EPAغالبًا ما تشكل الظروف الصعبة حاجزًا أمام الكثير من اللاعبين لتحقيق أهدافهم، لكن هناك من يتخطاها ليجعل منها شاهدًا على إنجازاته.
ولم يحقق لاعبو الجزائر المجد لفريقهم الوطني فقط، عندما بلغوا نهائي كأس أمم أفريقيا 2019 أمام السنغال، لأن هذا الإنجاز يعني الكثير لهم شخصيًا، خاصة من عاش منهم ظروفا صعبة للغاية في الماضي، كادت تفتك بمستقبله الكروي، قبل أن ينطلق نحو النجومية.
عاد من رماد الكوكايين
يشكّل يوسف بلايلي قصة نجاح حقيقية للاعب كان مهدداً بالسجن بسبب تناوله الكوكايين، فقد تنبأ الكثيرون بأفول نجمه بعد فضيحة تناول المحظورات قبل أن يعود إلى توهجه.
القضية تعود إلى آب/ أغسطس 2015، عندما أجرى طبيب للاتحاد الأفريقي، كشف المنشطات ليوسف في مباراة لفريقه اتحاد العاصمة في دوري أبطال أفريقيا، انتهى بوجود شكوك كبيرة في تناول اللاعب للمنشطات، وبعدها أجرى الاتحاد الجزائري فحصاً جديدا، فكانت الصاعقة أن اللاعب تناول الكوكايين.
وجاء قرار الكاف بإيقاف اللاعب لمدة عامين في جميع المنافسات الوطنية والقارية، ثم جاء قرار أكثر صرامة من الاتحاد الدولي، بزيادة عقوبة اللاعب، علاوة على لاعبَين آخرين، إلى أربع سنوات، لتصبح العقوبة ذات مفعول دولي.
غير أن اللاعب انبعث من رماده رغم صعوبة المسار، وكانت بداية العودة حيت تقدم بطعن إلى محكمة التحكيم الرياضي، انتهى بقرار تخفيض العقوبة إلى سنتين، ليكون بإمكانه العودة رسميا إلى الميادين في صيف 2017، حيث التحق بفريق أنجيه الفرنسي، ثم انتقل بسرعة إلى الترجي التونسي.
في تونس، كان التحدي أمام بلايلي مزدوجا، لتأكيد أن صفحة الكوكايين طُويت إلى الأبد، وكذلك إنجاح تجربته الثانية مع الفريق التونسي بعدما أخفق في فرض أسلوبه عندما لعب له ما بين 2012 و2014.
وكان ليوسف بلايلي ما أراد، فقد حقق دوري الأبطال مع الترجي عام 2018، ووصل معه إلى نهائي 2019، وهو اليوم أحد أبرز نجوم المنتخب الجزائري في الكان.
النحافة ومحرز
لم يكن الكثير من زملاء محرز في كرة القدم، عندما كان يلعب في فريق مدينة سارسيل، يظن أن اللاعب سيتحوّل إلى أحد أبرز نجوم القارة السمراء، بسبب بنيته الجسدية النحيفة.
"كانوا يقولون إنني نحيف جدا، هكذا قال محرز في حوار سابق مع الجادريان، مضيفاً "كانت لديّ مهارات جيدة، لكن جسدياً، لم أكن قوياً أو سريعاً، لكني عملت بجهد كبير".
لكن ليس نحافته وحدها هي ما شكل تحديا له، بل كذلك ظروف أسرته، فوالدته كانت تعمل في مصحة، ووالده كان يعمل تقنيا في الإلكترونيات، فضلًا عن أنه لم يتدرب على الكرة في مراكز التكوين المعروفة، ومن أكبر الصدمات التي تلقاها، وفاة والده، ورياض لا يتجاوز سنه 15 عامًا.
حفزت الصدمة رياض على العمل أكثر، ليستطيع تأكيد نفسه في الدرجات الصغرى لنادي سارسيل، لينتقل بعدها إلى نادي كيمبي في دوري الدرجة الثانية، لكن المحطة الفاصلة كانت مع ليستر سيتي، حيث توج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، مما ساعده على الرحيل لمانشستر سيتي، بسعر قياسي (60 مليون جنيه إسترليني).
وشم يحكي قصة محزنة
من والد مكسيكي - فرنسي ووالدة جزائرية - فرنسية، تردد أندي ديلور، بين حمل قميصي المنتخبين الفرنسي والجزائري، إلى أن أكد لعبه لمقاتلي الصحراء، حيث يشارك في كأس أمم أفريقيا لأول مرة في مسيرته الكروية، وذلك بعد حيازته الجنسية الجزائرية مؤخرًا، مستفيداً من مادة في القانون الجزائري تتيح للأم منح جنسيتها لابنها.
وقد يظن المتتبع أن الوشم الصغير تحت عينه اليمنى للزينة فقط، لكن القصة وراء ذلك تختلط فيها المشاعر، وترتبط بأسرة اللاعب.
في مقابلة تعود إلى 20 مارس/آذار 2017 مع صحيفة "ليكيب"، تحدث أندي عن طلاق والديه وهو صغير السن، وكيف أنه بكي على الدوام في حياته، سواء لأشياء مفرحة أو حزينة، مشيرًا إلى أنه طبع وشم الدمعة عندما كان تحت رعاية والده، في فترة كانت علاقة الطرفين سلبية، لكن مع ذلك، يؤكد أندي أن والده شجعه على لعب الكرة منذ صغره.
لكن حياة أندي في الملاعب عوّضته نوعا ما عن قساوة حياة الأسرة، إذ بدأت مسيرته الكروية بالتوهج وهو صغير، خاصة عندما انتقل إلى أجاكسيو.
ومن أجاكسيو تعددت الأندية التي لعب لها، آخرها فريق مونبلييه، حيث سجل خلال العام المنصرم 14 هدفا.
قد يعجبك أيضاً



