إعلان
إعلان

عودة برشلونة

د.محمد مطاوع
25 فبراير 202201:29
mohammad mutawe

بسرعة لم يتوقعها حتى ساكن البيت الكتالوني، كان برشلونة يعود لعنفوانه، ويخلع عنه رداء الترهل والخذلان، لينطلق كالسهم في خاصرة كل من اعتبره لقمة سائغة، ويتحول من دور الضحية، إلى صاحب الكلمة والصوت الأعلى على البساط الأخضر.

كانت ليلة الخميس تحت أنظار مارادونا في الملعب الذي يحمل اسمه..كما غناها النجم العربي محمد عبده.."طرَّز بها نور القمر شط البحر.. والليل مِن فرحه عريس"، فكان برشلونة عريس الليلة، ونجومه أبطال لوحة ملحمية، على أرض نابولي، التي كانت قبل أيام تتوعد بانتزاع التأهل لربع نهائي الدوري الأوروبي والاحتفال باستمرار المشوار بين الجماهير الإيطالية المتحمسة.

خرج برشلونة من قمقم اختبأ فيه طويلا منذ موسمين، حيث تحول لمتلقي الضربات ومعتمدا على رد الفعل، في زمن مدربين لم يرتقوا لاسمه العريق ولا إنجازاته المحلية والأوروبية، حتى بوجود نجوم لهم وزنهم وفي مقدمتهم الأسطورة ميسي ومعه سواريز وجريزمان وبوسكيتس وشتيجن وبيكيه، ودي يونج، وفاتي، وحتى نجوم المستقبل مثل بيدري وجافي، فريق وضح أنه منهك من التعب، وغير قادر حتى على الوقوف أمام العواصف، فطأطأ رأسه كثيرا، وخذل عشاقه بخروج تلو الآخر من البطولات، وبدأ بتدمير تاريخ من الصمود على أرض الكامب نو، والانزلاق في موسم الخسائر من أمام فرق كانت تدخل منهزمة من البارسا قبل أن يطلق الحكم صافرة البداية.

أحدث رحيل ميسي هزة كبرى في البيت الكتالوني، وسبقها خروج سواريز بتوصية من المدير الفني السابق كومان، وبعدها إعارة جريزمان، مع استمرار غياب فاتي وديمبلي للإصابة، وتراجع مستوى هيكل الفريق المكون من بوسكيتس وبيكيه وشتيجن، وغياب الحلول الهجومية بالاعتماد على لاعبين لا يستحقون ارتداء قميص البلوغرانا مثل المهاجم ديباي وبرايثوايت، وحتى الصفقة المجانية أجويرو..وصل مصابا، وغادر الملاعب بعد خلل في القلب.. ليأتي الابن البار تشافي هيرنانديز لبيته وهو آيل للسقوط، ومهلهل الأركان.

حقق تشافي ما يشبه المعجزة وبسرعة أكبر من التوقعات، فالفريق الذي كان قابعا في المركز العاشر، بدأ يتسلق نحو الهدف المرصود وهو أحد مراكز القمة الأربعة، للعودة من جديد لدوري الأبطال، وحاول كل جهده للبقاء في دائرة التنافس في البطولة الأوروبية الأكبر، لكن الأدوات خذلته، ولم يسعفه الوقت في إدارة الدفة نحو تحقيق المطلوب في الجولتين الأخيرتين، فتعادل مع بنفيكا، وخسر من البايرن، ليحول وجهته نحو الدوري الأوروبي، وبشكل مهين قياسا بسمعة برشلونة وإمكانياته الكبيرة.

ورغم الإحباطات التي واجهها تشافي باستمرار غياب نجم المستقبل فاتي وقرار ديبملي بعدم التجديد، وحتى برايثوايت (المتواضع) غاب كثيرا للإصابة، إلا أنه بدأ بالتحرك لعملية (ترقيع) بصفقات مجانية بدأت بأداما تراوري رغم كل ما أحيط به من تشكيك قياسا بأرقامه المتواضعة في الدوري الإنجليزي، وأوباميانج الخارج من معارك مع مدرب آرسنال أرتيتا، ومعهم فيران توريس الذي سبق وأتم لابورتا استقطابه من السيتي إلى جانب المدافع جارسيا، علما بأنهما الأقل عطاء من الصفقات الجديدة حتى الآن.

استفاق هجوم برشلونة، وبدأ بدك حصون الفرق الأخرى، وظهرت ملامح قوته الحقيقية بعد أن سجل رباعية تاريخية بمرمى أتلتيكو مدريد ورغم التعادل المحبط مع اسبانيول في مباراة عصيبة، كرر ذات النتيجة مع نابولي على أرض الكامب نو بعد أن أهدر توريس جملة من الفرص السهلة، لكن ذلك كان دافعا له لتسجيل رباعية جديدة في مرمى فالنسيا، وتكرار المشهد على ملعب مارادونا في نابولي.

أصلح تشافي المنظومة الهجومية باستعادة ديمبلي الذي يحاول إثبات أنه ما زال نجما، وقد يكون للتحسن الكبير في نتائج الفريق دور في تغيير رأيه واتخاذ القرار بالبقاء في القلعة الكتالونية، ولعل التحسن الهجومي الكبير، بدأ بالتغطية على ضعف خط الدفاع ومن خلفه الحارس شتيجن الذي يعد الاستثناء الوحيد ففي الفريق، نظرا لافتقاده الثقة واستقبال شباكه أهدافا سهلة حتى على حارس مرمى ناشئ.

تشافي أعاد روح الانتصار للفريق، وبدأت أنامله ترسم أجمل اللوحات على أرض الملعب، بعد أن كان يصنع الفرجة بأقدامه كلاعب لا يشق له غبار..وبدأ يثبت أن اللجوء إليه كمنقذ في هذه الفترة الحساسة، رهان رابح من قبل لابورتا والإدارة الكتالونية.


إعلان
إعلان
إعلان
إعلان