إعلان
إعلان

قصة كووورة.. دعوة صادمة تُوحد رونالدو وميسي

KOOORA
09 سبتمبر 201905:12
رونالدو وميسي

الرابعة عصرًا – بهو أحد الفنادق الكبرى بإسبانيا – عام 2022

ريكاردو يلهث حاملًا على كتفيه معدات التصوير، ومن خلفه يركض زميله الصحفي ألفارو للحاق بمكان شاغر في قاعة المؤتمر الصحفي المرتقب.. زحام شديد وعدسات المصورين تُغرق بهو الفندق في بحر الفضول.

- سيدي.. كيف الطريق إلى قاعة المؤتمر الصحفي؟.. إشارة صامتة من أحد العاملين بالفندق نحو اليمين، يلتقطها ألفارو ويذهب مسرعًا رفقة زميله المصور نحو القاعة المشار إليها.

زحام غير مسبوق وتكاد القاعة تنفجر من الصخب الذي ملأها.. كاميرات المحطات التليفزيونية متراصة جنبًا إلى جنب، وكأنها مضادات للصواريخ إيذانًا ببدء معركة حربية.

أصوات تتهامس وأخرى تتعالى.. الجميع في انتظار الحدث الجلل.. أحدهم يخترق الجمع الغفير بصوته المرتفع "أيها السادة.. لقد وصلا للتو!..".

سيارة فارهة تتوقف أمام الفندق.. عشرات يصرخون "كريستيانووووو" وآخرون ينادون "ميسي ميسي".. اللاعبان يتوقفان للتوقيع للجماهير والتقاط الصور التذكارية.. لكنهما سرعان ما دخلا إلى بهو الفندق بصحبة لفيف من الحراس.

مشهد غير مألوف داخل الفندق.. رونالدو رفقة ميسي يتجهان إلى قاعة المؤتمرات الصحفية.. ابتسامة من النجمين إلى كافة العاملين والمترقبين لوصولهما.

صمت مُطبق عمّ أرجاء القاعة.. الجميع ينظر صوب ليو وكريس أثناء ولوجهما المكان.. والسؤال الذي يتردد داخل عقل الجميع "لماذا دعانا اللاعبان الكبيران لمؤتمر صحفي مشترك؟".

ميسي يجلس ورونالدو يبتسم لأحد الجالسين بعيدًا قبل أن يجاور الأرجنتيني في جلسته.. أبصار شاخصة نحو البرغوث والدون، انتظارًا لمعرفة سر المؤتمر المفاجئ.

- أهلًا بكم.. أشكركم جميعًا على تلبية دعوتنا المفاجئة، لكنني اتفقت مع ليو على مشاركتكم قرارنا الذي اتخذناه سويًا في الساعات الماضية.. لكن قبل أي شيء، أريد إتاحة فرصة الحديث لميسي.

ابتسامة ودودة من الدون لميسي مع إشارة له بالبدء في الحديث للصحفيين.. حينها فاجأ ليو الجميع بهمسة في أذن رونالدو.. أتبعاها بضحكات يجهل سببها الحضور.

- أهلَا.. مساء الخير أيها السادة.. كما سبق وأن فعل كريس، أود أن أشكركم أيضًا على الحضور ونأسف لهذه الدعوة المفاجئة، لكنكم ستعلمون أنه لم يسبق لنا الترتيب لها حتى الساعات القليلة الماضية.

قبل أن نشرع في إبلاغكم بسر هذا المؤتمر الطارئ، أود أن أذكركم بواقعة طريفة قد تذكرونها، والتي حدثت قبل 3 سنوات في موناكو، حينما كنا سويًا في حفل جوائز اليويفا، الذي شهد تتويج فيرجيل فان دايك كأفضل لاعب في أوروبا.

ضحكات متقطعة اخترقت القاعة من الصحفيين، الذين أدركوا ما يرمي إليه ميسي.

- حينها تحدث رونالدو والجميع يتذكر كلماته الشهيرة، بأنه تربطنا علاقة جيدة ولكننا لم نخرج أبدًا للعشاء معًا.

– ضحكة ميسي تقطع كلماته ورونالدو يشير له بابتسامة للاستمرار – يؤسفني أن أبلغكم بأننا لم ننجح في الخروج منذ ذلك الحين للعشاء حتى الأسبوع الماضي.

ronmessi

رونالدو يقاطع ميسي، موجها كلماته للصحفيين "ربما كان يخشى تورطه في دفاع فاتورة العشاء".. ليو يضحك ويمد يده مصافحًا كريستيانو، والصحفيون يشاركونهم مزاحهم بتصفيق حار.

- في الحقيقة لم يكن عيب ميسي.. بل كما تعلمون أنه خجول بطبعه، لذا كان يتحتم عليّ توجيه دعوة مباشرة له، دون قولها بشكل عابر خلال تصريحات مازحة أو خلال ذلك الحفل.

هنا واصل رونالدو حديثه "لحسن الحظ.. التقينا في جزيرة إيبيزا مؤخرًا خلال عطلة قصيرة.. واتفقنا على تناول العشاء سويًا رفقة باقي أفراد أسرتنا".

هنا قاطعه أحد الصحفيين بسؤال "إذن من تولى مسألة الدفع؟".. انفجر الجميع حينها ضحكًا، بعدما أشار رونالدو خِفية نحو صدره.. قاصدًا القول بأنه من دفع فاتورة العشاء.. حينها انحنى ميسي برأسه مبتسمًا وأخفى وجهه بكفيه.

بعدها أكمل كريستيانو حديثه "لقد أمضينا وقتًا رائعًا وتعرفنا على بعضنا عن قرب أكثر من أي وقت مضى.. ويؤسفني القول بأننا أضعنا سنوات دون فعل ذلك، لأنني استمتعت حقًا أنا وعائلتي بالأوقات الرائعة التي أمضيناها رفقة ميسي وعائلته.. ويمكنني أن أؤكد أن نجلي كريستيانو جونيور قد عثر بالفعل على أصدقاء جُدد، وتحديدًا ماتيو الذي يبدو وأن جيناته ليست كتالونية كوالده".

الضحك يملا القاعة مجددًا.. فالجميع يعلم تصرفات ماتيو المستمرة وميوله غير الكتالونية نكاية في شقيقه الأكبر، ويبدو أن رونالدو فطن لذلك خلال لقاء العائلتين.

-898998

هنا جاء الدور على ميسي لمقاطعة رونالدو "يؤسفني أيضًا القول بأن ماتيو حاكى احتفال كريس الشهير خلال تواجدنا معًا، وهو ما لم يفعله أبدًا معي.. يبدو أن جيناته مخترقة بالفعل كما قال رونالدو" - تواصل ضحكات الجميع بسبب كلمات ليو.

واصل ميسي كلماته "أود التأكيد على ما قاله رونالدو بأننا بالفعل أهدرنا سنوات دون التعرف على بعضنا عن قرب.. لأن أفراد العائلتين قد وجدا انسجامًا فيما بينهم خلال فترة وجيزة".

حينها رفع أحد الصحفيين يده، لطلب السؤال، وأشار له رونالدو بالحديث، ليقول "لقد اعترفتما بندمكما بالفعل على عدم التعرف على بعضكما بشكل جيد، فهل ندمتما أيضًا على عدم اللعب في فريق واحد؟".

هز رونالدو رأسه بإيماءة حائرة تعني "ربما".. قبل أن يجيب "اللعب إلى جوار أفضل اللاعبين أمر مثير.. فما بالكم لو كان ليو!".. حينها أتبعه ميسي بالقول "كنت أتخيل ذلك في بعض الأحيان.. هذا اعتراف مني وأبوح به لأول مرة".. ليرد عليه كريس مازحًا "وأنا أيضًا.. لكن قلبي كان ينبض لسنوات بحُب مدريد".

نهض صحفي ثالث لطلب السؤال قبل السماح له، ليسأل ميسي "رونالدو قال في وقت سابق أنه ينوي الاعتزال بعمر  الأربعين، لكنك لم تفصح أبدًا عن موعد اعتزالك.. هل يمكنك البوح بخططك المستقبلية، خاصة مع بلوغ عامك الخامس والثلاثين؟".

جاءت إجابة ميسي مباغتة للجميع، حيث قال "ونحن هنا اليوم لأجل ذلك".. ثم أشار لكريستيانو من أجل التحدث بدلًا منه.

- أيها السادة.. ربما جاءت وجبة العشاء المتاخرة لسنوات، لوضع حد لمسيرة طويلة من العراك والتنافس بيننا.. لكننا سنمضي تاركين أثرًا بالغًا في تاريخ كرة القدم، وسيشهد الجميع أننا أثرينا الساحرة المستديرة بلحظات من المتعة والإثارة والملاحم الكروية.

- نود أن نعلن لكم اتفاقنا خلال الأسبوع الذي أمضيناه سويًا في إيبيزا.. لقد قررنا وضع حد لهذه المسيرة الطويلة مع نهاية الموسم الحالي، وبالتحديد بعد كأس العالم.

