EPAللنسخة الثانية على التوالي، سيكون على المنتخب البرازيلي خوض فعاليات بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) بدون المهاجم الفذ نيمار دا سيلفا أبرز نجوم الفريق.
ويواجه المنتخب البرازيلي لكرة القدم اختبارًا صعبًا للغاية عندما يخوض فعاليات النسخة الـ46 من البطولة والتي تستضيفها بلاده خلال حزيران / يونيو الحالي.
وتمثل هذه النسخة اختبارًا في غير محله وبتوقيت غير مناسب بالنسبة لراقصي السامبا لأنها قد تضاعف محنة المنتخب البرازيلي في هذه الفترة العصيبة.
ورغم مرور نحو 5 أعوام كاملة، لم يضمد المنتخب البرازيلي بعد جراحه الناجمة عن هزيمته الثقيلة 1 / 7 أمام نظيره الألماني في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.
اختبار مضاعف
ويضاعف من صعوبة الاختبار على راقصي السامبا أن الفريق سيخوض هذه البطولة في غياب نيمار مهاجم باريس سان جيرمان.
وقبل 3 سنوات، رفض برشلونة الإسباني مشاركة نيمار مع منتخب بلاده في النسخة المئوية من كوبا أمريكا والتي استضافتها الولايات المتحدة عام 2016 حيث كان نيمار لاعبا في برشلونة آنذاك.
وأكد برشلونة وقتها رفضه مشاركة اللاعب في بطولتين متتاليتين خلال فترة عطلته الصيفية.
ولهذا، غاب اللاعب عن صفوف السامبا في كوبا أمريكا ليحصل على الفرصة الكافية للراحة قبل المشاركة مع المنتخب الأولمبي في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو 2016) والتي قاد فيها منتخب بلاده للميدالية الذهبية لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخ الدورات الأولمبية.
ثم جاءت الإصابة التي تعرض لها اللاعب الأسبوع الماضي خلال مباراة المنتخب البرازيلي الودية أمام نظيره القطري لتحرم نيمار من المشاركة في كوبا أمريكا 2019 .
أكثر الخاسرين
وينتظر أن يكون أكثر الخاسرين من غياب نيمار هو تيتي المدير الفني للمنتخب البرازيلي نظرا لعدم وصول الفريق حتى إلى الدور قبل النهائي في مونديال 2018 رغم نجاحه في إعادة الفريق نسبيا إلى تقديم أسلوب اللعب الجمالي.
وفي ظل غياب المواهب المؤثرة عن صفوف السامبا في السنوات الأخيرة، برز نيمار كنجم وحيد للفريق لكن الإصابة التي حرمت فريقه من جهوده في قبل نهائي المونديال 2014، حيث ودع راقصو السامبا المونديال على أرضهم بفضيحة كبيرة.
والحقيقة أن غياب نيمار عن صفوف المنتخب البرازيلي يكشف المحنة التي يعيشها منذ سنوات، ولكن المنتخب البرازيلي يحتاج أولا إلى تعريف الداء لإيجاد الدواء المناسب له.
أخر الأجيال الذهبية
ولكن على ما يبدو أن بطولة 2002 كانت نهاية سطوع المواهب البرازيلية وتألق المنتخب البرازيلي حيث سقط الفريق في دور الثمانية بالنسختين التاليتين في 2006 بألمانيا و2010 بجنوب أفريقيا.
ورغم بلوغه المربع الذهبي في 2014 على أرضه ووسط جماهيره، مني المنتخب البرازيلي بهزيمة مخزية 1 / 7 أمام نظيره الألماني، وفي العام التالي خسر السيلساو بقيادة مدربه كارلوس دونجا صدمة جديدة وتعرض لخيبة أمل كبيرة بالخروج من دور الثمانية لكوبا أمريكا 2015 في تشيلي على يد منتخب باراجواي.
ولم يستطع عبور الدور الأول (دور المجموعات) في نسخة 2016 قبل أن يسقط في دور الثمانية لمونديال 2018.
ولكن الفريق حاليا قد يكون أكثر استقرارا حيث ظل تيتي مدربا للفريق رغم الخروج من دور الثمانية بمونديال 2018 في روسيا.
نفض الغبار
وكانت الألقاب الخمسة التي أحرزها المنتخب البرازيلي في بطولات كأس العالم، سببًا في أن يكون للبرازيل الحق في أن تطلق على نفسها لقب "بلد كرة القدم" ولكن قد تحتاج إلى وقت طويل لاستعادة هذا اللقب.
ورغم ظهور بعض المواهب الشابة حاليا والتي تستطيع إعادة بعض البريق لراقصي السامبا مثل فينيسيوس جونيور نجم ريال مدريد، الذي لم ينضم لقائمة الفريق في كوبا أمريكا، وجابرييل جيسوس مهاجم مانشستر سيتي الإنجليز ، ما زال المنتخب البرازيلي بحاجة إلى الوقت وإلى دفعة قوية يثبت بها قدرته على استعادة بريقه.
وفي غياب نيمار ، سيعتمد تيتي على الدمج بين عناصر الخبرة والنجوم الشابة بالفريق حيث يضم الفريق عددا من اللاعبين المخضرمين مثل داني ألفيش قائد الفريق، وكذلك تياجو سيلفا وويليان.
وإلى جانب أصحاب الخبرة الكبيرة ، يتألق عدد من نجوم جيل الوسط مثل فيليب كوتينيو وروبرتو فيرمينو وكاسيميرو والعناصر الشابة الواعدة مثل أرثر وجابرييل جيسوس.
ويخوض المنتخب البرازيلي فعاليات الدور الأول للبطولة ضمن مجموعة متوسطة المستوى تضم معه منتخبات فنزويلا وبوليفيا وبيرو لكنه يحتاج إلى ضربة بداية قوية من أجل اكتساب الثقة ومصالحة الجماهير.
قد يعجبك أيضاً



