
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة عرسين كرويين كبيرن، من النادر مصادفتهما في ذات الوقت، ويمثلان أكثر من ثلثي سكان العالم.
عرس هنا في قطر، حيث تنطلق بطولة كأس الأمم الآسيوية، وهناك في ساحل العاج التي ستشهد انطلاق كأس أمم أفريقيا.
الآمال العربية كبيرة في الظفر باللقبين، حيث استضاف العرب النسخة الأخيرة لأمم آسيا التي أقيمت في الإمارات، وسيطر على لقبها المنتخب القطري، بعد أن حقق نتائج باهرة وسحق المنتخب الياباني في النهائي 3-1، ويأمل عرب آسيا في الحفاظ على لقب البطولة -رغم صعوبته- فيما تتركز الأعين في ساحل العاج على 4 منتخبات عربية تطمح بإعادة اللقب إلى الحضن الدافئ، بعد أن خسره الفراعنة في النهائي الأخير أمام السنغال بفارق ركلات الترجيح.
قد تكون المهمة صعبة في تتويج عربي بكأس آسيا، نظرا للظروف التي تمر بها بعض المنتخبات، فقطر المستضيفة، ما زالت تتجرع مرارة مشاركة مخيبة في المونديال الذي استضافته على أرضها ولم تظهر فيه ربع مستواها في البطولة الآسيوية، والسعودية منتخب واعد، يعمل مدربه مانشيني على بناء جيل جديد مدعم بالخبرات، ولا يختلف حال بقية المنتخبات كثيرا من حيث عمليات التغيير في القيادة الفنية والتطوير بإضافة أسماء واعدة، ولكن لم تنضج للمنافسة بعد سواء في الإمارات أو العراق أو البحرين أو الأردن وسوريا، وسلطنة عمان ولبنان، وفلسطين التي ندعو الله أن يفرج عنها هذا الكرب.
في المقابل، أعلن المنتخب الياباني عن نفسه منافسسا قويا، وقادر على إعادة اللقب نحو أقصى القارة، فالصورة الرائعة التي ظهر عليها في مونديال قطر، ونتائج مبارياته التحضيرية وأمام منتخبات كبيرة، سبقته إلى الدوحة ووضعته في قمة المرشحين، ومعه المنتخب الكوري الجنوبي، إلى جانب أستراليا وإيران ومنتخبات وسط آسيا.
في ساحل العاج، قد تكون المنافسة على أشدها، فالمنتخب المصري عاقد العزم على العودة بالكأس بعد خذلانه في النسختين الآخيرتين وخسارته للقب في الشوط الأخيرة، ويطمح نجم ليفربول بالتتويج بهذا اللقب المستعصي لإضافته إلى خزائنه وإثبات علو كعبه بين نجوم العالم، وسيكون الفريق مدفوعا بالنجاحات الاستثنائية لفريق الأهلي الذي حقق كل الألقاب الممكنة في الموسم الماضي والنجوم اللامعة في القارة الاوروبية.
ولن يكون المغرب بعيدا عن الترشيحات بعد الظهور الرائع في النسخة الأخيرة من المونديال وتحقيقه المركز الرابع، كما أن التطور الهائل للمنتخب التونسي في المونديال الأخير ووجود عدد من اللاعبين المميزين يضعه ضمن قائمة المرشحين، كما ستكون البطولة بمثابة فرصة جديدة لجيل بلماضي الحالي، لاستعادة اللقب المفقود، وإعادته إلى حضن الجزائر، كما أن الحضور الموريتاني لن يكون لمجرد التمثيل المشرف، بعد أن خاض المنتخب سلسلة تجارب مفيدة، وباتت مشاركته في النهائيات حقيقة راسخة بعد أن كان مجرد حلم عابر.
لكن على الطرف الآخر لن تترك المنتخبات الإفريقية الفرصة لعرب الشمال في الظفر باللقب والعودة به من قلب القارة السمراء، فما زالت منتخبات السنغال والكاميرون وجنوب إفريقيا وغانا، وغيرها من المنتخبات قادرة على الحضور بقوة والمنافسة حتى الأمتار الأخيرة.
في النهاية نتمنى أن نشاهد نسختين جميلتين من البطولة، وأن يبرز نجوم جدد لتشريف الكرة العربية في الملاعب الأوروبية والعالمية في هذا السوق الاستثنائي الذي يحرص الكشافون على حضوره باستمرار، وأن يتحقق الهدف الكبير، بأن يكون الاحتفال مزدوجا بلقب عربي في آسيا..وآخر في إفريقيا.
قد يعجبك أيضاً



