عهود الألفي في حوار لكووورة: تطور السعوديات من أجمل الروايات الكروية

تعد عهود الألفي من السعوديات اللاتي مارسن كرة القدم قبل عصر الاحتراف، حيث بدأت مشوارها عام 2008 مع فريق "كينجز يونايتد"، أحد أقدم الفرق النسائية في جدة.

ومع تطور كرة القدم النسائية، واصلت الألفي رحلتها، حيث شاركت في دوري الدرجة الأولى السعودي للسيدات مع نادي سهم، في أولى نسخه (2023/2022)، قبل أن تحصد المركز الرابع مع نادي التقدم في الموسم التالي.

وفي الموسم الحالي، خاضت تجربة جديدة في دوري الدرجة الثانية مع نادي اليرموك، محققة المركز الثالث والميدالية البرونزية.

وبجانب تألقها في كرة القدم العشبية، برزت الألفي أيضًا في بطولات الصالات، حيث حملت شارة قيادة نادي سهم، في النسخة الأولى من البطولة السعودية عام 2023، لتكون من اللاعبات القلائل اللاتي جمعن بين اللعب على العشب وأرضيات الصالات.

وفي حوار خاص مع "كووورة"، تحدثت الألفي عن تجربتها الطويلة، والتحديات التي واجهتها، ورؤيتها لمستقبل كرة القدم النسائية في السعودية.

وجاء نص الحوار كالتالي:

- حدثينا عن تجربتكِ الطويلة مع كرة القدم النسائية في السعودية، من فريق كينجز يونايتد إلى نادي اليرموك؟

انضممت لفريق كينجز يونايتد منذ تأسيسه على يد الإعلامية ريما عبدالله، والحمد لله حققت إنجازات مع الفريق، منها حصولنا على المركز الثاني.

بعدها انتقلت إلى فريق سهم، وحققت إنجازًا أفتخر به، وهو أنني أول لاعبة سعودية تسجل سوبر هاتريك في الدوري السعودي النسائي.

لعبت لعدة فرق وحققت إنجازات، آخرها وصولنا إلى نصف النهائي مع اليرموك.

- ما هي التحديات التي واجهتكِ في مسيرتك الكروية الطويلة؟

واجهنا تحديات صعبة في السابق، لم يكن متوفرًا لنا أي شيء مقارنة بما هو متاح الآن.

لم تكن هناك ملاعب للبطولات أو حتى للتدريبات، وكانت الفرق تُدار بمجهودات شخصية، نظرًا لعدم اعتراف الاتحاد السعودي بالرياضة النسائية آنذاك.

لكن بفضل دعم الاتحاد السعودي وقيادتنا الحكيمة، تحقق حلمنا بإطلاق الدوري السعودي للسيدات.

- بحكم خبرتك ورحلتك الطويلة، ما هي الفروقات بين فترة المسابقات المناطقية ما قبل الاحتراف، وفترة الاحتراف الحالية؟

بالتأكيد هناك فارق كبير.. في السابق، كانت كرة القدم مجرد شغف وهواية، أما الآن فقد زاد الطموح، وأصبحت اللاعبات بحاجة إلى التركيز والجهد والوقت، لتطوير مهاراتهن وتعزيز قدراتهن.

الاحتراف أصبح حلم كل لاعبة اليوم، خاصة مع فتح المجال أمام المواهب النسائية لتمثيل المملكة، في المحافل الرياضية المختلفة.

- بعد تجاربك مع أندية سهم، التقدم، اليرموك، كيف تقيمين أهمية وجود دوري الدرجة الأولى والثانية إلى جانب الممتاز؟

دوري السيدات في السعودية يتطور بسرعة كبيرة لمنافسة الدوريات الآسيوية، ويحظى باهتمام إعلامي مميز، لا نراه في الكثير من الدول.

هذا الاهتمام يشجع الجميع على تقديم أفضل ما لديهم لتحقيق أهدافهم، كما أن وجود دوري منظم بأكثر من درجة، يتيح الفرصة للاعبات لتطوير مهاراتهن بشكل أكبر، ويخلق منافسة قوية بين الفرق.

- من وجهة نظرك، ما الذي تحتاجه اللاعبة السعودية كي تنجح في زمن الاحتراف؟

تطور اللاعبات السعوديات من أجمل الروايات في عالم كرة القدم.. لكن اللاعبة السعودية تحتاج إلى المثابرة، وأن تنظر إلى كرة القدم كمهنة، وليست مجرد هواية.

ومن الضروري تأمين مستقبل اللاعبة من خلال كرة القدم، إلى جانب اكتساب المعرفة الكروية، والالتزام بأسلوب حياة رياضي متكامل، يشمل النظام الغذائي واللياقة البدنية والعقلية الكروية.

التطور الذي نشهده في كرة القدم النسائية، يشكل مصدر إلهام للكثير من الفتيات، ويدفع الجميع للعمل بجد لتحقيق الأحلام.

- ما هي توقعاتك للمشاركة الأولى والتاريخية للمنتخب السعودي للسيدات، في تصفيات كأس آسيا 2026؟

ما تم تحقيقه خلال فترة قصيرة يعد إنجازًا خياليًا، وكأنه حلم تحقق.

مشاركة المنتخب السعودي في التصفيات، تعكس رؤية طويلة الأمد لتطوير الكرة النسائية، وأنا متأكدة أن هذه مجرد البداية.. وسيكون لهذه الخطوة تأثير إيجابي على تطور المنتخب ومستقبله، في المنافسات الآسيوية.

- ما الذي يحتاجه المنتخب السعودي للسيدات، كي يحقق حلم التأهل إلى كأس العالم في المستقبل؟

نحتاج إلى الكثير من العمل والإعداد على مستوى عالٍ، لضمان نجاح الكرة النسائية السعودية.

الدوري أصبح أكثر قوة وتنظيمًا، والاتحاد السعودي يعمل بجد لدعم الأندية والمنتخبات.. تأسيس الأكاديميات، والتعاقد مع محترفات عالميات، كلها عوامل تساهم في تطور الدوري، وتساعد المنتخب السعودي على أن يكون من أفضل المنتخبات العربية والآسيوية، وبالتالي التأهل إلى كأس العالم.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟

بعد مشاركتي في بطولة العالم للأهداف المستدامة، وكذلك في بطولة الصالات، زاد شغفي لتقديم الأفضل، ومواكبة التطورات، وتحسين مهاراتي الفنية، وتحقيق المزيد من الإنجازات.

- كلمة أخيرة في ختام الحوار؟

أشعر بفخر كبير، لكوني جزءًا من التطور الذي تشهده كرة القدم النسائية السعودية، وأتمنى أن أواصل المساهمة في دعم هذا النمو، والمشاركة في تحقيق إنجازات أكبر.