
يعد مترجم المدرب الأجنبي، حلقة وصل لا غنى عنها في عالم كرة القدم، إذ يلعب دورا كبيرا في عملية توجيه اللاعبين وشرح الأمور الفنية.
ويرصد كووورة، ضمن سلسلة "كاتم الأسرار"، رحلة إبراهيم عبد الله، مترجم الهولندي مارتن يول مع الأهلي المصري، في فترة مليئة بالأحداث والكواليس المثيرة، رغم أنها لم تستمر سوى 6 أشهر.
البداية
يروي عبد الله لكووورة، كواليس عمله بالأهلي عام 2016، قائلا: "تخرجت من كلية الألسن وعملت مرشدا سياحيا منذ عام 1997، وبعد تعاقد الأهلي مع يول تم ترشيحي لمسؤولي إدارة الكرة وتحديدا الثنائي سيد عبد الحفيظ وعبد العزيز عبد الشافي، وبدأت مهمتي فور وصول الهولندي للقاهرة، فقد كان أول تعارف بيننا في المؤتمر الصحفي لتقديمه".
وأضاف: "العمل بالمجال الرياضي والأهلي، تجربة رائعة بالنسبة لي، وأتمنى تكرارها في المستقبل، دخلت في الأجواء بشكل سريع مع يول، وكانت أول رحلاتنا الخارجية في أنجولا واقتربت من الهولندي بشكل أكبر، ورأى أنني أقوم بدوري بشكل جيد، ما جعل هناك ثقة كبيرة بيننا، فضلا عن فهمي لطبيعة العمل بالأهلي وضرورة الحفاظ على سرية ما يدور بالفريق، وعدم التحدث للإعلام".

موقف طريف
كنت أذهب إلى النادي قبل السابعة صباحا، وذات يوم دخل يول الغرفة التي أجلس فيها، وقال لي: "لقد أرسلك الله في طريقي".. لم أفهم في البداية ما يقصد، لكنني وجدته يحمل صورتي قبل ما يقرب من 12 عاما مع أحد الأفواج السياحية، وكان من بينهم أم زوجته التي تذكرتني عندما أخبرها أنني أعمل معه بالأهلي، ما زاد من العلاقة الطيبة بيننا".
مخدة يول
أحد المواقف التي اشتهر بها الهولندي، تصريحه الشهير "سننام على المخدة في مواجهتي الزمالك والإسماعيلي"، الذي أثار السخرية والهجوم ضده من البعض، وعن ذلك يقول عبد الله: "يول كان مدربا صارما للغاية وشخصيته قوية جدا، لكنه لطيف ومرح ويتمتع بروح الدعابة في الوقت نفسه".
وزاد: "ما قاله يول أنه يرغب في الفوز بالمباريات المتبقية في الدوري كي يحسم اللقب ولا يكون بحاجة لمواجهتي الزمالك والإسماعيلي في نهاية الدوري.. اعتبره البعض ساخرا لكنه كان يقصده ويعنيه جيدا، هذه هي طبيعة الهولنديين فهناك صراحة كبيرة في الحديث، لكنه قالها بشكل من الدعابة، وتحقق ما أراد فقد حسم الفريق اللقب في النهاية".
محادثة مورينيو
أحد المواقف التي يتذكرها إبراهيم عبد الله جيدا ما دار بين يول ورمضان صبحي لإقناعه بالبقاء في الأهلي وتأجيل الاحتراف لستوك سيتي الإنجليزي: "يول كان يرى أن رمضان لم ينضج بعد ويحتاج لمزيد من الوقت بالأهلي، ثم بعد ذلك يخوض تجربته الاحترافية، وهذا ما نقله للاعب وأخبره أنه لا يجيد التسجيل وترجمة الفرص أمام المرمى، ويفتقد لمهارتي ضربات الرأس والتسديدات، فقط يتميز في المراوغة 1ضد1، لذلك ناشده أن يظل لكي يكمل معه ما ينقصه".

مناشدات يول لرمضان صبحي لم تتوقف: "حاول مرارا إقناع رمضان بالبقاء، فقد أخبره أنه لن ينجح مع ستوك سيتي كفريق، ولن يستطيع العيش في المدينة نفسها لأنها دون المستوى وغير مناسبة، كان يرى أنه يستحق اللعب لناد أكبر، لذلك كان يتواصل مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو من أجله (نقله لمكان أفضل)، لكن رمضان كان مصرا على الرحيل".
وكشف عبد الله: "يول تحدث مع مورينيو عن رمضان صبحي، وجعلني أترجم لرمضان نص المحادثة بينهما، فقد قال لمورينيو (هنا لاعب موهوب اسمه رمضان صبحي. جوهرة ثمينة).. يول كان يرى أن رمضان يمثل 30% من قوة الفريق في ذلك التوقيت".
سعر إيفونا
وعن بيع الجابوني ماليك إيفونا، قال عبد الله: "مارتن يول كان سببا في ارتفاع سعر إيفونا، حيث أخبر عصام سراج مدير التعاقدات السابق بالأهلي أن يطلب 10 ملايين دولار، لأنه يعرف كيف تفكر الأندية الصينية وتدفع مبالغ كبيرة في لاعبين أقل في المستوى من الجابوني وفي نهاية مسيرتهم الكروية، حتى وصل العرض لـ8 ملايين دولار بعدما كان في البداية 3 ملايين".
وأردف: "يول نصح إدارة النادي بعدم رحيل اللاعبين لأوروبا بنظام الإعارة، مثلما حدث مع محمود تريزيجيه، وقال (لو كنت متواجدا وقت رحيل تريزيجيه لطلبت 10 ملايين دولار)، والنادي من وقتها لا يعير أي لاعب بنية البيع، من يرغب في ضم لاعب عليه شراؤه بمقابل كبير".
وأتم: "كان يرى أن اللاعب المصري يفشل في أوروبا لسببين، الأول أن الأندية لا تدفع مقابلا كبيرا، لذلك لا تهتم بنجاحهم ومشاركتهم في المباريات، والسبب الثاني اللغة التي تصعب من التواصل".

دولارات
تميز الهولندي بالكرم والسخاء على من حوله، خاصة عمال النادي: "مطلع كل شهر كان يخصص مبلغا من المال بالدولار لتوزيعه على عمال النادي كمكافآت خاصة منه. وكنت أتولى هذه المهمة حيث يمنحني المال لتحويله للعملة المصرية وتوزيعه على الجميع. كان محبوبا للغاية من الجميع لاعبين وإداريين والعمال أيضا".
أبو تريكة
درس مارتن يول الاستعانة بمحمد أبو تريكة في منصب المتحدث الإعلامي باسم الفريق؛ بسبب الضغوط الكبيرة التي كان يتعرض لها والانتقادات المستمرة.
واستطرد عبد الله: "كان يرى ضرورة تعيين نجم كبير لديه رصيد لدى الجماهير لرفع الضغوط عن كاهل الفريق وتهدئة الجماهير الغاضبة، خاصة بعد الانتقادات الكبيرة ضد اللاعبين والجهاز الفني من قطاع كبير بالإعلام، وطرح اسم أبو تريكة وفكر في أسماء أخرى مثل محمد بركات والثنائي عماد متعب وحسام غالي رغم عدم اعتزالهما في ذلك التوقيت".


قد يعجبك أيضاً



