق خلال الموسم الجاري، سواء بتسجيل الأهداف أو صناعة الفرص المحققة، بجانب التحسن الواضح في الخط الخلفي. 

كامل الأوصاف

بعد ترميم الفريق بصورة رائعة مطلع الموسم الجاري، تمكن بنزيما من رد اعتباره أمام الانتقادات الإعلامية والجماهيرية، حيث أصبح أكثر اللاعبين مساهمة في الأهداف على مستوى الدوري، بواقع 30 هدفا، حيث سجل 21 وصنع 9.

وبهذا الرقم، أصبح بنزيما أول لاعب يسجل 21 هدفا في موسم واحد بقميص الاتحاد بالدوري، معادلا حمد الله (2022-2023)، محتلا المركز الثاني في ترتيب هدافي المسابقة.

وبعيدا عن الأهداف، ظهر النجم الفرنسي بدور بارز في صناعة اللعب وربط جميع الخطوط، بالتحرر من منطقة الجزاء والنزول إلى وسط الملعب من أجل مساعدة زملائه على نقل الكرة والوصول إلى مرمى الخصم.

وبالتركيز على تحركات بنزيما، نجد أنه كان لا يلعب كرأس حربة صريح، وإنما "لاعب حر" بتحرك مستمر بين الخطوط وعلى الأطراف، بالإضافة لاقتحام منطقة الجزاء لتسجيل الأهداف.

فضلا عن دوره القيادي داخل الملعب بتوجيه اللاعبين إلى التحركات الصحيحة والتمرير بصورة سليمة، بالإضافة لقدرته على احتواء غضب الحكام، وهو أمر نابع من خبراته الكبيرة.

الفارس الأول

شبهت جماهير الاتحاد، النجم الفرنسي، بـ "الفارس" الذي يقود فريقه في جميع المعارك، وذلك من خلال خلفيات ولافتات ظهرت مرارا وتكرارا في المدرجات، فضلا عن التصميمات العديدة الخاصة بالمركز الإعلامي للنادي.

وبالفعل كان بنزيما "الفارس الأول" بشهادة أغلب اللاعبين، ومنهم حسام عوار ومهند الشنقيطي وغيرهم من العناصر التي أكدت أنه أفضل مهاجم لعبوا بجانبه.

وساهم مستوى "البنز" في تحول الانتقادات الإعلامية إلى إشادة مستمرة، والتأكيد على أنه اللاعب الأفضل في الموسم دون منازع.

وبالنظر لأرقام بنزيما، نجد أنه كان حاضرا في جميع المعارك الكبرى، بالتسجيل ذهابا وإيابا ضد الهلال والنصر والاتفاق، بالإضافة لهز شباك الشباب والقادسية والأهلي في مناسبة لكل منهما. 

كذلك، سجل ثنائية ضد الهلال في ربع نهائي كأس الملك، ليقود فريقه نحو ركلات الترجيح ثم التأهل للمربع الذهبي ومنه إلى المباراة الأخيرة ضد القادسية، والمقرر إقامتها بنهاية الشهر الجاري.

وإجمالا، نجح كريم بنزيما في انتشال نفسه من دائرة الانتقادات، وإعادة الاتحاد للقمة، بعد موسم أول حزين، خرج منه دون ألقاب.