طرائف المونديال.. فرمان شيخ الكويت يلغي هدفًا لفرنسا

تبقى ذكريات المنتخبات العربية في كأس العالم، محفورة في أذهان عشاق الساحرة المستديرة بالمنطقة، وعامرة بإنجازات وانتصارات شرفية لا تُنسى، وكذلك مواقف مثيرة للجدل شكلت جزءًا أصيلاً من تاريخ المونديال.

ويبقى منتخب مصر أول فريق عربي يشارك بالبطولة بنسختتها الثانية التي أقيمت عام 1934 بإيطاليا، ثم لحقه أشقاؤه بقارة أفريقيا المغرب، وتونس، والجزائر، وجيرانه بآسيا، العراق، والكويت، والإمارات، والسعودية.

وفي 21 يونيو/حزيران 1982 شهد ملعب خوسيه زوريا بلد الوليد، واقعة لا تُنسى في مباراة منتخب الكويت مع نظيره الفرنسي، التي انتهت بفوز الديوك (4-1)، ضمن منافسات المجموعة الرابعة من المونديال.

الواقعة بطلها، الشيخ الراحل فهد الأحمد الجابر الصباح، رئيس اتحاد الكرة الكويتي، حينها مع الحكم السوفيتي ميروسلاف ستوبار.

تقدم منتخب فرنسا بـ3 أهداف سجلها برنار جينجيني، ميشيل بلاتيني، وديديه سيس، مقابل هدف للكويت سجله عبد العزيز البلوشي، ثم سجل آلان جيريس، هدفًا رابعًا للفرنسيين في الوقت الذي وقف فيه لاعبو الكويت دون حركة في مشهد أثار دهشة الحاضرين بالملعب.

وبرر لاعبو الكويت وجهازهم الفني، الذي كان يقوده البرازيلي كارلوس ألبرتو بيريرا، أنهم توقفوا عن اللعب بسبب سماع صافرة غامضة قادمة من المدرجات.

إلا أن الحكم السوفيتي، تجاهل شكوى المنتخب الكويتي، ليفاجأ الجميع بمغادرة الشيخ فهد الأحمد الصباح مقعده بالمقصورة الرئيسية لينزل إلى أرض الملعب، للاعتراض على قرار الحكم باحتساب هدف آلان جيريس.

المثير أنَّ الحكم ميروسلاف ستوبار، تراجع عن قراره، وألغى الهدف، قبل أن يسجل الفرنسيون مجددًا الهدف الرابع عبر ماكسيم بوسي.

لكن لم يترك الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الواقعة تمر مرور الكرام، بل قرر إيقاف الحكم السوفيتي، الذي كان ينحدر من أصول أوكرانية، ومارس كرة القدم كحارس مرمى بعددٍ من الأندية أبرزها دينامو كييف.

كما طالت العقوبات أيضًا رئيس اتحاد الكرة الكويتي؛ حيث غرَّمه الفيفا مبلغًا قيمته 8 آلاف جنيه إسترليني.

وانتهى مشوار المنتخب الكويتي بالخروج من الدور الأول، مكتفيًا بنقطة وحيدة حصدها من التعادل مع تشيكوسلوفاكيا في الجولة الأولى بنتيجة 1-1، ثم خسارتين أمام فرنسا 1-4، وإنجلترا 0-1.