عصر "أبو تياغو"

أنا من جيل لحق قليلا على ابداعات دييغو أرماندو مارادونا ورغم عشقي التام ووفائي الدائم لكل مايخص قميص السيلساو البرازيلي ..إلى اني أرى بإنه لم يكن أحد ليركل الكرة كالاسطورة دييغو ...لذا فإن أي مقارنة تضم أي لاعب أو مجموعة لاعبين مع مارادونا تعتبر خاسرة مقدما!.

بيد إني سأروي للاجيال القادمه بإننا عشنا في زمان ضم اسطورة أخرى.. أخذت شيء لابئس به من مارادونا وهو "ليونيل أبن ميسي"  ذلك الهيكل الصغير أو كما يحب مادحوه في بعض الاحيان بوصفه بالبرغوث.. وارى فيه أعجوبة الدنيا الثامنة واسطورة الاساطيير ومعجزة كرة القدم وفي احيان أخرى كوكب أخر يضاف إلى زحل والمريخ والزهره وعطارد وبلوتو وبقية الكواكب في المجرات .

"أبو تياغو" ما أن يختفي حتى يعود بشيء أكبر يقدمه لكرة القدم وماقدمه في مواجهة البايرن الأخيرة إلا شيء يضاف لإبداعاته الاسطورية فهو مقطوعة موسيقية كمقطوعات بيتهوفن وتعزف على أرضية الميدان وتكاد الكرة أن لاتفارق اقدامه و كأنه ولد وله قدمين وكرة .

لا أحب المقارنات الدائمه بين النجوم حتى بين ميسي ورونالدو فكلاهما له طريقة لعب مختلفة وكليهما ممتع ولكن ميسي يظل يذكر بتلك الاشياء التي لايستطيع إلا "أبو تياغو" فعلها فوق المستطيل أخضر اللون ..ميسي دوما ينتزع الأهات واكف التصفيق من الجميع وحتى وهو في اسوء أحواله ..وهو في أفضل حالاته لايشق له غبار في الميدان.

أرى بإن على من يقلل من قدراته وعبثه في دفاعات الخصوم أن يعود إلى رشده ويتوب ويرجع ليقدم اعتذاره للخطأ الذي لايغتفر بحق من يعيد تعريف كتابة كرة القدم بل ويعود لكتابة تاريخ كرة القدم ..ومثل ماقال محبوه ومحبوا الفريق الكتلوني ...من اليوم لاتاريخ فميسي هو التاريخ .

ككرويين هنيء لنا فقد عشنا زمان ميسي ورونالدو وتنافسهما المحموم ...ولأمثالي هنيئ لنا فقد لحقنا زمان مارادونا قبل ذلك وغيره من المبدعين ..لكن تظل لابو تياغو صفات لا ولن ترتبط الا به ..وان كان هناك حظ أكبر فهو نهائي أوروبي يجمع برشلونة بالريال ..إلا اذا تدخلت قتالية الطليان وقلبت الطاولة على الاثنان ...هنا فقط لاحكم الا لإبداعات سيدة عجوز لاتعترف الا بالقتال لاخر ثانية... نعم ياساده هنيء لكم فأنتم تعيشون في عصره ..عصر "أبو تياغو".