Reutersكان تتويج بايرن ميونخ بلقب الدوري الألماني (بوندسليجا)، للموسم السابع على التوالي، السبت، هو الأكثر صعوبة في مسيرة غير مسبوقة حققها الفريق.
وحسم بايرن اللقب إثر فوزه على آينتراخت فرانكفورت 5 / 1 مساء السبت، في المرحلة الأخيرة من المسابقة، والتي شهدت أيضا فوز أقرب منافسيه بوروسيا دورتموند على مضيفه بوروسيا مونشنجلادباخ 2 / صفر، لينهي بايرن الموسم متفوقا بفارق نقطتين.
وكان الموسم المنقضي هو الأكثر صعوبة لبايرن خلال حقبة هيمنته على الكرة الألمانية، وشهد فترات غير مقنعة للفريق كما اعتمد النجاح لفترات على نقاط ضعف فرق أخرى بالبوندسليجا، لكن أيضا تجديد دماء الفريق كان له دور في مواصلة النجاح.
كذلك عاش بايرن أجواء صعبة في ظل حقيقة أنه أول فريق كبير يدربه المدير الفني نيكو كوفاتش، كما أثيرت الشكوك حول البدائل المحتملة للاعبين ذوي الأعمار الكبيرة، وكذلك الذين يتعرضون لإصابات على نحو متكرر.
وقال كوفاتش في تصريحات لشبكة "سكاي" التليفزيونية، بشأن مستقبله مع الفريق "أنا واثق من أن المسيرة ستستمر، فلدي معلومات أخرى ليست لديكم، من مصدرها".
وشارك كوفاتش في احتفالات الفريق أمس السبت على ملعب "أليانز أرينا" بحماس كما حاز على إشادة هائلة وهتافات من قبل الجماهير.
وقال كوفاتش بشأن الدعم الجماهيري "بالطبع هذا يشعرك بالهدوء، فالدعم يخلق مشاعر جيدة، وبالتالي أود التقدم بالشكر للجميع".
وكان بايرن تعرض لعدة كبوات في وقت سابق من الموسم المنقضي، حتى تأخر عن دورتموند في صدارة البوندسليجا بفارق تسع نقاط.
لكن كوفاتش استطاع النهوض بالفريق لدى توليه منصب المدير الفني، وصعد به إلى الصدارة في نيسان/أبريل الماضي، وذلك في مواجهة الانتقادات التي تعرض لها الفريق.
ورغم أنه ربما يكون من حق بايرن ميونخ أن يكون منتشيا بالإنجاز الذي حققه محليا، تمسك الفريق بالهدوء إلى جانب الحذر والترقب لما هو قادم.
نقطة تحول
وكان الفوز الكبير الذي حققه بايرن على دورتموند 5 / صفر في نيسان/أبريل الماضي، بمثابة نقطة تحول في مشوار الفريق في الموسم، حيث استعاد البافاري الصدارة ونجح في هز ثقة دورتموند طوال الفترة المتبقية من الموسم.
ولكن يمكن القول إن إهدار دورتموند بدوره تسع نقاط كان متقدما بها على بايرن ميونخ، هو الذي دفع الفريق البافاري نحو منصة التتويج، وليس حسن أدائه.
فقد حصد بايرن ميونخ 78 نقطة وهو أقل عدد من النقاط للفريق في الدوري منذ أعوام، وتفوق بفارق نقطتين فقط على وصيف البطل.
ضغوط مبكرة
وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي، ظهرت أمام الجميع الضغوط التي كان بايرن يعاني منها، وذلك عندما عقد أولي هونيس رئيس النادي وكارل-هاينز رومينيجه الرئيس التنفيذي وكذلك مدير الكرة حسن صالح حميديتش، مؤتمرا صحفيا هاجموا خلاله وسائل الإعلام بسبب ما وصفوه بأنه انتقادات غير مبررة للاعبي الفريق.
وجاء ذلك خلال فترة معاناة لكوفاتش في البوندسليجا وكذلك إخفاق الفريق في تقديم عروض مقنعة في دور المجموعات بدوري الأبطال.
ورأى البعض تلك الموجة من الغضب من قبل الإدارة بمثابة هدف عكسي في شباك الفريق، ولكن الأمر ساعد بايرن على استجماع قواه وسرعان ما توقف كوفاتش عن سياسة المداورة بين اللاعبين وبدأ الدفع بأفضل تشكيلة ممكنة لديه في كل أسبوع.
بعدها واصل بايرن ميونخ النتائج الإيجابية على المستوى المحلي، لكن خروجه أمام ليفربول من دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، دق ناقوس الخطر لدى مسؤوليه.
ورغم ذلك ، كانت مشاعر التفاؤل حاضرة لدى جماهير بايرن، حتى مع وداع النجمين الكبيرين آريين روبن، 35 عاما، وفرانك ريبيري، 36 عاما، اللذين سجلا السبت في آخر مباراة لهما مع بايرن في البوندسليجا.
فقد عانى كل منهما بشكل كبير من الإصابات خلال الفترة الماضية، وهو ما حال دون إمكانية التجديد لهما، خاصة في ظل الدور البارز الذي قدمه كل من كينجسلي كومان وسيرج جنابري خلال الموسم المنقضي.
ووصف هونيس المهاجم الألماني جنابري بأنه "أكبر مفاجآت الموسم"، لكنه يدرك أيضا ضرورة الاستثمار خلال سوق انتقالات اللاعبين المقبلة من أجل دعم الثنائي وتعزيز صفوف الفريق.
وفي ظل حقيقية أن خاميس رودريجيز لم يقدم العروض الجيدة الكافية لإقناع بايرن بتحويل عقد إعارته من ريال مدريد الإسباني إلى عقد انتقال نهائي، يتوقع أن تشهد سوق الانتقالات المقبلة نشاطا كبيرا لبايرن.
وبشكل عام، يواجه بايرن ميونخ ضرورة اتخاذ جملة من القرارات المهمة، لكن يمكنه الآن أولا الاحتفال بلقب البوندسليجا وكذلك التركيز على المباراة المرتقبة أمام لايبزيج في 25 أيار/مايو الجاري في نهائي كأس ألمانيا.
قد يعجبك أيضاً



