إعلان
إعلان

قصّة بطل: أوروجواي 1930.. مدرب شاب وهدّاف مبتور الساعد

KOOORA
21 مايو 201810:32
منتخب أوروجواي

يبلغ عدد سكّان أوروجواي 3.3 ملايين نسمة، وهي ثاني أقل دول أميركا الجنوبية سكّانا، لكن لديها تاريخ عريق في كرة القدم، بعدما استضافت أول نسخة من بطولة كأس العالم 1930، وأحرزت لقبها بعد الفوز على الأرجنتين في المباراة النهائية بنتيجة 4-2.

وتمكّن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم حينها، الفرنسي جويل ريميه، من الحصول على الدعم المطلوب لتحويل فكرته بشأن إقامة بطولة عالمية على مستوى المنتخبات إلى أمر واقع، وبقي فقط تحديد البلد المضيف.

وفي النهاية، وقع الاختيار على أوروجواي، لما تمثّله كرة القدم من أهمية كبيرة في البلاد، خصوصا بعد فوزها بذهبية اللعبة في آخر دورتين أولمبيتين.

ورغم احتفاظه بمعظم لاعبيه الذي أحرزوا الذهبية الأولمبية قبل عامين على انطلاق كأس العالم الأولى، لم يكن منتخب أوروجواي ضمن المرشّحين للقب، لأن جاريه البرازيل والأرجنتين كانا يتمتّعان ببطولات محلّية أقوى بكثير.

حلت أوروجواي في مجموعة تضم كل من رومانيا وبيرو في الدور الأول، وفي المباراة الأولى، قدّمت مباراة مخيّبة للآمال أمام بيرو التي انتهجت أسلوبا دفاعيا بحتا، وفازت صاحبة الأرض على ملعب "سينتيناريو" بهدف نظيف أحرزه هكتور كاسترو، وهو لاعب بتر ساعده الأيمن بطريق الخطأ عن طريق منشار كهربائي وهو في الثالثة عشرة من عمره.

شنّ الإعلام والجمهور المحلّي، هجوما كبيرا على منتخب أوروجواي، وطالباه بأداء أفضل في المباراة الثانية أمام رومانيا، وهو ما تحقّق عن طريق رباعية نظيفة تناوب على تسجيلها كل من بابلو دورادو وخوان أنسيلمو وبدرو كاي، إضافة إلى نجم أسطوري كتب اسمه في سجلّات تاريخ الكرة الأوروجويانية والعالمية.

ولد هكتور سكاروني في العام 1898، وقضى 3 فترات مختلفة مع الفريق المحلّي ناسيونال، ورغم تمثيله 3 فرق أخرى، فإنه حصل على ألقابه الثمانية في الدوري ناسيونال، وكان سكاروني أيضا من أوائل لاعبين أميركا الجنوبية الذين ينتقلون لصفوف برشلونة الإسباني، وحدث ذلك في العام 1926.

غير أنّه فشل في التأقلم هناك، وقضى موسما واحدا فقط، إلّا أنه عاد ليجرّب حظّه خارج البلاد مع إنتر ميلان وباليرمو في إيطاليا، قبل أن يتحوّل إلى مجال التدريب، ويشرف على ريال مدريد.

وتأهّل متصدّر كل مجموعة في الدور الأول، إلى نصف النهائي، فحلّت أوروجواي في مواجهة صعبة أمام يوغسلافيا التي تصدّرت مجموعتها على حساب البرازيل وبوليفيا، هذه المباراة لم تكن سهلة على البلد المضيف، لأن صفوف الخصم احتوت على لاعبين مميّزين، يعتبر المهاجم بلاجويي ماريانوفيتش أبرزهم، وهو الذي أحرز 575 هدفا لفريقه بي اس كاي بيوجارد.

?i=corr%2f52%2fkoo_52984

إلا أن "لا سيليستي" سحق خصمه الأوروبي في النهاية بنتيجة 6-1، وأحرز كاي ثلاثية، وأضاف أنسيلمو ثنائية، وسجّل سانتوس إيريارتي الهدف المتبقّي.

تحوّلت الانتقادات إلى إشادات واسعة بعد انتهاء المباراة، لكن المهمّة لم تنته بعد، حيث كان على أوروجواي اجتياز الأرجنتين في المباراة النهائية، وشاءت الصدف أن تتأهّل الأخيرة إلى النهائي بفوزها بنتيجة 6-1 أيضا على الولايات المتحدة.

توقّعت الصحافة الأرجنتينية أن يفوز منتخب بلادها باللقب، لكن أوروجواي أرادت تحقيق انتصار يحمل معان عديدة أمام جارتها الأكبر مساحة والأكثر قوة اقتصاديا، ومع اقتراب موعد المواجهة، تواجدت قوّات أمن إضافية حول ملعب "سينتيناريو".

وفاجأ مدرب أوروجواي، ألبرتو سوبيتشي، النقاد حينها، بانتهاج خطة دفاعية للحد من قدرات الأرجنتين الهجومية، كان سوبيتشي يبلغ من العمر حينها 31 عاما، وأخبر لاعبيه بأنه مقتنع بقدرتهم على إحراز اللقب "من أجل أوروجواي".

وبعد 12 دقيقة على صافرة البداية، أحرز دورادو هدف أوروجواي الأول، غير أن الأرجنتين أسكتت الجمهور الصاخب بهدفين، لينتهي الشوط الأول لصالحها بنتيجة 2-1.

وانتفضت أوروجواي في الشوط الثاني، مستغلّة انخفاض المستوى البدني للاعبي الفريق الخصم، فأحرزوا ثلاثية حملت توقيع كيا وإيريارتي وصاحب الذراع الواحدة كاسترو، لتنطلق الاحتفالات في مونتيفيدو وكافة أرجاء البلد الصغير الذي أحرز اللقب مرة أخرى بعد 20 عاما في البرازيل.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان