
أخيرًا.. يظهر منتخب مصر في بطولة كأس العالم 2018، بعد غياب دام 28 عاما كاملة، منذ آخر ظهور له عام 1990 في إيطاليا، بعد أن تخطى الفراعنة، عقبة التصفيات المؤهلة للمونديال.
ويستعرض موقع كووورة، عبر عدة حلقات، بعض الحكايات عن عقدة مصر مع بطولة كأس العالم 2018، خاصة أن المنتخب المصري شارك مرتين فقط في المونديال، عامي 1934 و1990.
وموعدنا اليوم السبت، مع الحلقة الثالثة لمتابعة تصفيات مونديال 1998، حيث فشل منتخب مصر، في التأهل أيضًا للعرس العالمي.
بعد ضياع حلم الفراعنة في التأهل لمونديال 1994، توقع الكثيرون أن يتعلم اتحاد الكرة، الدرس ويرفض الإطاحة بالراحل محمود الجوهري، ويتركه يبني جيلًا جديدًا، إلا أنه كالعادة رحل الجوهري وتمت الاستعانة بالدكتور طه إسماعيل، لقيادة الفراعنة في أمم أفريقيا 1994، وودع المنتخب من دور الثمانية.
ورحل إسماعيل، وتولى الهولندي راوتر، الذي لم يستمر طويلًا، وأكمل محسن صالح، مشوار تصفيات أمم أفريقيا 1996، ثم تمت الاستعانة بالهولندي رود كرول، الذي كان يعمل مدربًا للمنتخب الأولمبي، وفاز بذهبية دورة الألعاب الأفريقية، وقاد المنتخب لربع نهائي أمم أفريقيا 1996.
ورفض اتحاد الكرة، استمرار كرول، وقرر استحداث تجربة جديدة، بتعيين اثنين من النجوم الكبار لقيادة المنتخب فنيًا، وهما محمود الخطيب في منصب مدير الكرة، وفاروق جعفر في منصب المدير الفني.
وبدأت التجربة بفوز ساحق لمنتخب مصر في بداية مشوار دور المجموعات المؤهل لنهائيات مونديال 1998 على حساب ناميبيا بنتيجة 7-1 باستاد القاهرة، بحضور 35 ألف مشجع، في 8 نوفمبر/تشرين ثان 1996، وسجل للفراعنة علي ماهر "هاتريك"، وحسام حسن "هدفين"، وإبراهيم حسن وأحمد حسن.
وتوقع الكثيرون، سهولة المهمة، بعد هذه المباراة، خاصة أن منتخب مصر، كان يملك مجموعة من أصحاب الخبرة، من أبناء جيل 90، مثل حسام وإبراهيم حسن وأحمد شوبير وإسماعيل يوسف ومجدي طلبة مع لاعبي المنتخب الأولمبي، بجيل يضم علي ماهر وحازم إمام وعبد الستار صبري مع نجوم الدوري وقتها، مع نجومية الخطيب وجعفر، التي كان محط اهتمام إعلامي كبير، ولكنها سرعان ما تحولت إلى خلافات واضحة.
وتلقى منتخب مصر، هزيمة مريرة، في 12 يناير/كانون ثان 1997 أمام تونس بهدف زبير بيه، لتزداد الخلافات بين الخطيب وجعفر، ليرحل الثنائي ويعود الجنرال الراحل محمود الجوهري، في سيناريو مكرر، لمحاولة إنقاذ الموقف.
وبدأ الجوهري، مشواره بهزيمة مريرة على يد ليبيريا بهدف نظيف، في أبريل/نيسان 1997 من تسديدة خادعة للأسطورة جورج ويا، في الزاوية الضيقة للحارس عصام الحضري، في أول مباراة دولية رسمية له خدعته وسكنت شباكه، ليتقلص أمل الفراعنة في التأهل.
تمسك الجوهري، بالأمل وعمل على اتجاهين، الأول بناء جيل جديد للكرة المصرية، والثاني مواصلة العمل بالتصفيات.
وحقق منتخب مصر، الفوز بعدها على ناميبيا، في عقر دارها، بنتيجة 3-2، بعدما سجل هادي خشبة من ضربة جزاء وحسام حسن "هدفين"، ثم تعادل مع تونس، بدون أهداف، وفاز على ليبيريا في الجولة الأخيرة بخماسية هادي خشبة وسمير كمونة وهشام حنفي وعبد الستار صبري وحازم إمام، وصعد منتخب تونس للمونديال.
ورغم فشل مصر في التأهل للمونديال، إلا أنها كسبت جيلًا حصل على بعض الخبرات، وفاز بأمم أفريقيا عام 1998، بعد غياب طويل مع الجوهري.


