إعلان
إعلان

صمت ميسي .. وتوسلات لابورتا

د.محمد مطاوع
19 مارس 202102:38
mohammad mutawe

ثار قائد برشلونة ليونيل ميسي على الرئيس السابق بارتوميو، وأطلق سيلا من الانتقادات تجاهه بشكل حمّله مسؤولية ما حدث في برشلونة من خروج متتالي في دوري أبطال أوروبا، وفقدان لقبي الدوري والكأس، والخروج بوفاض خال في الموسم الماضي، على عكس عادات الفريق الكتالوني.

كلمات ميسي قد تكون القشة التي قصمت ظهر بعير بارتوميو، الذي بادر بتقديم استقالته، ليترك النادي برئاسة مؤقتة حتى يتم انتخاب إدارة جديدة بقيادة الرئيس العائد خوان لابورتا.

قد يكون من حسن حظ لابورتا أن البارسا يعيش أجمل أوقاته في الموسمين الأخيرين، حيث حقق أفضل سلسلة من النتائج بين الدوريات الكبرى الخمسة، ولم يتجرع طعم الخسارة في العام الحالي، كما أنه قدم أداء مغايرا لتماما لما حدث في مباراة الذهاب أمام باريس سان جيرمان، وخرج ببعض من الكرامة، وهو يحرج الفريق الباريسي بسيطرته المطلقة وفرصه الخطيرة، التي لو أحسن استثمارها، لتحققت الريمونتادا الإعجازية، لكن في النهاية كان الخروج من دور الـ 16 من دوري الأبطال بوقع أقل قسوة من السنوات الثلاث الأخيرة.

تحسن أداء برشلونة كثيرا، وبات ميسي أكثر سعادة في الفريق، وهو يسجل الهدف تلو الآخر، ليعتلي صدارة هدافي الليجا، ويخطف الرقم تلو الآخر، حتى عادل الرقم الأسطوري للنجم تشافي كأكثر اللاعبين ارتداء لقميص النادي، كما قاد الفريق للصعود لوصافة ترتيب الليجا، وبات أكثر قربا من المتصدر اتلتيكو مدريد، إلى جانب وصوله لنهائي كأس الملك، وهو ما يدل على أن هناك شيء تغير في الفريق، وأثّر كثيرا على نفسية ميسي، الذي بات أكثر تفاؤلا من ذي قبل. 

طالب ميسي في السابق بصفقات قادرة على حمل الفريق، وإعادته إلى طريق المنافسة من جديد، فما قام به بارتوميو يصل إلى مستوى الجريمة، في التعاقد مع لاعبين بمئات الملايين، لم يجن منهم النادي سوى الترهل والتراجع والخروج من البطولات، فنظرة سريعى على شكل الفريق الحالي، تؤكد أن العناصر الشابة هي التي بدأت تؤثر في الفريق أولها النجم انسو فاتي ومعه بيدري وترينكاو وديست وريكي بويج، ومن جديد موريبا، ويضافون إلى أفضل صفقات برشلونة في السنوات الأخيرة دي يونج، أما الباقي فقد ثبت فشلهم بشكل قاطع وأبرزهم جريزمان وكوتينيو، ولم يقدموا المستوى الذي يتناسب مع الملايين التي أنفقها بارتوميو في سبيل ضمهم.

وعلى ذات النسق، كان بارتوميو يتخلى عن عدد من النجوم الكبار وفي مقدمتهم سواريز الذي ينافس ميسي على صدارة الهدافين بقميص أتلتيكو، بدلا من محاولة تطويرهم بدنيا ونفسيا ليساهموا في إنقاذ الفريق من ورطته الكبيرة، وهو الأمر الذي فرّغ برشلونة من عناصر الخبرة، وجعل العبء الأكبر على قائده ميسي، الذي يواصل تقديم ذات المستوى الكبير، وينهض بالفريق من انتصار لآخر.

لابورتا بنى حملته الانتخابية في الطريق إلى الكامب نو ببقاء ميسي، وبذل كل ما يستطيع لإسعاده من جديد، وبعقد سلسلة من الصفقات النوعية التي يأتي المهاجم إيرلينج هالاند على رأسها، إلى جانب استقطاب صفقات مجانية قد تسهم في تدعيم الفريق دون تحميل الميزانية أعباء إضافية.

اعتذر لابورتا كثيرا من ميسي في حفل تنصيبه، بعد أن صرح بأنه سيحاول إقناعه بالبقاء في برشلونة، وسيفعل ما بوسعه لتحقيق ذلك، قبل أن يستدرك بأن هذا الأمر يعني ميسي لوحده ويطلب منه السماح على هذه الغلطة، ولكن البرغوث بقي صامتا، وقد يستمر في صمته حتى اتخاذه القرار الحاسم.

الجميع يتحدث حاليا عن مستقبل ميسي في برشلونة..باستثناء ميسي، الذي اعتاد أن يكون قليل الكلام كثير الصمت في المواقف المهمة، ويبدو أنه اتخذ قراره بعدم الحديث إلا بعد أن يحسم الأمر بشكل تام، سواء بالبقاء، أو الرحيل، وهو أمر يبدو أنه سيطول حتى اليوم الأخير من الموسم الذي لم يبق من عمره سوى شهرين على الأكثر.

وكما أعلن ميسي سابقا قرار الرحيل بشكل مفاجئ، ظهر بشكل مفاجئ ليعلن البقاء على مضض، بعد أن طالبه الرئيس السابق بارتوميو بالالتزام بعقده لنهاية الموسم، ولكن قد تغيب المفاجأة عن القرار الحاسم والنهائي في مسيرة ميسي، حيث تتساوى حاليا كفّتا البقاء مع إدارة لابورتا، أو الرحيل تلبية لإغراءات باريس سان جيرمان أو مانشستر سيتي، التي لم تتوقف منذ لحظة الإعلان عن رغبته بمغادرة أسوار الكامب نو.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان