إعلان
إعلان

عرب إفريقيا..بين السقوط والأمل

د.محمد مطاوع
21 يناير 202201:10
mohammad mutawe

دخل عرب الشمال بطولة إفريقيا وسط هالة كبيرة من التفاؤل، بأن اللقب لن يخرج من بين أربعة منتخبات قادرة على التتويج به، أولها بطل النسخة السابقة المنتخب الجزائري، ومن بعده المغرب ثم تونس ومصر.

شاركنا بعدد قياسي من الدول العربية بدخول جزر القمر بمشاركتها الأولى إلى جانب موريتانيا والسودان، فكان المجموع 7 من أصل 24 منتخبا هم مجموع المشاركين في البطولة الأغلى في القارة السمراء، ومع هذه المشاركة الكبيرة، حق لنا الطمع في أن يكون اللقب عربيا للمرة الثانية على التوالي.

الوقائع على الأرض اختلفت من اليوم الأول للبطولة، فالجزائر خرج بتعادل غريب مع سيراليون التي غابت تماما عن الترشيحات، ومصر كانت تخسر الجولة الأولى من نيجيريا في مباراة قدم فيها الفراعنة وجها مقلقا، والمغرب عانت كثيرا قبل تحقيق فوز متأخر على غانا البعيدة عن تاريخها، ويخسر المنتخب التونسي من مالي في مباراة كان نجمها الحكم، ولكن للأمانة لم يكن نسور قرطاج في يومهم واستحقوا الخسارة بعيدا عما حدث، وتعادلت جزر القمر مع الجابون ومثلها السودان مع غينيا بيساو.

انتظرنا ردة الفعل العربي في الجولة الثانية، ولكنها حملت نبأ سيئا للمحاربين بخسارة مفاجئة من غينيا الاستوائية، وبها كانت المباراة الأخيرة أمام ساحل العاج حياة أو موت، فجاءت الكارثة بخسارة قاسية، ليخرج المحاربون مبكرا من بطولة قدموا من أجل العودة بكأسها، كما فعلوا قبل أيام في الدوحة بالتتويج بكأس العرب.

تونس كانت تضع قدما في النهائي بالفوز على شقيقها الموريتاني برباعية، وعادت لتخسر في المباراة الأخيرة أمام غامبيا بهدف، وأضاعت أيضا ركلة جزاء مثل ما فعلت في المباريات الثلاث السابقة، وتتأهل بشق الأنفس ومن خلال فوزها على موريتانيا فقط، وهو حال مصر التي حققت فوزها الأول على غينيا بيساو (بدعاء الوالدين) وبهدف وحيد، ومن ثم جاء الحسم على حساب الشقيق السوداني وبهدف وحيد أيضا.

المغرب لم تبعد كثيرا، فالفوز بهدف في بداية المشوار لم يكن مطمئنا، وكانت طريق الحسم من خلال جزر القمر بعد الفوز بهدفين، ومن ثم المعاناة أمام الجابون بانتزاع نقطة بشق الأنفس وضمان المركز الأول في المجموعة.

إذا، فقد استفاد العرب من الاشتراك في مجموعات واحدة، بضمان كل من يريد التأهل 3 نقاط من شقيقه، ليكون الوصول الشاق إلى دور الـ 16 لكل من المغرب، ومصر، وتونس، وحتى جزر القمر التي فاجأت الجميع بالتأهل لهذا الدور رغم المشاركة الأولى في تاريخها، ومن خلال فوز وحيد على حساب غانا، وقد يدفعنا ذلك لتمني وقوع المنتخبات العربية معا في الدور المؤهل للمونديال، كي يكون الضمان الوحيد للحفاظ على آمال الحضور العربي في مونديال قطر، بعد نكسات إفريقيا.

خروج الجزائر كان مدويا، والبعض اتهم الفريق بالتعالي على كرة القدم، والوصول إلى الكاميرون وهم متوجون بالكأس، لكن الفريق عموما لم يستسلم وحارب حتى النهاية، وقد يكون هذا الفشل درسا مستفادا في الجولة الحاسمة من تصفيات كأس العالم، بالعودة من جديد إلى الأرض واكتشاف أن الفوز له كثير من الشروط، وأكثر بكثير من نجومية اللاعبين والأندية التي يمثلونها.

دور الـ 16 لن يكون سهلا، فمصر ستواجه ساحل العاج الذي ظهر بوجه مختلف أمام الجزائر، وتونس ستكون على موعد مع نيجيريا بالمستوى الرائع الذي قدمته في الدور الأول، وجزء القمر ستواجه الكاميرون المرعب بأرضه وجمهوره وطموحه باللقب، وقد تكون الفرصة سانحة أمام المغرب بمواجهة مالاوي الذي يقل عنه تصنيفا وقوة قياسا بالأدوات المتوفرة لدى المنتخبين، ولكن ما شاهدناه في إفريقيا حتى الآن، لا يضمن لكبير الفوز، أو لصغير الخسارة.

هناك 4 منتخبات عربية ما زالت حية في البطولة، وكل ما نتمناه أن تواصل مشوارها بإصرار أكبر، وتعب وعرق في الملعب حتى الثانية الأخيرة، علنا نحافظ على أحلامنا التي تحول بعضها إلى كوابيس في الكاميرون.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان