فان باستن: دي يونج مخيب للآمال مع هولندا بعكس برشلونة

انتقد الأسطورة الهولندي ماركو فان باستن، مهاجم ميلان التاريخي، أداء مواطنه فرينكي دي يونج، نجم وسط برشلونة، مع منتخب بلاده.

وكانت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، قد أفادت بأن دي يونج سيوقع عقدًا جديد مع برشلونة، يوم الأربعاء المقبل، سيكون ساريًا لمدة 4 سنوات أخرى، أي حتى صيف 2029.

الخطوة تحمل بعدًا ماليًا واضحًا من جانب برشلونة، إذ تتيح له إدارة أفضل لتوازنات الرواتب وهيكل الإنفاق في ظل سياسة ترشيد النفقات التي يتبعها النادي منذ عدة مواسم، في محاولة للالتزام بلوائح اللعب المالي النظيف التي تفرضها رابطة الدوري الإسباني.

وأعرب فان باستن، عن خيبة أمله في أداء دي يونج، مشيرًا إلى أنه توقع المزيد من الحركة للاعب برشلونة وقال: "توقعنا أن يُسرع فرينكي من وتيرة اللعب، لكنه لم يفعل، لقد وجدت ذلك مخيبًا للآمال".

وأضاف: "دور دي يونج هو نقل الكرة بسرعة من الخلف إلى الأمام، لكنه نادرًا ما كان يفعل ذلك، إنه لأمر مؤسف لأنه يمتلك الرؤية والمهارات اللازمة للقيام بذلك، يلعب بيدري أسرع ويخاطر أكثر في الهجوم، هذا ما نتوقعه من فرينكي".

وأتم: "في برشلونة، دي يونج أكثر إنتاجية لكن مع المنتخب الوطني يفعل كل شيء ببطء شديد".

وأوضحت الصحيفة، أن راتب دي يونج للفترة المتبقية من الموسم الحالي سيكون حسب الاتفاق القديم، بينما سيبدأ راتبه الجديد بدءًا من 1 يوليو/ تموز المقبل مع بداية موسم 2026/27.

ولفتت الصحيفة، إلى أن قيمة الشرط الجزائي في عقد دي يونج ستبلغ 500 مليون يورو بدلًا من الحالي الذي يُقدر بـ 400 مليون يورو.

وشارك دي يونج في فوز منتخب هولندا على فنلندا برباعية نظيفة، ضمن تصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم 2026.

ركيزة أساسية في مشروع فليك

منذ قدوم المدرب هانز فليك إلى برشلونة، فرض دي يونج نفسه كعنصر لا غنى عنه في منظومة الفريق، حيث يعتمد عليه بصفة أساسية في محور الارتكاز المزدوج إلى جانب الإسباني بيدري.

الثنائي يشكل القلب النابض لأسلوب اللعب الذي يقوم على الاستحواذ والسيطرة الذكية على وسط الميدان، وهو ما جعل دي يونج أحد الأعمدة الأساسية في فلسفة فليك التكتيكية.

فليك يرى في الدولي الهولندي لاعبًا يجمع بين الذكاء التكتيكي والهدوء تحت الضغط، إضافة إلى قدرته على كسر خطوط الخصم بتمريرات دقيقة من العمق. هذه الصفات جعلته أحد أكثر اللاعبين اتساقًا في الأداء خلال الموسم الحالي، رغم بعض الإصابات التي عانى منها في بداية العام الماضي.

وقد أبدى ديكو، المدير الرياضي لبرشلونة، دعمه الكامل لبقاء اللاعب في صفوف النادي، حيث قال في تصريح سابق لصحيفة "موندو ديبورتيفو": "فرينكي دي يونج لاعب أساسي في مشروعنا الرياضي، ليس فقط بسبب مستواه الفني، بل أيضًا لأنه يجسد القيم التي نريدها في برشلونة من التزام واحترافية وشخصية قيادية في غرفة الملابس".

Getty Images

المكاسب الإدارية والمالية

بعيدًا عن المستطيل الأخضر، يحمل تجديد عقد دي يونج مكاسب مالية واضحة، فالعقد الجديد لفرينكي دي يونج، بحسب المصادر الإسبانية، يتضمن شرطًا جزائيًا ضخمًا يقترب من 500 مليون يورو، ما يحمي النادي من إغراءات السوق ويُثبت أن اللاعب جزء أساسي من المشروع، لا ورقة قابلة للمقايضة.

كما أن إعادة هيكلة الراتب تسهّل على برشلونة التعامل مع قيود الرواتب المفروضة من رابطة الليجا، وتمنحه قدرة أكبر على تسجيل لاعبين جدد دون انتهاك اللوائح المالية.

ومن خلال هذه الخطوة، يجمع النادي بين الاستدامة الاقتصادية والاستقرار الفني، وهو توازن طال انتظاره في قلعة الكامب نو.

الأثر المعنوي والرمزي: هوية تتجدّد

في هذا الشأن، لا يمكن قياس الأثر المعنوي لمثل هذه الخطوات الإدارية بالأرقام، فتجديد دي يونج هو رسالة واضحة للجماهير: "برشلونة لا يتخلى عن فكره، بل يُطوّره".

ولا يعد الانتماء داخل برشلونة شعورًا عاطفيًا فحسب، بل امتداد لأسلوب كرة القدم الذي تربت عليه أجيال كاملة من عشّاق البلوجرانا.

فهنا لا يمنح الانسجام بين دي يونج وبيدري الفريق أداءً متوازنًا فقط، وإنما يُعيد له تلك الشخصية المفقودة التي كانت عنوانًا لعصر ذهبي.

واليوم، ترى الجماهير فيهما ما كانت تراه في تشافي وإنييستا بالأمس، والفارق الوحيد أن هذه المرة برشلونة يريد أن يتعلّم من دروس الماضي، ويحافظ على استقراره قبل أن يُضطر للبحث عن بدائل.

يبقى التحدي الأكبر أمام برشلونة هو القدرة على الحفاظ على هذا الانسجام وسط ضغط المباريات وتعدد البطولات، لأن الإرهاق والإصابات لطالما كانت العدو الأول لبيدري ودي يونج في المواسم الماضية.