
بدأ العدُّ التنازلي لانطلاق بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا بين 14 يونيو/حزيران، و15 يوليو/تموز المقبلين.
ويحلمُ كل منتخب بتشريف بلاده في هذا المحفل العالمي، الذي ينتظره عشاق الساحرة المستديرة كل 4 سنوات.
ويمتلك كل فريق بالبطولة، العديد من الأسلحة التي سيستخدمها من أجل الانتصار على منافسيه بالبطولة.
ونرصد في هذه السلسلة التي تمتدُّ حتى انطلاق المنافسات، نقاط القوة في كل فريق، والتي سيعمل كل منتخب على استغلالها بالشكل الأمثل للظهور بشكل مشرف.
المجموعة السابعة
تونس
تُعدُّ هذه هي المرة الخامسة، التي تُشارك فيها تونس في نهائيات كأس العالم، وكانت أول مرة شاركت فيها في الأرجنتين عام 1978، وآخر مرة عام 2006.
وبعد فوزه على المكسيك (3-1) في أولى مبارياته في النهائيات عام 1978، لم يحقق المنتخب التونسي، أي فوز آخر له بالبطولة، ولم يتخط قط الدور الأول.
وتأهَّلت تونس لمونديال روسيا، بعدما تصدَّرت المجموعة الأولى في المرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية، على حساب الكونغو الديمقراطية، وغينيا، وليبيا.
وتلعب تونس ضمن المجموعة السابعة، إلى جانب بنما، وبلجيكا، وإنجلترا.
ورغم أن تونس تفقد اثنين من أهم لاعبيها للإصابة وهما يوسف المساكني، وطه ياسين الخنيسي، إلا أنَّ نسور قرطاج يملكون من الأسلحة ما يجعلهم قادرون على التحليق في سماء روسيا.
وهبي الخزري
تلقَّت تونس، ضربة قوية قبل أسابيع، على بدء المونديال الروسي، بإصابة يوسف المساكني، بقطع في الرباط الصليبي.
وكانت تونس تُعوِّلُ كثيرًا على المساكني في المونديال؛ حيث يمثل لنسور قرطاج، نفس الأهمية التي يمثلها ليونيل ميسي لمنتخب الأرجنتين.
لكنَّ الصدمة، وجَّهت أنظار المدرب نبيل معلول، صوب وهبي الخزري، الذي أضفى تألقه مع رين، بعض الاطمئنان على الشارع الرياضي التونسي، أملاً في أن ينسخ اللاعب تألقه، إلى مشاركته المرتقبة بالمونديال.
ويُقدِّم الخزري، أحد أبناء الجاليات التونسية المهاجرة بفرنسا، مستويات رائعة مع تونس منذ التحاقه بنسور قرطاج قبل 5 أعوام، وسيقع تحت ضغط كبير لشغل الدور الذي أصبح شاغرًا بإصابة المساكني.
وسجَّل الخزري، 27 عامًا، الهدف الوحيد لتونس في مارس/آذار عندما تغلب منتخب بلاده (1-0) في مباراة ودية على كوستاريكا، ليرتفع إجمالي الأهداف التي سجلها لتونس لـ12 هدفًا في 37 مباراة.
تشكيلة رائعة
رغم أنَّ معظم لاعبي منتخب تونس، يلعبون في الدوري المحلي، أو في أندية خارجية ليست بالكبيرة، إلا أنَّ ما يميزهم جميعًا، هو الجماعية الكبيرة، والموهبة الرائعة.
ويبرز من تلك الأسماء، عدة لاعبين يُتوقع أن يكونوا أوراقًا رابحة في المحفل العالمي، هذا الشهر، مثل أنيس البدري، وباسم الصرارفي، وصيام بن يوسف، وعلي معلول، وحمدي النقاز.
وظهر أنيس البدري، لاعب الترجي، خلال التصفيات والمباريات الودية بصورة رائعة مع نسور قرطاج، ومن المؤكد أنَه سيكون ورقة رابحة للمدرب نبيل معلول.
ويمتلك البدري، إمكانيات فنية كبيرة، جعلته أحد أبرز لاعبي الترجي، وتم اختياره كأفضل لاعب بدوري تونس خلال الموسم المنقضي، في شهري سبتمبر/أيلول، ومارس/آذار الماضيين.
وفي وقت وجيز، أصبح من الركائز الأساسية لنسور قرطاج، ومن الحلول المهمة بالخط الأمامي، حيث سجَّل 3 أهداف في 9 مباريات، خاضها مع الفريق.
كما يبرز بسام الصرارفي، جناح نسور قرطاج، وجناح نيس الفرنسي، ومن المتوقَّع أن يخطف الأنظار بروسيا.
ويتميز الصرارفي، صاحب العشرين ربيعًا، بالسرعة، والمهارات الفردية، وروحه القتالية، وهو الأمر الذي يُراهن عليه معلول.
ويبرُز كذلك صيام بن يوسف، أحد لاعبي قلب الدفاع الذي لعب معظم مباريات الفريق بالفترة الأخيرة، وكان عنصرًا مهمًا في المسيرة الخالية من الهزائم بالتصفيات.
ويلعب بن يوسف، في فريق قاسم باشا التركي، بعد أن لعب مع فريق كان في فرنسا وإف.سي أسترا جيورجيو في رومانيا، والترجي التونسي.
ويمتلك النسور، مفتاحين مهمين على الأجناب، هما علي معلول، ظهير الأهلي المصري، وحمدي النقاز، مدافع الزمالك.
ويتميز معلول بقدراته الهجومية الرائعة، ويُعد مفتاحًا مهمًا للمدرب معلول، بالإضافة إلى النقاز الذي يُعدُّ أحد أهم الأسلحة على الجانب الأيمن، بعرضياته المتقنة.
نبيل معلول
بعد أن خسر المنتخب، جُهود مدربه هنري كاسبرزاك في بداية مشوار التصفيات، عاد نبيل معلول لقيادة الفريق للتأهل لكأس العالم.
كان معلول، أُقيل بعد فشله في التأهل بالفريق لنهائيات 2014، وكان مدربًا مساعدًا تحت قيادة الفرنسي روجيه لومير عندما فازت تونس بأمم أفريقيا 2004.
ورغم أنَ إعادة منتخب بلاده، للمونديال يُعتبر (نجاحًا في حد ذاته)، لكنَّ معلول سيكون مطالبًا بإنجاز أكبر عبر قيادته للفريق للصعود للدور الثاني بعد فشله في ذلك أعوام 1978، و1998، و2002، و2006.
ويأمل معلول في الاستفادة من تجاربه المتراكمة عبر مسيرته الطويلة في الملاعب كلاعب، ومدرب، ومحلل رياضي، لكسب التحدي رغم صعوبة المهمة.
ويعود الفضل إلى معلول، في تعزيز النواحي الهجومية في الفريق التونسي، والتخلص من الخطط المتحفظة التي كان يتبعها سلفه كاسبرزاك.
كما أنَه خلَّف روحًا جماعية للفريق، وبات يتمتع بديناميكية، وهو ما ظهر في تحويله الخسارة بهدفين أمام البرتغال للتعادل، وهو أمر يدل على أنَّ نسور قرطاج لديهم شخصية قوية ستساعدهم في روسيا.
وقاد معلول المنتخب التونسي في 7 مباريات، منذ عودته لتولي المسؤولية بالعام الماضي، ولم يخسر أي لقاء، بينما حقق الفوز 5 مرات، وتعادل في مباراتين.
وسيكون معلول المدرب العربي الوحيد، بالمونديال، خاصة وأنَّ منتخبات السعودية، ومصر، والمغرب، تخوض غمار المنافسات بقيادة مدربين أجانب.
قد يعجبك أيضاً



