صفقة شائكة.. العويس يشعل أزمة كبرى في الكرة السعودية

مع نهاية عام 2016، لمع نجم محمد العويس، حارس الشباب آنذاك، حيث فرض نفسه على تشكيلة المنتخب السعودي، حتى أصبح مطمعا لكل كبار الدوري المحلي، وعلى رأسهم أهلي جدة.

وتعد صفقة انتقال العويس من الشباب إلى الأهلي، إحدى الصفقات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، على مدار سنة تقريبا، قبل أن ينتهي الأمر وديا.

فقد فجر إعلان أهلي جدة، في يناير/كانون الثاني 2017، التعاقد مع محمد العويس، بعد اتفاق ثنائي بين اللاعب والنادي، بعيدا عن الشباب، ثورة غضب الأخير.

وأصدر الشباب بيانا شديد اللهجة حينها، اتهم فيه الأهلاويين بالتفاوض مع لاعب عقده سارٍ مع ناديه، وأثناء أحد معسكرات المنتخب.

لكن الأهلي مضى في إجراءات إتمام الصفقة، وتقدم بطلب لنادي الشباب، لشراء الشهور الستة المتبقية في عقد الحارس.

ورفض الشبابيون الطلب الأهلاوي، وصعدوا القضية لمركز التحكيم الرياضي، الذي صادق على قرار لجنة الاحتراف.

لكن الأهلاويين تمسكوا بضم اللاعب، مستندين على أنهم تفاوضوا معه في الفترة الحرة، وأن اتهامات الشبابيين بلا دليل.

وغض الأهلي الطرف في النهاية، عن طلب شراء الشهور الستة، وقرر الانتظار حتى انقضائها، ليتم تفعيل عقد العويس رسميا.

تدخل تركي آل الشيخ

وفي هذه الأثناء، تولى المستشار تركي آل الشيخ رئاسة الهيئة العامة للرياضة، وكانت أزمة هذه الصفقة ما زالت مشتعلة، فقرر تحويل الملف لهيئة الرقابة والتحقيق، في سابقة لم تعرفها كرة القدم السعودية من قبل.

وأثبتت التحقيقات دخول مبلغ 8.5 مليون ريال، حساب الحارس محمد العويس على دفعتين.

الأولى كانت عن طريق وكيل اللاعبين، تركي الزهراني، والذي تلقى المبلغ من تيسير الجاسم، قائد الفريق الأهلاوي آنذاك.

والدفعة الثانية وصلته عن طريق أحد أعضاء شرف الأهلي، وكل هذا قبل دخول اللاعب الفترة الحرة، بتاريخ 28 يوليو/تموز 2016.

وهذا بينما دخل العويس الفترة الحرة، يوم 25 يناير/كانون الثاني 2017.

وأراد آل الشيخ أن ينهي القضية بطريقة ودية، في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، فاجتمع بإدارتي الناديين، وبحضور رئيس اتحاد كرة القدم آنذاك.

وقدم أهلي جدة 20 مليون ريال، مقابل موافقة الشبابيين على التنازل عن القضية، فضلا عن اعتذار أهلاوي من خلال بيان رسمي.

وهو ما تم بالفعل، ليرد الشبابيون ببيان رسمي آخر، أعلنوا فيه قبول اعتذار الأهلي، ليُسدل الستار على واحدة من أبرز الصفقات الشائكة، في كرة القدم السعودية.