إعلان
إعلان

قبل إعلان وفاة كرة القدم!

د.محمد مطاوع
11 يوليو 202403:19
mohammad mutawe

في تصريحاته المثيرة، قال الأرجنتيني ماريو بيلسا مدرب منتخب الأوروجواي، إن كرة القدم بدأت تفتقد للجاذبية، وأنها تحولت لمجرد سلعة تجارية يتضخم فيها الجمهور في الوقت الذي تتراجع فيه فنيات الكرة، وتقل المواهب الحقيقية التي تستحق المتابعة.

وتأتي تصريحات المدرب الخبير، في الوقت الذي تابعنا فيه المستوى البائس لأهم بطولتين بعد كأس العالم، كأس الأمم الأوروبية، وكأس كوبا أميركا، بعيدا عن الأرقام غير المسبوقة في الحضور الجماهيري والبث الفضائي.

قد يكون بيلسا علق الجرس، ووضع الأمور في نصابها، مطالبا بالتحرك سريعا لإنقاذ كرة القدم الجميلة، التي بدأت تحتضر، ودلائلها واضحة على الأرض، ولا يحتاج الأمر للكثير من التمحيص والتدقيق، فيكفي مشاهدة المنتخب البرازيلي في كوبا أميركا، والمستوى الهزيل الذي ظهر عليه، والذي دفع أساطيرا للسامبا مثل رونالدينيو ورونالدو، لإعلان مقاطعتهم لمشاهدة مباريات المنتخب، وتوجيههم سهام النقد إلى نجومه الذين تحولوا إلى رجال أعمال وعارضي أزياء.

ولم يكن مستوى بقية منتخبات أميركا الجنوبية بأفضل حال من البرازيل، فالمستوى العام للبطولة منخفض للغاية، وفنون الكرة التي كان عشاقها يمنون النفس بالاستمتاع بها تلقوا صدمة عنيفة بسبب ما شاهدوه من ضعف تكتيكي وفقر فني، إلى جانب الإشكاليات الكبيرة داخل وخارج الملعب من اللاعبين والجمهور على حد سواء.

وهناك في ألمانيا، شهد جميع الخبراء على أن كأس أوروبا الحالي يعتبر من أضعف النسخ في التاريخ، ومثّل صدمة حقيقية للجمهور الذي يترقب هذه البطولة باعتبارها الأكثر رقيا وجمالا، وتضم أفضل وأغلى نجوم الكرة الأرضية، لكن ما حدث على أرض الواقع كان هو العكس تماما، حيث قدمت المنتخبات الطامحة مثل تركيا وسويسرا وصربيا وسلوفاكيا، مستويات أكثر قوة من قوى القارة التقليدية، التي وصلت في النهاية لنصف النهائي، باستثناء المنتخب الإسباني الذي قدم نفسه بقوة ن خلال نجومه الشباب الذين مُنحوا كل الثقة للتعبير عن قدراتهم وإمكانياتهم فوصلوا للمباراة النهائية لمواجهة القاطرة الإنجليزية.

باعتقادي، كلمات بيلسا، وما تفيض به تحليلات الخبراء في البطولتين، يجب أن تكون مثار بحث ودراسة سواء من الاتحادات المعنية أو الفيفا، لإيجاد الحلول للإشكاليات التي ظهرت في البطولتين، سواء الفنية أو التنظيمية، قبل استفحال الأمر، كذلك ينبغي إعادة النظر في عدد المباريات التي يخوضها اللاعبون سنويا، بتحديد سقف لا يمكن تجاوزه، كما هو الحال في ساعات العمل الأسبوعية التي تفرضها القوانين، وإيجاد الحلول لتضخم أسعار تذاكر دخول المباريات ومعها ارتفاع قيمة الاشتراك لمتابعة المباريات، لإعادة اللعبة لأهلها، وعدم اقتصارها على الأغنياء كما قال المدرب الأرجنتيني.

كرة القدم تحتضر، رغم زيادة الأرباح والجماهيرية، ولكنها قد تكون فقاعة قابلة للانفجار في أي وقت، وهو ما حذر منه بيلسا قبل فوات الأوان.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان