إعلان
إعلان

قصة كووورة: غمزة رونالدو تضعه في مرمى نيران الإنجليز

KOOORA
27 فبراير 202018:43
غمزة رونالدو الشهيرة

1 يوليو/تموز 2006 – ملعب فيلتينس أرينا – ألمانيا

لاعبو إنجلترا والبرتغال يستعدون قبل لحظات من إطلاق الحكم الأرجنتيني هوراسيو إليزوندو صافرة بدء مباراة المنتخبين في ربع نهائي كأس العالم.

باوليتا مهاجم البرتغال، يجري محادثة عابرة مع نظيره الإنجليزي واين روني داخل خط دائرة المنتصف، بينما كان الأخير يستعد لركلة البداية.

البرتغالي الآخر كريستيانو رونالدو يقترب من زميله في مانشستر يونايتد ومنافسه الليلة، ليمسك يده ويهمس في أذنه بكلمات لم يعبأ بها النجم الإنجليزي، قبل أن يفاجئه كريس بنطحة خفيفة بالرأس، وينظر إليه بتحدٍ ثم يمضي في طريقه.

ربما تجاهل روني تصرف زميله في مانشستر لاعتقاده بأنها مداعبة لطيفة لأصدقاء الأمس وأعداء اليوم، إلا أنه كان يجهل ما ينتظره من رفيق دربه في مسرح الأحلام.

المباراة بدأت ومرت الدقائق دون أن ينجح الفريقان في هز الشباك، حتى حلت الدقيقة 62 والكرة حائرة في صراع بين روني والثنائي بيتيت وريكاردو كارفاليو.

قوة المهاجم الإنجليزي مكنته من التفوق في صراعه على ثنائي البرتغال، بعدما أبعد بيتي بيده اليسرى وجسده عن الكرة، فيما أمسك بساق كارفاليو وأسقطه أرضًا.

سقوط كارفاليو لم يمنعه من محاولة استخلاص الكرة من روني، إلا أن الأخير باغته بضربة بقدمه بين ساقيه، ليتأوه المدافع البرتغالي من الضربة المفاجئة، لكن الحكم الأرجنتيني أطلق صافرته بعدما كان على بُعد سنتيمترات من الواقعة.

aronaldos

رونالدو لم يفوت الفرصة وركض مُسرعًا نحو الحكم، للإشارة له إلى قوة المخالفة التي تستوجب بطاقة حمراء.. روني بدوره قام بدفع صديقه في مانشستر وانفعل عليه، بينما تجاهل كريستيانو النظر إليه وظل يتحدث مع حكم المباراة.

جاري نيفيل قائد الإنجليز وزميل الثنائي في مانشستر، جاء مسرعًا لإبعاد رونالدو عن الحدث، وتراجع الأخير بالفعل في ترقب لقرار حكم الساحة، الذي سارع لإشهار البطاقة الحمراء بالفعل في وجه روني.

رؤية رونالدو للبطاقة الحمراء أثلجت صدره وابتعد على الفور عن ساحة المشاحنات بعدما ظفر بما أراده، لكن روني أدرك أنه المتسبب في طرده، فوجه له كلمات نابية قبل أن يمضي إلى خارج الملعب.

arooneyred

الكاميرات تلتقط رونالدو أثناء اقترابه من خط التماس بعد حالة الطرد.. "غمزة" من عين رونالدو اليمنى صُوبت إلى أحدهم في مقاعد بدلاء البرتغال، وهي اللحظة التي أشعلت النيران في بلاد الإنجليز.

الدقائق مرت وخسر منتخب إنجلترا على يد البرتغال بركلات الترجيح، ورونالدو كان المسدد للركلة الأخيرة، التي وضعت فريقه في نصف النهائي، لتبدأ الصحف الإنجليزية دق طبول الحرب على ساحر مانشستر.

تحول رونالدو في أعين الإنجليز إلى قائد جيش العدو، الذي تسبب في قصم ظهر منتخب بلادهم باللعب منقوصًا حتى نهاية المباراة.. وتلك الغمزة لم تمر مرور الكرام، لتبدأ الضربات الإعلامية صوب رونالدو من كل حدب وصوب.

انتهى مشوار منتخب البرتغال بحصوله على المركز الرابع، ليقرر رونالدو بدء عطلته الصيفية قبل العودة إلى مانشستر، استعدادًا للموسم الجديد.

لكن الأنباء القادمة من إنجلترا لا تُنذر بخير، ليدرك "الدون" أن ثمة حرب شعواء ضده عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ليبدأ التفكير في الرحيل وعدم العودة إلى هناك مجددًا.

الحملة الإعلامية ضد رونالدو أزعجت السير أليكس فيرجسون -مدرب الشياطين الحمر، ليبدأ اتصالاته برونالدو ووكيله خورخي مينديز، لكنه تفاجأ بقرار الرحيل الذي اتخذه اللاعب.

sirferg

اشتعل الغضب داخل فيرجسون وزادت حدة التوتر بداخله.. هنا حان دور روني للتدخل وتهدئة الأوضاع، وهو ما حاول العجوز الأسكتلندي فعله باتصاله بمهاجمه الإنجليزي، الذي أكد له أنه لا مشكلة لديه مع كريستيانو.

روني أجرى اتصالاته بزميله، الذي تسبب في طرده قبل أيام، لإبلاغه بأنه لا يحمل ضغينة بداخله تجاهه وأن ما يُكتب عبر الصحف، لن يؤثر أبدًا على علاقتهما، لكن رونالدو أدرك أن مشكلته قد تجاوزت زميله وباتت مع بلد بأكمله.

فيرجسون قرر السفر إلى البرتغال، وهناك التقى برونالدو ومينديز، وحاول إقناع اللاعب بالعدول عن قراره.. كلمات فيرجي لامست روح التحدي لدى كريستيانو "أنت من أشجع اللاعبين الذين جاءوا إلى مانشستر.. لكن التراجع الآن ليس شجاعة".

أوضح رونالدو لفيرجسون حقيقة تلك الغمزة التي اصطادتها الكاميرات، فمدربه سكولاري ناداه بعد واقعة الطرد وقال له "ابتعد عن المشاحنات"، فامتثل كريستيانو ورد بتلك الغمزة، غير قاصد ما ترجمته الصحف الإنجليزية.

السير أراد تهدئة رونالدو بتذكيره بما حدث لديفيد بيكهام بعد طرده في مونديال 1998.. "لقد عُلقت دُمى قبيحة له أمام الحانات في لندن.. وكانوا يشبهونه بالشيطان، لكنه كان شجاعًا وواجه الجميع".

رحلة فيرجسون إلى البرتغال أثنت كريستيانو عن قراره، وعاد اللاعب بالفعل إلى مانشستر لمواجهة وجوه الغاضبين منه بعد انتهاء عطلته.. حينها رأى مدربه وسمع بنفسه صيحات الغضب التي ملأ مدرجات الملاعب الإنجليزية.

"أيها البرتغالي اللعين".. كانت تلك أكثر العبارات أدبًا مما سمعه فيرجسون خلال مباراة لليونايتد ضد تشارلتون، لكن مرور رونالدو من 4 لاعبين وتجاوزهما بمهارته، قبل إطلاق سهم نحو الشباك، أجلس هذا المشجع الغاضب ورفاقه صامتين حتى نهاية المباراة.

ومع مرور الوقت وكثرة لحظات رونالدو الساحرة في ملاعب الإنجليز، هدأت الحملة والغضب العارم ضده، ليُكمل رحلته مع الشياطين حتى قاد الفريق لقنص لقب دوري أبطال أوروبا بعد عامين على الواقعة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان