إعلان
إعلان

صفعة زيدان..أوهام كلوب..والكلاسيكو

د.محمد مطاوع
09 أبريل 202102:31
mohammad mutawe

أشفقنا على زين الدين زيدان، قبل النهائي المبكر لدوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول، وهو يدخل معركته القوية، فاقدا لأهم أسلحته الدفاعية والمتمثلة بالقائد راموس ومعه كارفاخال وفاران الذي صدمه بإيجابية مسحة كورونا عشية المواجهة الكبرى، لكن ما حدث على الأرض، جعلنا نشفق أكثر على مدرب ليفربول يورجن كلوب.

زيدان اعتمد أسلوبه المفضل وهو الاندفاع الهجومي الهادر، والسيطرة بشكل فعال على منطقة الوسط، ووأد أي محاولة هجومية لليفربول في مهدها، واللعب في نفس الوقت بين الخطوط الحمراء لإحداث المساحات التي يعشقها لاعبوه وخاصة فينسيوس الأسرع بينهم، فكان له ما أراد، وسجل ثلاثية، سهّلت أمور موقعة الرد عليه.

في المقابل، اكتفى كلوب بانتقاد ملعب دي ستيفانو الذي استهجن إقامة المباراة عليه، واعتبره مجرد ملعب تدريبي، متناسيا أن معظم الملاعب الأوروبية خالية من الجماهير، وفقدت أهميتها كمعقل قادر على تحفيز اللاعبين والشد من أزرهم، ويبدو أن توعّد كلوب بالرد في الأنفيلد لن يجدي نفعا..فهذا الملعب بات جحيما على الريدز الذي ترنح في الموسم الحالي على وقع أطول سلسلة من الخسائر على ملعبه منذ 58 عاما.

كلوب أيضا، لم يقو على مواجهة أسلوب زيدان الضاغط، ويبدو أنه كان يراهن على خط هجومه في استثمار ضعف الريال الدفاعي، لكنه لم يحقق هدفه، خاصة بعد ظهور الفردية في أداء لاعبيه، وحرص كل منهم على البحث عن مجد شخصي، فضاعت الفرصة، وتبدو معها العودة صعبة على أرضه، فريال مدريد بشكله الحالي وطموحه الكبير بالعودة للمنافسة على الكأس ذات الأذنين، لا يعيش ذات الظروف التي مرت على غريمه برشلونة، وهو يفوز على أرضه بثلاثية نظيفه، ويخسر على الأنفيلد برباعية صادمة، أخرجته من البطولة بشكل لا زال ماثلا في الذاكرة.

الدرس الكبير الذي قدمه زيدان في مواجهة ليفربول، لن يتوقف عند حدود الأبطال، بل سيكون أكبر عون له في مباراة الكلاسيكو، التي ستكون البوصلة الحقيقية لما تبقى من عمر المنافسة على لقب الليجا، حيث اكتسب زيدان المزيد من اللاعبين للتشكيل الأساسي خاصة في الجانب الدفاعي بحضور الثلاثي ميليتاو وميندي وناتشو، ومواصلة الاعتماد على ذات أسماء الخبرة التي يمثلها الساحر كروس وذو الرئات الثلاث مودريتش ومعهما كاسيميرو، وقد يكون يواصل الاعتماد على أسينسيو على حساب هازارد الذي بات جاهزا، بعد ما قام به أمام ليفربول وتسجيله هدفا رائعا.

زيدان أثبت أنه ليس مجرد مدرب محظوظ، فبالإضافة إلى أفكاره على الورق، وقدرته على الاختيار الأفضل للتشكيل، لديه قدرة عجيبة على تحفيز لاعبيه وتجهيزهم نفسيا وبدنيا للمباريات الكبيرة، ومنحهم الثقة بأنفسهم مهما كانت الظروف وأيّاً كان الخصم، وهو ما سيجعلنا نتشوّق لمواجهة رائعة في الكلاسيكو، الذي سيكون بالنسبة لبرشلونة ثأرا يريد تخليصه والانطلاق نحو اللقب، وبالنسبة للريال إثبات الجدارة والمواصلة في المنافسة مع جاره أتلتيكو حتى النهاية.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان