
أثبت إرنستو فالفيردي مرة جديدة، بأنه لا يصلح لقيادة فريق بحجم برشلونة، بنجومه وجماهيره وإمكانياته الكبيرة، وأن أفضل ما يناسبه قيادة فرق الوسط أو الدرجات الأدنى.
لا نقول هذا من منطلق تعصب أو مشاعر شخصية تجاه الرجل الذي يظهر بقسمات طيبة، ويحرص على التحدث بكل جرأة بعد كل خسارة، والبسمة والأمل لا يفارقانه مهما كانت النتيجة.
الأفعال تؤكد الأقوال، وأفعال فالفيردي مع برشلونة باتت خطرا على الفريق، أكثر من تكتيكات الخصوم، الذين باتوا ينتظرون هفوات المدرب، للإجهاز على الفريق وتمزيق شباكه.
مباراتان خلال أسبوع، تكرر فيهما ذات الخطأ الكارثي، الأولى أمام إسبانيول متذيل الترتيب و(حصالة) الفرق، والتي خرج فيها متعادلا بدلا من الفوز وتأمين الصدارة على حساب الغريم التقليدي ريال مدريد، فالكارثة حلت بالفريق بعد طرد المدافع دي يونج، حيث كان ينبغي سحب المهاجم لويس سواريز، والزج بالمدافع أومتيتي للتغطية مع بيكيه ولنجليت، لتعويض الثغرة التي أحدثها يونج، والحفاظ على التقدم 2-1، لكنه فضل سحب جريزمان الذي كان أكثر نشاطا في المنطقة اليسرى، والزج بسيميدو ليلعب في المنطقة اليمنى، فكانت النتيجة هدفا من المنطقة اليسرى، بل وكاد أن يخرج إسبانيول فائزا.
بالأمس في مباراة أتلتيكو مدريد، فشل فالفيردي في استثمار السيطرة المطلقة، للخروج بغلة وفيرة من الأهداف في الشوط الأول بالإصرار على ذات النهج من التمرير القصير وسط غابة سيقان لاعبي أتلتيكو مدريد، تاركا حلول الأطراف والتفريغ من أجل استثمار سلاح التسديد دون جدوى، لتظهر الدقائق الأخيرة التي باتت مقتل الفريق الكتالوني، ومعها يبدو أن مدربه يغيب عن الوعي للحظات تكون صاعقة للفريق.
تغييرات سيميوني التكتيكية التي شدد فيها الحضور في منطقة العمق الهجومي، قابلها فالفيردي بإطلاق الرصاصة الأخيرة على دفاعات الفريق بسحب كل من بوسكيتس ودي يونج، وتفريغ منطقة العمق الدفاعي، والتي تحولت لمسرح لألعاب بدلاء أتلتيكو الذين نجحوا في قلب النتيجة بلمحة من البصر وبنفس الطريقة، كرة تكسر الساتر الدفاعي الوهن، وتكشف مرمى الحارس البديل نيتو، وتطيح بشباك الفريق.
فالفيردي صنع ريمونتادا جديدة لخصوم برشلونة، وقد يدخل التاريخ بثلاث ريمونتادات الأولى في إيطاليا لمصلحة روما في ربع نهائي دوري أبطال 2018، والثانية في ليفربول في نصف نهائي الأبطال الأخير، والثالثة في جدة بالمملكة العربية السعودية في نصف نهائي السوبر الإسباني.
باعتقادي تتحمل إدارة برشلونة كامل المسؤولية عما يحدث في الفريق، فالتعاقد مع مدرب بهذا الفكر والوهن التكتيكي والإصرار عليه، وتغييبه عن التعاقدات في الفريق، وإخضاعه لإملاءات الإدارة مع بعض اللاعبين كما حدث في عقد فيدال الذي يستوجب مشاركته في شوط كامل على الأقل للحصول على مكافأته، كلها تكشف أن بقاء فالفيردي مصلحة مشتركة للمدرب والإدارة، في مقابل ضياع الألقاب واحدا تلو الآخر، تحت ناظري جمهور الفريق الذي يتحسر على أيام جوراديولا وإنريكي، حيث كان حسم اللقب مجرد قرار لا أكثر.
الأخبار تقول أن الإثنين القادم سيحسم مصير فالفيردي، وباعتقادي أن من أبقى فالفيردي بعد كارثتي روما وليفربول، سيبقي عليه بعد كارثة جدة، لاستكمال أجندة خفية، قد نتعرف عليها بعض ضياع الموسم بأكمله، ورحيل إدارة بارتوميو..التي يشار لها بأصابع الاتهام، وتتحمل المسؤولية الكبرى عما يحدث داخل أسوار البارسا.
قد يعجبك أيضاً



