غلطة العمر !..

ما الذي جعل اللاعب محمود بن حليب يصرح لوسائل الإعلام المغربية بأنه أرتكب غلطة العمر بمجيئه إلى ليبيا، ولن يعود إليها حتى وأن أعطيت له أموال الدنيا كلها، يبدو أن هناك أمر جلل ألم به ولكنه لا يريد أن يفصح عن ذلك؟.

لقد أصبحت بلادنا بيئة نافرة وطاردة، ومكان موحش يخشاه الكثيرين، تصريحات بن حليب لم تكن مفاجئة بالنسبة لنا نحن الليبيون؛ الأدرى بأحوالنا وما آلت إليه البلاد بسبب خلافات السياسيين، ونفوذ بعض الدول وتأثيرها بشكل مباشر وغير مباشر على السيادة الوطنية وعلى كافة مناحي الحياة ؛ سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والرياضة ليست بمنأى عن كل هذه التجاذبات.

لا يمكن لوم اللاعب المغربي محمود بن حليب على التصريحات التي أدلى بها في برنامج "غلطة العمر على" قناة tele maroc، بقدر لومنا على أنفسنا و فشلنا الذريع وعدم قدرتنا على النهوض بكرة القدم الليبية، رغم إمكانيات وقدرة الدولة على سن لوائح وقوانين صارمة وتوفير ميزانيات ضخمة تجعل من الرياضة مشروع وطني متكامل الأركان.

هذه الظاهرة ليست حكراً على أهلي بنغازي، حيث سبق وأن تكرر نفس السيناريو مع أهلي طرابلس في موسم 2013/2014 مع لاعب الوسط المصري أيمن حفني الذي غادر صفوف الفريق بدون سابق إنذار، وسيستمر مسلسل هروب المحترفين في الدوري الليبي ما لم يتم وضع شروط صارمة تجعل اللاعب يفكر ألف مرة قبل أن يعزم على الهروب.

هروب المحترفين الأجانب من دورينا، ظاهرة تستحق الوقوف عندها وتحليلها ومعرفة أسبابها ومعالجتها، فهي تكررت مع أهلي بنغازي ثلاث مرات خلال الخمس مواسم الماضية بدأت مع قلب الدفاع البروكينابي فاروقا كابوري والمهاجم النيجيري كوفري إيبونج موسم 2018/2019 وبن حليب لن يكون الأخير.