على الهواء.. مواجهة صريحة بين فان دايك وروني

شهدت مقابلة تلفزيونية أجريت عقب فوز ليفربول على ريال مدريد (1-0)، مواجهة مثيرة على الهواء مباشرة بين قائد الفريق فيرجيل فان دايك، والنجم الإنجليزي السابق واين روني أسطورة مانشستر يونايتد، بعد أسابيع من تبادل الانتقادات بين الطرفين.

وتحدث فان دايك إلى شبكة "أمازون برايم" بعد المباراة، وأجاب على أسئلة عدد من المحللين، كان من بينهم روني، في لقاء حمل بعض التوتر لكنه انتهى بروح ودية بين النجمين.

وكان روني قد وجه الشهر الماضي، عبر برنامجه "ذا واين روني شو"، انتقادات علنية للمدافع الهولندي وزميله محمد صلاح، متهماً إياهما بالعجز عن قيادة الفريق خلال سلسلة من أربع هزائم متتالية للريدز في الدوري الإنجليزي الممتاز.

ورد فان دايك حينها بوصف تصريحات روني بأنها "انتقادات كسولة"، قبل أن يضاعف روني من حدة تعليقاته لاحقا. وجاء لقاء الثلاثاء ليكون أول مواجهة مباشرة بينهما منذ تلك التصريحات، ما جعل الأجواء أمام الكاميرات مشحونة قليلا رغم طابعها الودي.

"ضجيج كبير"

اقترب فان دايك من فريق تحليل المباراة التابع لـ "أمازون برايم" بجانب أرضية الملعب، وصافح جميع المحللين بمن فيهم روني، قبل أن يقف إلى جوار مهاجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي السابق.

بدأت المذيعة جابي لوجان المقابلة بسؤال فان دايك عن تقييمه للفوز على ريال مدريد، قبل أن تتطرق إلى فترة التراجع التي مر بها الفريق مؤخرا، ودور الاجتماع الذي عقده اللاعبون بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد (2-1) في 19 أكتوبر/تشرين الأول، في تحسين الأداء.

وقال فان دايك: "من السهل الآن أن نقول إن الاجتماع كان مفيدا لأننا فزنا مرتين متتاليتين، لكن في خضم الفوضى يجب أن تحافظ على هدوئك وتنظر للأمور بتوازن. في ذلك الوقت كان شهر أكتوبر، ولا يزال أمامنا الكثير من المباريات والاحتمالات. أحيانا يكون الضجيج كبيرا جدا (وابتسم)".

وردت لوجان ممازحة مدافع الريدز: "هل تنظر إلى أحد هنا بشكل خاص؟".

فأجاب فان دايك: "لا، أبدا، لكن من المهم جدا أن تضع الأمور في نصابها، أن تواصل العمل بصمت للخروج من الموقف، لأن الجودة ليست مشكلتنا، الأمر كله يتعلق بالعمل والاستمرار".

وسأله روبي فاولر أسطورة ليفربول: "هل تؤثر عليك الضغوط الخارجية أم أنك تواصل عملك دون اكتراث وتحاول إثبات نفسك؟".

وقال فان دايك: "أنتم تعرفون أننا نتعامل مع فريق مكوّن من 25 لاعبا، بينهم شباب وكبار مثلي، وكل شخص يعيش حياة مختلفة. بالنسبة لي شخصيا، لا تؤثر عليّ الانتقادات، لكن كقائد، عليّ أن أتعامل مع لاعبين قد يتأثرون بها".

ثم تابعت لوجان: "هل ترى أن بعض الانتقادات كانت عادلة؟".

وأجاب فان دايك: "بالطبع، عندما تخسر أربع أو خمس مباريات متتالية وأنت لاعب في ليفربول، فالنقد أمر طبيعي. لكن أحيانا يكون مبالغا فيه، لأننا نعيش في عالم مليء بالمنصات، والكل يستطيع قول ما يريد، ويتم تضخيم الأمور. أعتقد أنه من الجيد أن بعض اللاعبين السابقين الذين واجهوا فترات صعبة يقدمون وجهات نظر متزنة" (قالها بابتسامة بينما ضحك روني بجانبه).

"طريق الانتصارات"

وفي ذلك التوقيت، تدخل روني قائلا بابتسامة: "لن أقول شيئا بعد الآن، أعتقد أنني حفزتهم ووضعتهم في طريق الانتصارات! ما قلته كان منطقيا، فعندما تفوز بالدوري ثم تتعرض لثلاث أو أربع هزائم متتالية، فهذا أمر غير معتاد من ليفربول خلال السنوات الماضية. وبما أن فيرجيل هو القائد، كنت أقصد أن هذه فرصته ليقود الفريق، وقد فعل ذلك بالفعل. الرد كان رائعا من جانبه ومن الفريق ككل".

ورد فان دايك قائلا: "لو شاهدت المباريات، ستجد أنني تحمّلت المسؤولية. لكن عندما قلت إنني بعد تجديد عقدي أصبحت غير مبالٍ وتركت الأمور تنحدر، أعتقد أن هذا كان مبالغا فيه قليلا... هذا رأيي الشخصي، على أي حال، وها نحن نمضي قدما".

وفي ختام المقابلة، أنهى النجمان الموقف بطريقة ودية، حيث عانق فان دايك روني وبقية طاقم "أمازون برايم" قبل أن يغادر موقع التصوير، بعد لحظات من التوتر الخفيف الذي تحوّل إلى مشهد مليء بالاحترام والابتسامات المتبادلة.

ونجح ليفربول في استعادة توازنه في الدوري الإنجليزي الممتاز بفوز مهم على أستون فيلا بهدفين من دون رد، السبت الماضي، قبل التغلب على ريال مدريد أمس في معقله أنفيلد، ليكتسب زملاء محمد صلاح المزيد من الثقة، قبل المواجهة المرتقبة ضد مانشستر سيتي يوم الأحد المقبل، ضمن منافسات الجولة 11 من عمر المسابقة.

وأصبح ليفربول في المركز السادس في ترتيب مرحلة الدوري بدوري الأبطال برصيد 9 نقاط، بينما توقف ريال مدريد عن الرصيد نفسه محتلا المركز الخامس.

وسيلعب الريدز مباراته المقبلة في دوري أبطال أوروبا، ضد فريق أيندهوفن الهولندي، ضمن الجولة الخامسة من مرحلة الدوري، في ملعب أنفيلد أيضا، يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.