EPAلطالما كانت هناك ألفة بين جوزيه مورينيو ولاعبيه على مدار مسيرته، لكن شيء ما حدث في السنوات الأخيرة، أفسد علاقات الود بين المدرب البرتغالي ونجوم الفرق التي يدربها.
سنوات شهدت خروج لاعبين –ربما كانوا بدلاء في عهد مورينيو- لكنهم لا يملّون من الحديث عن مدى براعة الداهية البرتغالي في كسب قلوب الجميع في الفريق، حتى من لا يشاركون معه.
لكن ثمة بعض المتغيرات التي طرأت على عالم الساحرة المستديرة، أحدثت صدعًا بين "المو" ولاعبي العصر الحديث.
المشهد الأول – صيف 2005 – تدريبات تشيلسي
مورينيو يراقب عن كثب مران فريقه خلال فترة الإعداد للموسم الجديد، بعد تتويج تشيلسي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسمه الأول.
المدرب البرتغالي يمسك بيده مجموعة من الأوراق، التي يُدون بها ملحوظاته المتعلقة بلاعبيه في المران، وبينما هو كذلك، فاجأ الجميع بصراخه وركضه مُسرعًا نحو جون تيري.
المدافع الإنجليزي تفاجأ من صرخات مورينيو المتتالية، بعدما ألقى ما بيديه من أوراق، وتوجه إلى لاعبه فور إيقافه المران فجأة.
"إذا واصلت التعامل مع الكرة بهذه الطريقة، فبإمكاني الآن أن أتعاقد مع مدافع آخر ثمنه 50 مليون جنيه إسترليني".. كلمات مورينيو القاسية باغتت تيري ورفاقه.
نجم البلوز وقف مندهشًا، لتحدثه نفسه "كيف لهذا الرجل أن يحدثني بهذه الطريقة؟ لقد كنت مدافعه الأول في الموسم الماضي، وأسهمت بفوزه بلقب البريميرليج، وفزت بلاعب العام، إذن ماذا دهاه؟".
كلمات تيري ظلت بداخله، بينما وقف صامتًا أمام صرخات مورينيو، لكنه حث نفسه على إلزام الأخير الصمت بتقديم أفضل ما لديه في المران، ليعود للعمل كما لو كان شخصًا آخر.
تيري بدأ في القفز وضرب الكرات برأسه.. تدخلات عديدة ومحاولات ناجحة لاستخلاص الكرة من زملائه، ومورينيو يراقب من بعيد، والسعادة تغزو قلبه لرؤيته ما أراده من لاعبه.
أراد مورينيو كبح جماح لاعبه المتوج بلاعب العام، وتذكيره بأنه مازال على الأرض، وأنه لن يكون هناك مجال للتخاذل في الموسم التالي بعد الفوز بلقب البريميرليج، تفاديًا لحدوث أي انتكاسة.
المشهد الثاني – صيف 2011 – مدريد
استعاد مورينيو مهاجمه الأرجنتيني جونزالو هيجواين بعدما فقده لعدة أشهر في موسمه الأول مع ريال مدريد لإصابة قوية في الظهر، ما دفعه للجوء إلى مواطنه كريستيانو رونالدو لسد الثغرة واللعب كمهاجم صريح في بعض المباريات.
ذهاب "المو" لهذا الحل كان لعدم ثقته في قدرات كريم بنزيما، الذي كان حبيسًا لمقاعد البدلاء في أغلب فترات الموسم، كما أن جلبه لإيمانويل أديبايور، لم يثنه عن الاستعانة برونالدو في قلب الهجوم.
ولم يخيب رونالدو ظن مدربه، لينجح في تسجيل 40 هدفًا بالليجا، كأول لاعب يصل إلى ذلك على مدار تاريخ المسابقة، وهو ما لم يفعله في أي موسم سابق، سواء في إسبانيا أو إنجلترا.
مورينيو ذهب للتحدث إلى كريستيانو خلال فترة الإعداد لموسم 2011/2012، وقال له "الآن ستعود إلى مركزك الأصلي، أشعر بالأسف لك، فعودتك للجناح لن تمكنك من تسجيل 40 هدفًا مرة أخرى".
لم يعلق رونالدو على استفزاز مدربه له، لكنه اكتفى بقول "حسنًا.. لا مشكلة في ذلك"، ليعود إلى المران مشحونًا بكلمات مورينيو.
مرت الأسابيع وبدأ الموسم ولم يعتمد مورينيو على رونالدو بالفعل في قلب الهجوم، بل ألزمه باللعب كجناح أيسر كما اعتاد لسنوات.
الدون حول استفزاز مورينيو له إلى ماكينة انتاج أهداف غزيرة، لينهي موسمه بأفضل سجل له على الإطلاق في ذلك الوقت، إذ تجاوز رقمه السابق في الليجا، وأحرز 46 هدفًا.
لم يكتف رونالدو بذلك، بل بلغ 60 هدفًا في كافة البطولات، متجاوزًا رقمه في الموسم الذي سبقه بفارق 7 أهداف، ليرد على مدربه –الذي أراد شحنه- بأفضل طريقة ممكنة.
المشهد الثالث – مجهول
مورينيو يقترب من أحد لاعبيه لاستفزازه بكلمات تقلل من شأنه، بهدف إخراج أفضل ما لديه، إذ يعلم البرتغالي امتلاكه قدرات استثنائية، بإمكانه مساعدة الفريق بها.
اللاعب يدخل غرفة الملابس ويشيح بيده، ويقترب من أحد زملائه، موجهًا السباب إلى مورينيو "لا أعلم ماذا يريد هذا الرجل؟ ألا يعلم من أنا؟ سأرحل ...".
وكيل اللاعب يخرج لوسائل الإعلام ملوحًا برحيل موكله "إنهم لا يحسنون معاملته.. إنه لا يشعر بثقة النادي ولا المدرب في قدراته".
حيلة مورينيو القديمة لم تعد تؤتي ثمارها في السنوات الأخيرة، ليكتسب عداوة لاعبيه مع مرور الوقت، بدلًا من سيرهم على خطى سابقيهم، لتنهار علاقة "المو" بلاعبين لم يفطنوا لمراد مدربهم الحقيقي من استفزازهم بتلك الطريقة.
قد يعجبك أيضاً



