
لا يمكن لأحد أن ينكر التطور الكبير الذي شهده ريال مدريد في حقبة فلورنتينو بيريز منذ توليه رئاسة النادي عام 2000 حتى الآن، فالرجل نقل الريال من مرحلة الأزمة والديون ليجعله الأغنى في العالم بقيمة سوقية – وفقا لفوربس- بلغت حاليا ما يزيد على 3 مليارات دولار.
فلورنتينو بيريز يبدو عقلية اقتصادية مهمة وتطوره الشخصي يشير إلى كفاءة في هذا الجانب، وتدريجيا يقترب شيئا فشيئا من عدد بطولات الرئيس الأبرز في تاريخ الريال، سانتياجو برنابيو، لكن بعيدا عن البطولات، وتلك النقلة الاقتصادية، فإن شخصيته وأسلوبه وإن تغير في تفاصيل صغيرة، يبقى ثابتا. بيريز هو نفسه الرجل الفردي الذي يريد أن يكون وحيدا في صورة لامعة، يزين خلفيتها ريال مدريد، واسمه الذهبي الذي يطوع له كل شيء.
منذ ظهوره الأول بضجة فيجو التي غيرت تاريخ وملامح المنافسة في الكرة الإسبانية للأبد، يريد رئيس الريال دائما أن يحقق إنجازات عاجلة وسريعة، وخطته واحدة لا تتغير، البحث عن أبرز الأسماء اللامعة وضمها للفريق، لذلك يكون اهتمامه دائما مركزا على البناء الصعب من القمة لا من القاعدة، وبالتالي لم يتمكن رجل العقارات الشهير من تحقيق الاستمرارية والهيمنة، على مدار 16 عاما ترأس فيها النادي الملكي، كما فعل برشلونة، فكل ما تحقق رياضيا في عهده لا يبدو مرتبا، أو بتخطيط مسبق.
بيريز حقق 24 بطولة مع الريال حتى الآن، لكن بوصلته تسير دائما في اتجاه واحد، تحقيق أكبر مكاسب مالية، لذلك نجد هناك فارق كبير بين الريال المحلي والريال القاري على صعيد البطولات.. الأخير حقق في عهد بيريز (بطفرات مفاجئة) 5 بطولات لدوري الأبطال، أما الأول ففي 16 عاما فاز بـالليجا 4 مرات فقط.
الأرقام (قاريا) تبدو كبيرة لكنها لا تكشف عن استمرارية أو خطة طويلة المدى لتحقيق الإنجازات، ومقارنة بالغريم برشلونة، يظهر القصد، فقد حقق الكتالوني في فترة بيريز نفسها 33 بطولة منها 4 ألقاب دوري الأبطال، وفاز بالدوري 9 مرات إلى جانب البطولات المحلية والقارية الأخرى.
لكن رغم ذلك يبدو أن شيئا ما تغير في السنوات الأخيرة وتحديدا بعد ثلاثية دوري الأبطال والوصول إلى اللقب 13، بيريز لم يعد شغوفا بالصراع على الصفقات الكبرى، وما حدث في الصيف يؤكد ذلك، رغم حاجة الفريق للتدعيم بعد الموسم الماضي الكارثي الذي يذكر بتداعي حلم الجالاكتيكوس، وتخبط الفريق قبل استقالته في 2006.
خطة رئيس الريال الجديدة تركز على المواهب الشابة والامتناع عن الدخول في أي مفاوضات قد تجر النادي لإنفاق خيالي، فعل ذلك في صفقة كورتوا، وهازارد، ومفاوضات بوجبا ونيمار الأخيرة توضح رؤيته، وهذا ما يظهر في الواجهة، وفي الحقيقة لم يتغير أي شيء فأنظار بيريز تحولت فقط لحلم آخر يأمل أن يضاهي به أيقونة الريال التاريخية سانتياجو برنابيو، هو ملعب الريال الجديد، تحفة معمارية ستبقى في تاريخ النادي طويلا لتذكر أنصار مدريد إلى جانب الألقاب القارية بفضل فلورنتينو بيريز.
** في حوار بين مدرب ليفربول يورجن كلوب وأسطورة الريدز روبي فاولر، قال الألماني إنه رفض عرضا من ريال مدريد بعد رحيله عن دورتموند، وأوضح: "بدا لي الأمر وكأني أتفاوض مع ناد لا يلعب كرة القدم، إذ وجدت أن التركيز فقط على الأرباح التجارية، فقلت هذه ليست اللعبة التي أحبها، لا يمكن أن تكون الأولوية (للأرقام والحسابات الاقتصادية)".
قد يعجبك أيضاً



