
سلط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الضوء على المسيرة الاستثنائية لحارس المرمى الأسطورة لمنتخب إسبانيا إيكر كاسياس.
وأرجع الفيفا السبب وراء تألق كاسياس اللافت إلى لياقته البدنية المذهلة، وردود فعله الحادة، وعقليته المتفوقة في المباريات الكبرى.
وبدأت رحلة كاسياس في ظروف استثنائية، وبالصدفة، إذ شارك مع ريال مدريد بعد إصابة زميله في الفريق بحادث غير متوقع.
وواصل الحظ مؤازرته لكاسياس خلال مسيرته الاحترافية، بعد أن كان من المتوقع أن يكون الحارس الاحتياطي لمنتخب إسبانيا في مونديال كوريا واليابان 2002، حيث كان سانتياجو كانيزاريس قد رسخ مكانته كحارس أساسي للماتادور.
لكن ضربة قاسية قضت على أحلام كانيزاريس في كأس العالم، فقد أسقط أسطورة فالنسيا زجاجة عطر في حمام الفندق، وأصابته شظية زجاجية في قدمه، مما أدى إلى قطع أوتار قدمه وحرمانه من المشاركة في المونديال.
وفي عمر الـ21 فقط، أصبح كاسياس حارس مرمى إسبانيا الأول في أكبر مسرح كروي على الإطلاق، وسرعان ما أظهر إمكانياته العالمية.
وساعد كاسياس الماتادور على اجتياز مرحلة المجموعات بعد الفوز في جميع المباريات، وفي مباراة دور الـ16 أمام أيرلندا، تألق بشدة، حيث تصدى ببراعة لركلة جزاء من إيان هارت في الوقت الأصلي.
ثم أنقذ ركلتين أخريين خلال ضربات الترجيح، ليقود "لا روخا" لفوز حاسم.
ورغم خروج إسبانيا من دور الثمانية على يد كوريا الجنوبية، كانت رحلة كاسياس في كأس العالم قد بدأت للتو.
وشهد مونديال ألمانيا 2006 خيبة أمل أخرى للماتادور، إذ تغلبت فرنسا بقيادة زين الدين زيدان على إسبانيا في أول جولة إقصائية، لكن بعد 4 سنوات، جاء تتويج كاسياس بلقب كأس العالم.
وبحسب الموقع الرسمي لفيفا اليوم الاثنين... عندما حلت كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، كان مكان كاسياس في سجلات تاريخ كرة القدم الإسبانية قد تأمن بالفعل.
الحارس الذي أطلق عليه لقب "القديس إيكر" كان قد فاز بالدوري الإسباني أربع مرات، ودوري أبطال أوروبا مرتين، وكان جزءًا من الفريق الإسباني الذي حصد أول بطولة كبرى منذ 44 عامًا في بطولة أمم أوروبا 2008.
كما أصبح كاسياس معروفًا بقدرته على التصدي لركلات الجزاء، وهي السمعة التي عززها أكثر خلال مشوار إسبانيا الناجح في كأس العالم 2010، حيث سجل رقمًا قياسيًا في البطولة.
حين خيم التعادل السلبي على مباراة دور الثمانية بين إسبانيا وباراجواي، وسط أجواء متوترة، قبل احتساب ضربة جزاء لصالح باراجواي، حيث تقدم أوسكار كاردوزو للتنفيذ، تألق كاسياس في اللحظات الحاسمة، وتصدى بقوة لمحاولته وأبقى النتيجة على حالها.
وبذلك أصبح كاسياس أول حارس مرمى يتصدى لركلات جزاء في نسختين من كأس العالم، باستثناء ضربات الترجيح.
وسجل ديفيد فيا هدفا في وقت متأخر ليمنح إسبانيا الفوز على باراجواي، وهو واحد من أربعة انتصارات متتالية للماتادور بنتيجة 1-0 في الأدوار الإقصائية.
واستقبلت شباك كاسياس هدفين فقط طوال البطولة، وتم تكريمه على أدائه الرائع بجائزة القفاز الذهبي لأفضل حارس مرمى في المونديال.
وقدم كاسياس لحظة سحرية أخرى في فوز إسبانيا الدرامي في النهائي على هولندا، عندما أنقذ هدفًا مؤكدًا بأطراف حذائه ليمنع آريين روبن من منح الطواحين التقدم في الشوط الثاني.
استطاع أندريس إنييستا تقمّص دور البطولة، حيث سجل هدف الفوز في الوقت الإضافي – ليضمن للقائد كاسياس أن يرفع كأس العالم الأولى لإسبانيا.



