
ما حدث في مباراة نصر حسين داي وأتليتيك بارادو الأحد الماضي يجبرنا على الحديث عن المهازل الكروية، و"التبهديلة" التي كان أبطالها لاعبون يسمّون "محترفين" في بطولة تدّعي الاحتراف، في بلد يمثله منتخب هو الأحسن في إفريقيا حاليا دون منازع.
السلوك الذي قام به لاعبو بارادو قسّم المتابعين إلى مساند ومعارض، في مباراة اصطدم مفهوم القوانين بالأخلاقيات، فأنجب لنا "مهزلة" بنهاية سيئة لا تشرّف سمعة الكرة الجزائرية.
المحيّر في المباراة هو أن اللاعبين 22 الذين كانوا في الميدان أنهوا 90 دقيقة بمفاهيم متناقضة، فلا لاعبي بارادو تحلّوا بأخلاقيات الرياضة وصفاتها السامية والمثالية، ولا نظراءهم من النصرية تقيّدوا والتزموا بما يمليه القانون الوضعي في الرياضة، فمن المُلام في هذه المباراة؟ من المسؤول عن المهزلة؟ هل نلوم أشبال شريف الوزاني الذين لعبوا بواقعية أم نظراءهم من النصرية على سذاجتهم؟ أين دور المدربين في مثل هذه الوضعيات؟ فلا مدرب بارادو تدخل وأمر لاعبيه بإرجاع الكرة لمنافسهم، ولا مدرب النصرية حثّ لاعبيه على التركيز على ما يحدث في الميدان، ماذا لو تعلق الأمر بمباراة في منافسة قارية وفعل المنافس ما فعله شبان الأتليتيك؟
الواقعية في كرة القدم شيء أساسي وجب على كل لاعب التحلّي بها، أما الأخلاقيات فتبقى قيمة معنوية مضافة في سجل أي لاعب أو فريق، لكن التسجيل في مرمى شاغر وأمام لاعبين كانوا يتفرّجون ظنّا منهم أن الكرة سترجع إليهم، يبقى أمرا مرفوضا شعبيا وإعلاميا.
كان على مسؤولينا ومؤطّرينا أن يعلّموا اللاعبين كيفية التقيّد بالقانون والتحلي بأخلاقيات الرياضة في آن واحد، فاللاعب مطالب بالتركيز والتحلي بالضمير المهني والأخلاقي فور دخوله أرض الملعب، لكن ما شاهدناه في ملعب العناصر يجعلنا نتأكد أن كرتنا بحاجة إلى "رسكلة" وإعادة تكوين من "الفوق للتحت"، فالاحتراف لن يكون بالأخلاقيات ولا بالقوانين وإنما بالفهم الصحيح لهما فقط.
**نقلاً عن جريدة أصداء الملاعب الجزائرية
قد يعجبك أيضاً