رغم تقدم الثنائي في العمر وتوقع اقتراب موعد اعتزالهما، إلا أن الواقع المر لطم جميع الحاضرين بالمفاجأة التي نزلت عليهم جميعًا كالصاعقة.. بل لم يستطع أي منهم التفوه بكلمة أو توجيه سؤال من هول المفاجأة.

أخذ ميسي الكلمة من رونالدو وقال "لكنكم عهدتم منا أمورًا غير مألوفة طوال مسيرتنا، لذا أردنا مشاركة الجميع هذا القرار بطريقة غير معتادة.. فالنهاية القريبة ستكون مثيرة كما عودناكم".

رونالدو تحدث بعدها قائلًا "أتمنى - كما أخبرت ميسي - قيادة منتخب بلادي لأبعد نقطة في المونديال.. وكذلك يطمح ليو، ونأمل في النهائي الحلم الذي تحدثنا عنه في إيبيزا.. فيالها من نهاية حالمة للصفحة الأخيرة من هذه القصة الطويلة، بأن يصل المنتخبان – البرتغال والأرجنتين – إلى نهائي المونديال.. وأيًا كان الفائز فهذا حُلم نأمل في تحقيقه".

وعقّب ميسي على كلمات رونالدو قائلًا "هذه أحلامنا.. لكن هناك اتفاق وهو ما باستطاعتنا تحقيقه.. لقد اتفقنا على أن نعلق أحذيتنا في مباراة واحدة.. وإن لم يتحقق حلم المونديال.. فنعد الجماهير بمباراة انتظروها طويلًا.. تجمعني بكريس في فريق واحد.. هذه المرة لن نقف وجهًا لوجه كالأعداء.. بل سنقف جنبًا إلى جنب هذه المرة في صف واحد لتوديع كرة القدم وعاشقينا".

صحفي ينهض لسؤال رونالدو "ومن سيحمل شارة القيادة حينها؟".. ميسي يجيب بالنيابة عن كريس "لقد اتفقنا على نزع شارة القيادة في تلك المباراة.. لن نمنح الفرصة هذه المرة لتعكير صفو الاتفاق.. فلقد سئمنا تشويه هذه المنافسة بتلك الأفكار.. من اليوم لن يكون هناك سؤال عن الأفضل أو الأسوأ.. ولا مجال بالنسبة لنا للعراك أو التسابق على الأحق بالقيادة.. فهي مباراة لإسدال الستار على تلك المنافسة التاريخية بأفضل مشهد ختامي".

messi-ronaldo

رونالدو يضيف لكلمات ميسي "ليس لدي الكثير لقوله الآن.. ربما سنتفق على التفاصيل لاحقًا فيما يخص هذه المباراة.. لكن كما قال ليو.. لن يكون هناك مجال للقتال والتنافس حول الأفضلية بيننا.. سنترك كرة القدم جنبًا إلى جنب وفي فريق واحد.. سنتكاتف لأول مرة سويًا لإنهاء هذه المنافسة بالطريقة التي تليق بها.. ليو وكريس سيتحدان هذه المرة.. نشكركم على الحضور ونأسف على طول الانتظار.. تحياتنا للجميع".

نهض رونالدو وأعقبه ميسي وسرعان ما تركا القاعة.. لتبدأ الأخبار العاجلة في الظهور عبر الشاشات وعلى صحفات الجرائد وفي صدر المواقع الإلكترونية.

العناوين بدأت تنهال من كل حدبِ وصوب "رونالدو وميسي ينهيان الرحلة على قلب رجل واحد".. "اعتزال كرة القدم".. "مباراة اعتزال أسطورية لميسي ورونالدو".

الجميع بدأ في الترقب.. هل سينهي القطبان رحلتهما بالمباراة الحلم أولًا؟ أم سيتبخر حلم النهائي الأسطوري في المونديال وسيكتفيا بالاعتزال ضمن فريق واحد في مباراة ختامية تاريخية؟.

الأسطورتان يغادران الفندق والصحفيون بدأوا في التغني بالمباراة التي ستسدل الستار على أعتى المنافسات التاريخية في ملاعب كرة القدم، لكنها ستنتهي بمشهد ختامي يسرق قلوب العشاق، ليصطف المتشاحنون لسنوات في صف واحد، انتظارًا للمباراة التي تجمع رونالدو وميسي لأول مرة في فريق واحد.. لكنها ستحمل البشرى السارة المُبكية في آن واحد.. ليو وكريس يُعلقان الحذاء للمرة الأخيرة!.

هذا مجرد سيناريو تخيلي، لكن من يعرف؟ ربما يفعلها كريس وليو يومًا ما!

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان