عشوائية ميتشو تنصف تجربة جروس مع الزمالك

يبدو أن جماهير نادي الزمالك المصري على موعد مع موسم شائك وصعب رغم البداية القوية مع المدرب الجديد الصربي ميتشو الذي تولى قيادة الفريق خلفًا للمدرب الوطني خالد جلال.

ونجح ميتشو في قيادة الفريق الأبيض لحصد لقب كأس مصر، محققا انطلاقة قوية، قبل أن يتراجع منحنى أداء الفريق بشكل صادم.

وأثار الزمالك مخاوف جماهيره بسبب عروضه الباهتة البعيدة عن الكرة الجمالية السريعة التي قدمها نفس الفريق مع المدرب ذاته في مباريات الكأس.

أصابع الاتهام تتجه إلى ميتشو خاصة أن الفريق الأبيض يسير من سيئ لأسوأ على صعيد الأداء كما أن النتائج اهتزت وتلقى الفريق أول هزائمه بالدوري أمام إنبي الذي كان يقبع في المركز الأخير بخلاف أن الزمالك تعادل مع إف سي مصر الصاعد حديثًا للدوري وخسر لقب السوبر ضد الأهلي.

وفي الوقت ذاته، بدأت بعض جماهير الزمالك الترحم على أيام المدرب السويسري كريستيان جروس المدير الفني الأسبق الذي واجه حربًا شرسة من إدارة النادي الحالية برئاسة مرتضى منصور رغم تحقيقه لقب كأس الكونفدرالية الأفريقية، لأول مرة في تاريخ الزمالك وإعادته الفريق الأبيض لمنصات التتويج القارية بعد غياب طويل.

عشوائية ميتشو تنصف جروس

يعاني الزمالك حاليًا بسبب العشوائية التكتيكية للمدرب ميتشو الذي لم تظهر له تشكيلة أو طريقة لعب واضحة منذ التتويج بالكأس، ومع كثرة تغييراته في اللاعبين والخطط، فقد الفريق الهوية الفنية التي كان يتميز بها وقت جروس.

اتهم الكثيرون جروس بالروتين التكتيكي والاعتماد على طريقة 4-2-3-1 وعدم إجراء أي تعديلات عليها إلا أن النقيض تمامًا كان مع ميتشو الذي لعب بعدة طرق لعب ومنها ما لا يناسب قدرات وإمكانيات لاعبي الزمالك مثل 4-4-2 و4-3-3 و4-2-3-1.

كما أن ميتشو استهلك كل لاعبي الزمالك وأشركهم في المباريات عدا اللاعب إسلام جابر فقط وهو أمر أصاب الفريق بعدم الثبات وتذبذب المستوى من لقاء لآخر.

ربما واجه ميتشو بعض الغيابات في أوقات محددة، لكن الشكل الفني للفريق لم يعد واضحًا ووصل الأمر في لقاء إنبي بالدوري لإشراك حازم إمام الظهير الأيمن كلاعب وسط في الشوط الثاني.

في المقابل، نجح جروس في فرض أسلوبه وبصماته التكتيكية على الفريق وكان في بداية الأمر غريبًا على أجواء الدوري المصري، لكنه سرعان ما أحكم السيطرة على الفريق واستفاد من قدرات لاعبيه، رغم أنه لم يكن يمتلك مجموعة مماثلة للاعبين الحاليين.

السيطرة على النجوم

استطاع جروس أن يحكم السيطرة على نجوم الزمالك فنيًا بتنفيذ تعليماته بصرامة وهو ما ساهم في عبور الفريق لمحطات صعبة وتطوير أداء الأبيض، مما جعله منافسا شرسا على الدوري، كما توج بلقب الكونفدرالية رغم أنه في الموسم الذي سبق قدومه ابتعد الزمالك عن المنافسة.

وتعرض جروس لصدام مع محمود عبد المنعم كهربا لاعب الفريق الذي أبدى غضبه بعد استبداله في الموسم الماضي ليجد نفسه بديلًا بعد ذلك، حيث اصطدم بقوة شخصية المدرب السويسري.

ميتشو يبدو فاقدًا للسيطرة على نجوم الزمالك وخاصة على الصعيد التكتيكي فالمدرب الصربي بعيد عن فرض أسلوبه على لاعبي الفريق الذين عادوا إلى الفردية الواضحة.

الاستجابة لتدخلات مرتضى

جاء تعامل ميتشو مع مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك هزيلًا بما يسمح بالتدخل في عمله، بدليل أن مرتضى سبق وصرح أن الثنائي المغربي محمد أوناجم وأشرف بن شرقي لم ينضما للزمالك للجلوس على مقاعد البدلاء وطلبا الرحيل فأشركهما ميتشو في اللقاء التالي.

في المقابل، رفض جروس أكثر من مرة تدخلات رئيس الزمالك بل وأبدى غضبه في إحدى التدريبات من حضور مرتضى للاجتماع مع اللاعبين وهو ما ظهر في مقطع فيديو لهذه الجلسة.

مرتضى هاجم جروس عدة مرات لتجاهله بعض اللاعبين واتهمه بالظلم وعلى رأس هؤلاء اللاعبين محمد عنتر ولم يلعب الأخير في عهد ميتشو سوى في لقاء جينيراسيون السنغالي في ذهاب دور الـ32 لدوري الأبطال وظهر بأداء ضعيف.

لكن بمرور الوقت أثبتت تجربة ميتشو حتى الآن وتخبطه في البداية، قيمة جروس، وصحة وجهة نظره في كثير من الأمور.