إعلان
إعلان

غوارديولا.. "فلسفة زائدة" كالعادة!!

محمد الحتو
18 أبريل 201909:35
46762104_366018927478342_3295771806312431616_n

فلسفة زائدة.. جنون مدرب.. أخطاء متكررة.. تهور هجومي -سمها ما شئت- في النهاية تسبب الإسباني بيب غوارديولا بخروج مبكر لفريق بحجم "القمر السماوي" من الباب الضيق لدوري أبطال أوروبا، ليس على يد فرق كبيرة بقيمة برشلونة وريال مدريد وبايرن ميونيخ ويوفنتوس، وإنما توتنهام الذي بلغ المربع الذهبي للمرة الأولى منذ عام 1962!!.

"الفيلسوف" الغائب عن منصة التتويج القارية منذ 2011 حين ظفر باللقب مع برشلونة أو بالأحرى مع ميسي وانييستا وتشافي، استمر في ارتكاب أخطاء قاتلة في مواجهتي توتنهام ذهاباً وإياباً، ففي اللقاء الأول، خارج أرضه، صدم المراقبين بالإبقاء على دي بروين وساني في الاحتياط وانتظر حتى الدقيقة 89 للدفع بهما رغم تأخر بهدف!! التشكيلة كانت غريبة، والخروج خاسرا دون أن تسجل سبب قوي للإخفاق!.

وفي الإياب، لم يتعلم المدرب الإسباني من خطأه وأبقى على ساني "نيمار المنضبط فنياً" حبيس الدكة، ومارس هوايته في الهجوم الصارم، فاندفع بلا مهام دفاعية، وأطلق العنان للظهيرين ميندي ووالكر للتقدم، ضاربا بعرض الحائط أهم مبدأ بكرة القدم وهو "احترام الخصم" فجاء العقاب سريعاً من لاعب آسيوي (الكوري الجنوبي سون) الذي دك مرمى السيتي بهدفين كشفا عمق الخلل في المنظومة الدفاعية التي لم يضف لها غوارديولا شيئا منذ وصوله إلى مانشستر، إذ لم نلمس تطوراً في الشق الدفاعي لشكل "السيتيزن"، كيف لا؟
وأخطاء كل موسم تتكرر، دون تدخل فني أو سماع صوت "بيب"!! فهل يعقل أن يسجل سون في مرمى سيتي ثلاثة أهداف في مباراتين؟ أين غوارديولا من علاج الأخطاء ووصفة ضبط تحركات الكوري؟!.

ولكم أن تتخيلوا بأن فتى غوارديولا المدلل، المدافع الفرنسي ايميريك لابورت أصبح أول لاعب في تاريخ دوري الأبطال يتسبب في هدفين ضد فريقه من خطأيين دفاعيين في مباراة واحدة! حدث ذلك بالأمس أمام توتنهام نتيجة الحالة الهجومية الهستيرية وغير العقلانية التي لا مفر من تزامنها مع أخطاء دفاعية شابها سوء تمركز وتغطية!.

من البديهي، عندما لا تتقيد تكتيكياً من الناحية الدفاعية، وترمي بثقلك للأمام، فإنك ستزيد نسب تهديدك لمرمى الخصم، وتسجل أربعة أهداف كما فعل غوارديولا بالأمس، وربما أكثر، لكنك حتماً ستكون أكثر عرضة من غيرك لاستقبال الأهداف لاسيما حين تواجه فرقاً لديها مهاجمين أكفاء يحسنون استغلال أنصاف الفرص، لذا المعادلة محسومة، ستصبح فرصة تأهلك ضعيفة بحسابات فارق الأهداف! وإلا كيف تفسرون استقبال فريق "الفيلسوف" لثلاثة أهداف على أرضه وبين جمهوره في بطولة يعني فيها الهدف الواحد الكثير؟!.

أتساءل، لو خيّر غوارديولا بين كرة هجومية ممتعة تبعده عن لقب الأبطال، أو أخرى أقرب للعقل والاتزان الدفاعي والهجومي تقل فيها المتعة لكن يتحقق فيها التأهل وحلمه الغائب، ماذا سيختار؟.

غوارديولا فشل في دوري الأبطال للمرة السادسة على التوالي مع سيتي وقبله بايرن ميونيخ، وإذا بقي مصراً على فلسفته ستبقى فريسته بعيدة المنال!.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان