كارثة هيسيل.. قصة عار تلطخ تاريخ التشامبيونزليج

أقيمت مراسم إحياء الذكرى الـ 35 لكارثة هيسيل، بحضور عمدة بروكسل فيليب كلوز، وسفراء المملكة المتحدة وإيطاليا، أمس الجمعة.

ووضعت الزهور أمام اللوحة التي تحمل أسماء الضحايا، ومعظمهم من الإيطاليين، الذين لقوا حتفهم بعد أعمال شغب سبقت نهائي دوري أبطال أوروبا 1985 بين ليفربول ويوفنتوس.

وكانت فترة الثمانينات من القرن الماضي، شاهدة على مرحلة سوداء في تاريخ الكرة الأوروبية، إذ كانت الملاعب مسرحًا لأحداث شغب ترتقي للجرائم، لكنها من وجه آخر أثرت لاحقًا في وضع حد لسنوات من الفوضى، بعدما كان حضور بعض المباريات يمثل حرفيا مسألة حياة أو موت.

ماذا حدث في هيسيل؟

قبل ساعة من انطلاق المباراة النهائية على ملعب هيسيل في بلجيكا، اندفع عدد من مشجعي ليفربول المهووسين، ليعبروا السياج الفاصل بينهم وبين جماهير يوفنتوس، وأطلقوا شرارة الفوضى.

انتشر الصراخ في كل مكان، على وقع اشتباك الجمهور من الطرفين، ووسط محاولات كثيرة من الحضور للهروب، كان مصير أولئك المحاذين للبناء الخرساني الذي يفصلهم عن باقي الدرج المؤدي للملعب، السحق حتى الموت.

يقول المشجع الإيطالي برونو جواريني الذي فقد ابنه في تلك الأحداث "كان مشهد المشجعين الإنجليز وزجاجات الكحول في أيديهم قبل دقائق من دخول الملعب يوحي بشيء ما".

وأوضح للجارديان "عندما رأيتهم قادمين يركضون نحو المدرج قلت لابني ألبيرتو علينا أن نبتعد. كان ذلك أسوأ قرار اتخذته فقد نجا كل من كان قريبا منهم وسُحق الآخرون بسبب التدافع والخوف. بحثت عن ابني فوجدته جثة هامدة".

يواصل جواريني "سافرت مع ابني لبروكسل وكنا نغني على متن الطائرة، لكني عدت بجسده. أتذكر كل شيء حتى اللحظة الأخيرة، كما لو كان فيلما. في الليل أستيقظ فجأة وأرى الأحداث مرة أخرى. هيسيل هذه الكلمة تثير جنوني".

في نهاية المشهد المأساوي، توفي 39 شخصًا بينهم 32 إيطاليًا و4 بلجيكيين، وفرنسيين اثنين، ومشجع من أيرلندا الشمالية، إضافة إلى 600 مصاب، حصيلة ستبقى على مر الزمن نقطة سوداء في تاريخ جمهور ليفربول.

القصة المنسية

يقول البروفيسور الشهير جون فوت مؤلف كتاب "الكالتشيو.. تاريخ الكرة الإيطالية" "ستبقى هيسيل دائما هي عنوانا لعدم الكفاءة والعنف والتستر والعار والأكاذيب".

ويتابع في حديث سابق عن الواقعة "إنها قضية نسيان. كثير من الناس لديهم مصلحة في عدم تذكر ما حدث في تلك الليلة، سواء اللاعبين وكثير من المشجعين والسياسيين البلجيكيين، وقوات الشرطة".

ونوه "لقد بقيت الحادثة طي الكتمان لسنوات وغيبت تمامًا عن واجهات الصحف ووسائل الإعلام، حتى باتت فعليا مأساة منسية آلمت ذوي الضحايا".

وعن ذلك، تقول روزالينا فانيني التي كان زوجها من ضحايا ملعب هيسيل، بينما أصيبت ابنتها "لا أعتقد أن أحدا يهتم بالمأساة، لقد نسي الجميع ما حدث، ابنتي ستبقى حسرة تلك الليلة في قلبها للأبد، أشعر بالسعادة قليلا عندما أجد من يتذكر تلك المأساة"".

وفي 2003، أصدر الصحفي الإيطالي فرانشيسكو كارماني كتابًا بعنوان "حقائق هيسيل.. وقائع المأساة"، قال عنه "قبل كتابي لم يكن أحد يستمع لصوت الضحايا، وكانت فرصتهم الأولى للحديث عن ليلة كارثة هيسيل وعن المعركة من أجل العدالة".

عقوبات

أصدر اليويفا، قرارًا بحرمان أندية إنجلترا من اللعب في البطولات القارية لمدة 5 سنوات، وجنائيًا أدين 14 من مشجعي ليفربول بتهمة القتل غير العمد، وسجنوا 3 سنوات.

ورغم كل ما وقع في مدرجات ملعب هيسيل المتهالك، لم تتوقف المباراة وانتهت بفوز يوفنتوس 1-0 سجله ميشيل بلاتيني من ركلة جزاء، ليتوج البيانكونيري باللقب.