
النمر الأرجنتيني تحول إلى قطة شيرازية فجأة.. المنتخب الذي تأهل لنهائي أكبر بطولتين على مدار عام واحد (كأس العالم وكوبا أميركا) لم يسجل أي هدف في مباراتين متتاليتين في تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018.
وسائل الإعلام الأرجنتينية التي هاجمت نجم منتخبها قبل أشهر لأنه لم يدفع "اللقمة" إلى "الحلق" بعد وصولها إلى أفواههم.. ها هي تنتحب على غيابه بسبب الإصابة.
يغيب الهداف التاريخي لبرشلونة الاسباني ليونيل ميسي عن منتخب التانغو بعد الإصابة في الركبة اليسرى والتي تعرض لها في مباراة لاس بالماس ضمن مباريات الليغا، ويبدو أن المنتخب الأرجنتيني سيدفع قبل غيره كامل الفاتورة.
الواقع يقول أن خسارة الأرجنتين للنقاط أمام فريقين غير مرشحين للمنافسة على بطاقات التأهل (الأكوادور صفر-2 والباراغواي صفر-صفر) سيكون لها ردود فعل سلبية خصوصا إذا ما خسر التانغو أمام غريمه الأزلي السامبا في مباراة القمة المرتقبة منتصف الشهر المقبل.
الاحتمال الغالب أن لا يشارك ميسي في كلاسيكو العالم على مستوى المنتخبات، فيما سيكون زميله في الفريق الكتالوني نيمار حاضرا في صفوف البرازيل بعد انقضاء عقوبة الإيقاف عنه، وهو عامل يزيد من اوجاع المدرب تاتا مارتينو المتهم بالتقصير أصلا.
وسيخوض المنتخب الأرجنتيني أيضا مباريات متبقية في غاية القوة خصوصا أمام تشيلي وكولومبيا والأوروجواي.
وعودة إلى الوراء قليلا.. قبل أن يسجل ميسي هدف التعادل القاتل للأرجنتين في لقاء المكسيك الودي، فقد تعرض الفتى لوابل من النقد عبر سوائل الإعلام التي اتهمته ببذل مجهود أكبر مع برشلونة عنه مع منتخب بلاده، حتى أنه فكر جديا في الاعتزال الدولي وقالت بعض المصادر المقربة من عائلته أن تعرض للإكتئاب بسبب ما قبل عنه في الإعلام.
ميسي لم ينجح في الفوز بكأس العالم وكوبا أميركا حتى الآن بينما نجح بكل شيء مع برشلونة، ولكن تصفيات كأس العالم أظهرت قيمته الحقيقية وأهميته بالنسبة للمنتخب، وتحديدا وصف مواطنه مهاجم بوكا جونيورز كارلوس تيفيز عندما قال: "وجود ميسي في الملعب دون أن يفعل أي شيء يجعلني حر طليق لأن المدافعين يتركونني ويذهبون إليه".
ويتعين على كل محب للمنتخب الأرجنتيني أن يفهم بأن ميسي هو الأمل الوحيد الباقي للفوز بكأس العالم بعد سنوات عجاف خلفها الانكسار من نهائي ايطاليا 1990 إلى نهائي البرازيل 2014 وأمام نفس المنتخب ألمانيا، ولكن ينبغي التأهل أولا.
وربما تكون هذه الفرصة المتاحة هي الأخيرة في روسيا 2018 قبل أن تغير كل المنتخبات جلدها في مونديال الدوحة 2022.
وفي الأخير فإن ميسي يعلم يقينا بأنه لن يشارك في مونديال روسيا بقميص برشلونة وانجازاته الكبيرة في اسبانيا وأوروبا، وإنما بما يبذله من جهد ويصرفه بالعرق في وطنه الأم.
قد يعجبك أيضاً



