كأس الخليج ومستقبل المرأة الخليجية

كان جمهور منتخب الكويت الشقيق نجم المباراة الافتتاحية من مسابقة كأس الخليج 2017 التي انطلقت في هذا الأسبوع، صحيح أن المباراة الافتتاحية لم تنتهي للنتيجة التي يتمناها جمهور أصحاب الأرض لأنها انتهت بخسارة منتخبهم من شقيقه منتخب السعودية بهدفين مقابل هدف، ولكن هذه الخسارة لم تمنع من بروز جمالية مدرجات استاد جابر الدولي والذي تزين بحضور جميع فئات المجتمع الكويتي.

والصورة الأبرز في هذا الحضور هي المرأة الكويتية والتي نجحت في تصدر مشهد خليجي 2017، فقد كان العنصر النسائي أكثر حضوراً في مدرجات اللقاء الافتتاحي، وقد أتى هذا الحضور الطاغي بعد غياب الكويت عن النشاط الرياضي لأكثر من عامين بسبب عقوبة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتدخل الحكومة في الشأن الرياضي، ليكون حضورهن الجميل بداية موفقة للرياضة الكويتية التي تريد العودة إلى الزمن الجميل، زمن الثمانينات، زمن حصد الألقاب الخليجية والآسيوية.

الحضور القوي للمرأة الكويتية في افتتاح خليجي 2017 أعاد فتح ملف تمكين المرأة الخليجية في الرياضة، وهو الملف الذي لا يزال غائباً عن بعض الاتحادات الخليجية كالاتحاد السعودي والعماني، ويتحرك بخطوات بطيئة كبقية الاتحادات الخليجية وعلى رأسهم الاتحاد الكويتي الذي أصبح من الآن مطالب بتطوير كرة القدم النسائية في البلاد والتي اختفت قبل عامين بسبب عقوبة الفيفا.

من المهم أن تكون مسابقة كأس الخليج 2017 فرصة ذهبية لتشجيع الاتحادات الخليجية على تنمية دور المرأة في رياضة كرة القدم عبر دعم الأندية النسائية المحلية، بجانب تشجيع دول السعودية وسلطنة عمان على التحرك سريعاً لتأسيس البنية التحتية لقيام كرة القدم النسائية والسير على خطى دول الإمارات والبحرين والكويت والتي تحتاج هي الأخرى لتطعيم تجربتهم النسوية بالخبرات الأجنبية لكي يكونوا قادرين على الوصول إلى العالمية ومقارعة الدول القوية في مجال الكرة النسائية كالولايات المتحدة واليابان وألمانيا.

هل حان موعد إطلاق بطولة كأس الخليج للسيدات على غرار بطولة الرجال؟، قد يرى البعض بأن هذه الخطة مبكراً للغاية، ولكن بالنسبة لي أرى أن الوقت مناسب للغاية، لأن أوطاننا الخليجية تعيش الآن في زمن تمكين المرأة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية، كما نرى الآن مع بلادي السعودية وعبر خطتها الطموحة (رؤية 2030)، ليكون من الممكن رؤية جميع المنتخبات الخليجية النسائية جاهزة لإطلاق صافرة انطلاق النسخة الأولى من كأس الخليج للسيدات.

بالتأكيد جميع نساء الخليج جاهزات لهذه البطولة، ولكن تبقى فقط وجود الشخص "الشجاع" الذي يستطيع فتح ملف تمكين المرأة الخليجية بلا تردد أو خوف.