Reuters
مشهد (1)
الزمان: صيف 2013
المكان: مكتب فلورنتينو بيريز
مصطفى أوزيل -والد مسعود أوزيل- يجلس على المقعد أمام مكتب رئيس ريال مدريد، لعقد جلسة جديدة من أجل مواصلة التفاوض حول تمديد عقد نجله ورفع راتبه بما يناسبه بعد 3 سنوات من التألق في ملعب سانتياجو برنابيو، والجلسة مر عليها نصف ساعة.
مصطفى أوزيل: سيد فلورنتينو، لم لا تريد منح مسعود ما يستحق؟ ألا ترى أنه أحد أهم نجوم الفريق في السنوات الأخيرة؟
فلورنتينو بيريز: ومن قال إني لا أقدره؟ لكن ما تطلبه من الصعب جدا تلبيته.. لدينا سقف رواتب، ولا يمكنني خرقه وتلبية كافة المطالب، وإلا سأضطر للدفع من جيبي لاحقا لتحقيق أحلامكم.
مصطفى أوزيل: لكن نجلي يحصل على 5 ملايين يورو فقط، وهذا لا يناسب تماما كونه أحد أعمدة الفريق، وما يقدمه في أرض الملعب وأرقامه الشخصية تدل على ذلك.
فلورنتينو بيريز: أعلم مدى أهميته، لكننا قدمنا عرضنا ولا رجعة فيه.. ما تطلبه أنت مبالغ فيه.
مصطفى أوزيل: بل هذا ما يستحقه ابني، الزيادة المعروضة على راتبه من أجل التجديد لا تُمنح إلا للناشئين!
فلورنتينو بيريز: هذا رأيك، وهذا عرضنا.. بإمكانكم الموافقة عليه أو رفضه إن شئتم.
مصطفى أوزيل: يبدو أنني أهدرت وقتي مع شخص متصلب الرأي، لا يرى سوى نفسه.
مصطفى أوزيل ينهض من مكانه غاضبا، موجها كلماته للرئيس: "ستندم حقا على ما تفعل.. أنتم لا تستحقون بقاء ابني هنا، فالجميع يريده وسيحصل على الاحترام والتقدير المناسب في المكان الذي يستحقه".
أنهى والد أوزيل كلماته وتوجه نحو باب الغرفة والغضب يكسو وجهه، قبل أن يطلق كلمة مهينة للرئيس أثناء خروجه، بينما ركل الباب بقدمه والدماء تغلي في عروقه.
مشهد (2)
المكان: منزل مسعود أوزيل - مدريد
مسعود أوزيل ينتظر والده في المنزل بعدما هاتفه قبل دقائق، لإبلاغه بضرورة انتظاره للتحدث معه بشأن أمر جلل، قبل أن يصل الوالد بسيارته ويفتح له نجله باب المنزل بابتسامة مرحبة.
الغضب أبى مفارقة وجه الوالد، الذي دلف إلى المنزل وهو يتمتم بكلمات يكاد يفهمها مسعود.
مسعود: ما بك يا أبي؟ ما الخطب؟
مصطفى أوزيل: لتسمع ما أقوله لك، يجب أن ترحل عن ريال مدريد قبل بداية الموسم.
مسعود: ماذا تقول؟ أنا سعيد هنا وأشعر براحة كبيرة، فلم الرحيل؟ من أحزنك؟
مصطفى أوزيل: ذلك الرجل المتغطرس (بيريز) لا يحبك يا ولدي، يجب أن تذهب إلى نادٍ يقدرك حق قدرك، وإلا سترتكب جرما في حق نفسك.
مسعود: قل لي ماذا حدث؟ ولماذا تقول هذا لي الآن؟
سرد الوالد ما حدث قبل ساعات في مكتب رئيس ريال مدريد، ليستشيط مسعود غضبا، موجها كلماته لوالده "لماذا يا أبي؟ لماذا تتدخل في الأمر بهذا الشكل؟.. هذا رئيس النادي ولا يمكن التعامل معه بهذه الطريقة أبدا!".
مصطفى أوزيل: حقا؟ بدلا من لوم هذا المتعجرف، تلوم والدك الذي يبحث لك عن حقك ويريد مساواتك بنجوم أوروبا، بدلا من معاملتك كالناشئين؟!
مسعود: ومن الحب ما قتل يا أبي! أنت الآن أنهيت مشواري مع الفريق الذي أحبه، وقد أطلقت رصاصتك ولا يمكن الرجعة فيها.. أنهيتني يا أبي.
مصطفى أوزيل: كنت أعلم أنك أحمق، لا تعرف قدرك ومكانتك، ولهذا يراك هذا الرئيس كما ترى نفسك!
مسعود: اتركني يا أبي وشأني.. اتركني لا أريد مساعدتك، اتركني بمفردي الآن!
مصطفى أوزيل ينهض في غضب دون أن يتفوه بأي كلمة، فصدمته من موقف نجله جعلت لسانه عاجزا عن الرد.
مشهد (3)
المكان: منزل مسعود أوزيل - مدريد
مسعود يمسك هاتفه ويتصل بوالده والدموع تغرق وجنتيه "أبي.. لتبحث لي عن عروض، يبدو أنه حان موعد الرحيل عن ريال مدريد".
مصطفى أوزيل: لدي بالفعل عرض، لكني لم أخبرك به اعتقادا بأنك لا تريد المغادرة، وقمت برفضه نيابة عنك.
مسعود: من أي ناد؟
مصطفى أوزيل: تلقيت بعض الاتصالات من أندية مختلفة، لكني لم أشعر بجديتهم باستثناء آرسنال.
مسعود: إن كانوا جادين، فلتتحدث معهم وتخبرني بتفاصيل العرض، وبعدها سأبلغك بموقفي منه.
مصطفى أوزيل: لقد تحدثوا معي بالفعل في بعض البنود، ومنها راتبك، حيث يريدون منحك 8.5 مليون يورو، وأراه عرضا مناسبا.
مسعود: أريد التحدث مع أرسين فينجر، لأطلع على خططه بشأني.
مصطفى أوزيل: سيحدث، لكن أريد أن أعرف لماذا فكرت الآن في الرحيل؟
مسعود: ألا ترى تغير المعاملة؟ نحن الآن في مستهل الموسم والمدرب الجديد كارلو أنشيلوتي يتعمد إخراجي كل مباراة في بداية الشوط الثاني.. يبدو أنه تلقى تعليمات من الرئيس بذلك.
مصطفى أوزيل: أرأيت؟ المتعجرف خلف كل المصائب دائما.
مسعود: نعم يا أبي، هو خلف كل المصائب دائما، وهو من ركل الباب وأهانه في مكتبه، وهو من أدار المفاوضات بغضب!
مصطفى أوزيل: في النهاية تقول إنني السبب في وضعك، وأنا من رفض رفع راتبك لما تستحقه! وأنا من يجعل بينك وبين نجم الفريق الأول فارقا في الراتب يصل إلى 15 مليونا على الأقل! أحسنت يابني.
مشهد (4)
المكان: مطار مدريد
مسعود أوزيل يرتدي نظارته في الطائرة المتجهة إلى لندن، وعينه موجهة صوب سماء العاصمة، يتذكر لحظات سعادة أمضاها فوق العشب الأخضر للبرنابيو.
عناق بينه وبين كريستيانو رونالدو يظهر في مخيلته، ولحظة أخرى يركض فيها خلف كريم بنزيما لإرسال تمريرة ساحرة له، وصورة يقفز فيها دي ماريا لعقله وهو يهمس في أذنه لمشاركته في خدعة فنية داخل أرض الملعب.
الصور واللحظات تقفز أمام العينين المختبئتين خلف نظارة سوداء، أخفت دموعا تنسال حزنا على مغادرة الأرض التي أحبها وحمل فيها قميصا لن يقدر على نسيانه حتى الممات.
سيناريو تخيلي ممزوج ببعض الوقائع التي تسببت في رحيل مسعود أوزيل عن ريال مدريد.
قد يعجبك أيضاً



