إعلان
إعلان

قصة بطل: إيطاليا 1934.. لقب أول مثقل بفساد الفاشية

KOOORA
06 يونيو 201807:27
المنتخب الإيطالي

كان مقدّرا لإيطاليا الفوز بلقب كأس العالم 1934 على أرضها، فقد كانت القوة الأبرز في كرة القدم الأوروبية خلال تلك الفترة، كما أنها تمتّعت بدعم أنصارها، والحكومة الممثلة في الزعيم الفاشي بينيتو موسيليني.

وبعدما رفضت المشاركة في النسخة الأولى من كأس العالم العام 1930، حظيت إيطاليا بشرف استضافة النسخة الثانية، وسط مساعي موسيليني لاستخدام كرة القدم للترويج للنظام الفاشي المستبدّ الذي لاقى انتقادات واسعة في أرجاء القارة الأوروبية.

كان موسيليني يدرك جيّدا النمو المطّرد في شعبية كرة القدم بالبلاد، فاستخدمها كأداء لكسب محبّة الناس، وعيّن البولوني الفاشي المتشدّد ليوناردو أربيناتي كرئيس للاتحاد المحلّي.

ووصل المنتخب الإيطالي إلى نصف نهائي دورة الألعاب الأولمبية العام 1928 قبل أن يخسر أمام أوروجواي، ثم تخطى المنتخب المصري بنتيجة 11-3 ليطوّق أعناق لاعبيه بالميدالية البرونزية.

وحصل الأزوري على الاستعداد الأمثل لاستضافة النهائيات العالمية، بعدما فاز ببطولة منتخبات وسط أوروبا المكوّنة من 5 فرق.

قاد منتخب إيطاليا حينها المدرّب فيتوريو بوزو، الذي يعتبر من أفضل المدرّبين في الكرة الإيطالية، ووضع بوزو ثقته في مجموعة من اللاعبين أصحاب القدرات المتنوّعة، يقودهم أسطورة إنتر ميلان جيوزيبي مياتزا الذي توّج هدّافا للدوري الإيطالي في 3 مناسبات، ولا يزال يسمّى ملعب مدينة ميلانو باسمه حتى يومنا هذا.

وهناك أيضا أنجيلو شيافوني الذي أحرز 4 أهداف في النهائيات، إضافة إلى لويس مونتي الذي سبق له تمثيل المنتخب الأرجنتيني في نهائيات كأس العالم 1930.

قدّم المنتخب الإيطالي أداء قويا في الدور الأوّل، بعدما سحق منتخب الولايات المتحدة 7-1، وأحرز شيافوني في تلك المباراة ثلاثية، لينتقل الفريق إلى الدور ربع النهائي، وترافقه حملة من الاتهامات بشأن التأثير على أداء الحكّام.

ولعبت إيطاليا أمام إسبانيا في دور الثمانية، وحفلت المباراة بمشاهد عنيفة بين اللاعبين، الأمر الذي تسبّب بإصابة الحارس الإسباني العملاق ريكاردو زامورا، ورد الإسبان بكسر ساق الإيطالي ماريو بيتزولو الذي لم يلعب بعدها على الإطلاق لصالح منتخب بلاده.

انتهت المباراة بالتعادل 1-1، لتقام مباراة إعادة في اليوم التالي، وحسم مياتزا المواجهة بهدف نظيف، وسط احتجاج ‘سباني على أداء التحكيم.  

في الدور نصف النهائي، تقابل المنتخب الإيطالي مع نظيره النمساوي الذي كان من أبرز المرشّحين للمنافسة على اللقب، وأشارت التقارير إلى ان موسوليني تناول طعام العشاء مع الحكم السويدي إيفان إكليند الذي أدار مواجهة نصف النهائي، قبل يوم من موعدها المقرّر، ما رسم شكوكا حول نزاهة الحكم.

ضمت صفوف المنتخب النمساوي حينها على المهاجم المرعب جوزيف بيكان الذي أحرز 805 أهداف في 530 مباراة بمسيرته.

وظل هذا اللاعب يردّد حتى مماته في العام 2011، بأن الحكم إكليند تلقّى رشوة، وكان له ما يبرّر ادّعاءاته، لأنّه أرسل كرة من الجناح الأيمن، قطعها الحكم برأسه (بطريق الخطأ)، كما أن هناك شكوكا حول صحّة هدف إيطاليا الوحيد في المباراة بداعي تسلّل صاحبه إنريكي جوياتا، كما أن الحارس النمساوي تم دفعه بشكل غير قانوني في لقطة الهدف.

وهناك دليل آخر محتمل على فساد مونديال 1934، بعدما تقرّر أن يدير إكليند المباراة النهائية لإيطاليا أمام تشيكوسلوفاكيا، حتى أن الحكم السويدي شوهد قبل المباراة في مقصورة الملعب الفاشي، لكن مجريات المباراة لم تدل على وجود تلاعب، بعدما تقدّمت تشيكوسلوفاكيا بهدف أنتونين بوك، قبل أن يحرز مومو أورسي هدف التعادل لصاحب الأرض، ليتم الاحتكام إلى التمديد الذي سجّل خلاله شيافوني هدف الفوز واللقب.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان